هل ستعمّر نينوى وسهلها؟

لطيف نعمان سياوش

هذه مرة أخرى نحط في نينوى وسهلها لأن جرحها بليغ وطال كل اهاليها.. لكن حصة أبناء شعبنا، وأخوتنا اليزيدين كانت حصة الاسد من الوجع الذي أصابنا في الصميم، وفتح باب الجحيم علينا لتستسلم العوائل مرغمة الى نزيف الهجرة معرضة حياتها الى الموت المحقق!!

بعيدا عن المقدمات والاسهاب أدخل صلب الموضوع وأتسائل بعد الذي حصل:-

هل ستعمّر نينوى وسهلها؟..أم؟…

أنا أشك في ذلك لعدم وجود مصداقيه وصدق ونزاهه في اعمار ماتم تدميره بعد الاحتلال..

ولطالما نفس الحكومه باقيه، والمفسدون يعششون في أروقتها أنا أستبعد أن تعود العافيه بهذه العجاله الى المناطق التي تعرضت للتخريب المتعمد والقصف و..الخ من تبعات الحرب.. فأن أية مبالغ ترصد لأعمار المدن المحررة من الدواعش ستسرق بفضل الفاسدين مثلما سرقت المليارات التي خصصت كمساعدات للنازحين والمهجّرين، وكلها موثوقه ومثبته بالتواريخ والاشخاص المتورطين بها..

ولعل المليارات التي تم ريعها لأعادة العافية الى الكهرباء على مدار 14 سنه خلت ونهبت عن بكرة ابيها خير مثال لما أقول أستشهد به، ولا زالت مشكلة الكهرباء هي هي ..

الا اللهم لو تبنّت المنظمات الخيريه العالميه، والدول الاجنبيه والكنيسه مشروع الاعمار، وقامت بالاشراف الفعلي والحقيقي على انجازه بعيدا عن الفاسدين ..

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو:- لماذا لم تبادر هذه المنظمات بعد تدمير البنيه التحتيه للعراق لأعادة اصلاح الكهرباء مادام هناك اجماع على استحالة تحقيق ذلك على ايد من نعرفهم؟..

أقولها بمنتهى الصراحه وليت الجميع يتحلى بالروح الرياضيه والصدر الرحب في تحمل صراحتي هذه.. أعتقد أن اللصوص والفاسدين قد هيأوا خططهم وفنونهم منذ الآن في التحايل، وسيتبارون من أجل الفوز والتسابق ذرائع الاعمار للوصول الى مبتغاهم، وممارسة هوايتهم في السطو والنهب ضاربين عرض الحائط كل معاني الوطنيه والنزاهة والاخلاص التي باتت معدومه في قواميسهم..

سرقوا المليارات بحجة اعادة الطرق والجسور والاعمار وغيرها الكثير دون ان يقدموا شيئا..

منذ الاحتلال ولحد الساعه هل بلطوا شارع؟..

هل بنوا مدرسه؟

هل بنوا مشفى؟..

هل بنوا مسرح؟..

هل.. وهل.. وهل..

خوفي أن تصبح نينوى وسهلها بفضل هذه الامور منسيه وتوضع على الرف لتعلوها الاتربه!!!

المقال منشور في العدد 656  من جريدة بهرا في عمود (الرسم بالكلمات).