كلدو رمزي اوغنا
انتهى اليوم حاملا لجميع شباب العالم البهجة فقد كان يوما أشبه بعرس عالمي، مؤتمرات، حلقات حوارية، مهرجانات، رقص، تامل، عمل شعبي، خطابات، مظاهرات واحتجاجات في أرجاء العالم. أي عرس هذا يحمل كل هذه التناقضات؟!!. انه يوم الشباب العالمي، توقعنا ان نشهد احتفالات كبيرة بهذه المناسبة وأنشطة متميزة على مستوى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لكثرة مؤسسات شعبنا التي تحمل اسم هذه الشريحة المهمة وخصوصا ونحن في عام العودة وإعادة اعمار سهل نينوى.
وعلى الرغم من ان العراق والاقليم شهدا احتفالات واسعة هذا العام بهذه المناسبة وحتى بعض الاحزاب الدينية العراقية احتفلت بالمناسبة وعلى طريقتها الخاصة، -التي نختلف بشأنها “إذ ظهر قائد الحزب في ندوة القى كلمة على الشباب ، بينما كان الأجدر بذلك القائد الإصغاء إلى الشباب،… فكان التهميش حتى في عيدهم”- الا ان الغرابة تنتابنا هذا العام بعدم سماع اي بيان أو تهنئة من المؤسسات الشبابية لشعبنا.
فلا اقامة لاي احتفال أو نشاط، وكأن الحدث لا يعنينا…!
أم كأننا لم نكن مدعوين لهذا العرس العالمي…!
ايعقل أن نكون مستثنون من الدعوة بينما الجميع يحتفلون؟!
اخشى ان نكون منهمكين…؟
فكيف لا وشبابنا يعيش عرسا مستمرا فكانت مظاهرات القوش ضد سلب الارادة قبل أيام، وقبلها كرنفال اصرار العودة لبخديدا وسهل نينوى، سبقتها احتجاجات أهالي “نالا” ضد التجاوزات، فالشرارة الأولى كانت بمظاهرة احتجاجية لعنكاوا للمطالبة بحقوقهم، فلاول مرة كانت القيادة للشباب.
كل هذه الفعاليات قد اثرت وبشكل كبير في اي احتفال بهذا اليوم المخصص للشباب.. فيبدو أن شبابنا الكلداني السرياني الاشوري يعيش كل يوم عرسا شبابيا من خلال تعبيرهم عن رفض الواقع الذي نمر به ومطالباتهم لحقوق شعبنا ووقوفهم بوجه المعتدين والطامعين والفاسدين…
في هذا اليوم نعاتب مؤسساتنا الشبابية رغم تفهمنا لكل هذه الظروف ونبارك لشبابنا الكلداني السرياني الاشوري هذه المناسبة مؤكدين ان هذا الشعب لم يعد لديه أمل سوى بشبابه المؤمن بالتجدد والمواكب للعصرنة رغم أن قضيته ما زالت تدار بافكار كلاسيكية اكل عليها الدهر وشرب، وبكثير من البيروقراطية القاتلة للابداع، وبتوجيه من فكر عتيق (مع جل احترامنا للأجيال التي سبقتنا)، ما جعلنا نراوح مكاننا غير مدركين بأن الجميع سبقنا.
كلدو رمزي اوغنا/ ليلة 12 – 13 اب 2017
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه