يعكوب ابونا
في الحلقة السابقة تحدثنا عن سفر يوحنا سولاقا بلوالى روما لكي يقتبل هناك كما برروا سفره للرسامة الاسقفية وينال التاييد والتثبيت من الحبر الاعظم ، بحجة عدم وجود رئيس اساقفة ليرسمه بطريركا وفقا للتقليد الكنسي ، ويذكرالاب البير ابونا في جزء 3 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية ص 134 بان المجتمعون تداولوا في شان البطريركية الوراثية ، وقرروا العودة الى القوانين الكنيسة الاصلية .” ..انتهى الاقتباس .
فالسوال هل كانت القوانيين الاصلية مبنية على العلاقة بين كنيسة المشرق وكنيسة روما ؟ وان اسقف روما هو المسؤول عن رسامة بطريرك كنيسة المشرق ؟؟
لنقرأ الجواب بما يذكره القس بطرس نصري الكلداني في ص 139 من كتابه ذخيرة الاذهان ” بان جثالقة المشرق القدماء الى زمان ” أحاد ابوي ” كانوا يقصدون انطاكية ليقتبلوا من اسقفها السياميد “…انتهى الاقتباس
اذا كنيسة المشرق كانت مرتبطة بكنيسة انطاكية ، ولا علاقة لها بكنيسة روما ؟ فالمفروض ان كان هناك فعلا عدم الرضى على قانون الوراثة ، لماذا لم يلتجئ المعترضون الى كنيسة انطاكية ليتقبلوا السياميد من اسقفها ؟ حسب القوانين الكنيسة الاصلية ، ؟
يتضح من هذا بان تبريرهم ليس في محله ، بل كان بتاثيرالرهبان الفرنسيسكان على سولاقا وعلى الذين اجبروه على قبول هذا المنصب ؟ لان الهدف كان احداث شرخ وانشقاق في كنيسة المشرق ، والسعى لانشاء كنيسة جديدة تابعه لسيطرة كنيسة روما ، وهذا ما حدث فعلا .؟ اذ يذكرالبطريرك ساكو في كتابه خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 35 :” بانه على الارحج تم هذا التحول بتاثير المرسلين الغربيين ” . انتهى الاقتباس
ويؤكد البطريرك ساكو في كتابه الاخرسير بطاركة المشرق ص 159 ” بان سولاقا المولود 1513 في بلدة القوش وهو عائلة القوشية وليست عقراوية كما اشار الابوان بطرس نصري والبير ابونا والمطران رافائيل ربان ، وفي ص 160 يقول غادرسولاقا والوفد المرافقه له الموصل في شهر اذار سنة 1552 وصلوا مدينة القدس حيث استقبلهم الرهبان الفرنسيسكان ، وعرفوهم بالمعتقد الكاثوليكي ونصحوا سولاقا بالسفر الى روما لعقد اتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية ونيل الرسامة من يد البابا نفسه ، وزوده حارس الاراضي المقدس الفرنسيسكاني برسالة توصية ،”. انتىهى الاقتباس
بهذا يخالف البطريرك ساكو ما ذهب اليه كلا من بطرس نصري والبير ابونا ؟
لان البطريرك ساكو. صراحة يذكر بان الاباء الفرنسيسكان نصحوا سولاقا بالسفر الى روما ، وزودوه برسالة توصية ؟؟ بمعنى ان سولاقا تفاجئ بفكرة السفر ؟ ولم يكن هناك اجماع كما يدعون لايفاده الى روما ، وبالنتيجة يظهر بان سولاقا لم يكن مزود باي رسالة الى بابا روما من المجتمعين في الموصل ؟.
ماذا يعنى هذا ؟ يعني ببساطة ان سيناريوالحدث الخاص بسولاقا بلو مشكوك بصحته ، لانه لو كان واقعا فعلا لما اختلفت الاراء بتفسيره والتعبيرعنه ؟ خاصة وهم جميعا كهنة الكنيسة الكلدانية ؟؟
وهذا يقودنا الىقول الحكمة القول بان تعارض الاراء وتناقضها دليل على عدم صحتها ، ؟
والا هل لم يكن باستطاعت البطريرك ساكو وهو كاردينال، ان يضع حدا لهذا الاختلافات ،؟ كان يمكنه ذلك وبكل سهولة بان يراجع اصل الرسالة المفروض انها محفوظة في مكتبة الفانيتكان اوالارشيف الخاصة بمهمات المرسلين والسفراء المعيين لديها ،؟. ويكشف حقيقة الامرويضع حدا لكل هذا التناقضات الجدلية ؟ كما هناك الكثير غيرها من القضايا الخلافية اصلها موجود في روما منها قرار البابا 1445 حول نساطرة قبرص ؟ .فلماذا لايستعمل الكردينال ساكوامكانيته هذه في كشف الحقيقية الفاتيكانية بما يخص كنيسة المشرق ؟
بالاضافة الى البطريرك ساكو ، نجد المهتمين بالبحث في تاريخ كنيسة المشرق غالبيتهم هم من رجال الكهنوت الكنيسة الكاثوليكية /الكلدانية ، وغالبيتهم هم من خريجي جامعات روما واصحاب شهادات فاتيكانية عالية ، الم يستطيعوا الاطلاع وترجمة تلك الرسالة والقرارات الخلافية ؟؟ .والتحقيق من صحتها بدلا من ياخذوا تواترا من ما ذهب اليه الاب شموئيل جميل ؟ ليكون هوالمصدر الوحيد لمعلوماتهم ، لماذا .. ؟؟
اقول بصراحة لكي لايتحملوا هم المسؤولية المعنوية والادبية لترجمات تلك الرسائل، فاكتفوا بما أورده جميل لايصيح مصدرا بحثي لهم ؟ وبدون التحقيق اخذوها على علاتها .؟
ومع ذلك للامانه التاريخية والعقائدية المسيحية الم يكن من الانصاف لهؤلاء عندما اخذوا عن الاب جميل معلوماتهم ، ان يشيروا الى الحقبة الزمنية التي كتب بها الاب شموئيل جميل ؟ الم تكن تلك الحقبة هي الحقبة المتاججه في الصراع بين الكنيستين الشرقية والغربية / روما ..؟؟ ..فمن الطبيعي ان يكون الاب جميل متاثرا بتلك الاحداث ، مختزلا الكثير من الامور وقد نسميها الحقائق ، لان المهم كان بالنسبة له ان يقدم ما يفرض عليه واجبه كداعية من دعاة الكنيسة الكاثوليكية / الكلدانية ؟؟.
لاننا نجد البطريرك ساكو يضيف في ص 161 ” يقول ، وصل سولاقا الى روما في 18 تشرين الثاني سنة 1552 ، واستقبله البابا يوليوس الثالث بسرور ، واوكله الى احد الموارنه بروما للتنشئة اللاهوتية بحسب المعتقد الكاثوليكي ، وعندما افتتحت مدرسة الموارنه بروما سنة 1584 لعبت دورا مهما في متابعة هذا الاتحاد “..انتهى الاقتباس
اما البير ابونا ص 136 يقول بعد ان استراح سولاقا ثمانية ايام في روما ،بدأت الاجراءات القانونية اللازمة ، فجرى الفحص المدقق عن شخصيته ومعتقده وغاية مجيئه ، وكان سولاقا يتحدث العربية ، ويقوم ترجمان بنقل كلامه الى الايطالية او اللاتينية ، ودام التحقيق الى 15 شباط سنة 1553 حيث قدم سولاقا صورة ايمانه للمرة الاولى ، وعرض الكردنيال ” مافي ” الامر على مجمع البابوي ” كونسيستوار ” وجرى ذلك في 18 شباط لكن المجمع أرجأ البث في هذه القضية الخطيرة ، وفي 20 شباط سنة 1553 عقد المجمع البابوي من جديد ، واستمع الى التقرير الاضافي الى قدمه الكردينال ” مافي ” الذي التمس في نهاية تقريره من الحبر الاعظم ان يتنازل فيثبت سولاقا بطريركا ليتمكن من العوده عاجلا الى بلاده التي ظلت بدون راع يدير شؤونها ، وفي نهاية تقريره عرض التماس سولاقا بان يعين له شخص كفوء ليساعده في بلاده في ارشاد المؤمنين وتعليمهم ،”.. انتهى الاقتباس
لاحظوا الغرابة بما يقوله ان المجمع يجد بان القضية خطيرة ، ولم يقول ماذا كانت خطورتها ؟؟ ولكن عندما نجد بان هناك تدليس في تقرير الكردينال ” مافي ” هنا تكمن خطورتها ، لان” مافي ” يقول ليتمكن من العودة عاجلا ” يقصد سولاقا ” الى بلاده التي ظلت بدون راع يدير شؤونها ؟؟. السؤال هل كانت حقا بلاد سولاقا بدون بطريرك ؟؟ طبعا لا ، فالخطورة كانت هنا عندما أعتمد” الكردينال مافي ” على كذبة خبر وفاة البطريرك برماما ،؟ وهو كان حيا يرزق ؟ ولكن روما اعتمدت هذه الكذبه وصدقتها ، ؟
ويذكر مافي التماس سولاقا بان يعين له شخص كفوء ليساعده في بلاده ؟؟ لماذا يطلب سولاقا احد ليساعده في بلاده ؟ فالسؤال اين المطارنه الثلاثة الذين انتخبوه وارسلوه الى روما ؟؟ فهل كانوا جهلاء وغير اكفاء في تعليمهم ؟ ام ان العملية كانت كما ذكرنا سابقا كانت مجرد افتراءات لا اساس لها من الصحة وبعيده عن الواقع بالمطلق ؟؟.لان السيناريو وضع لتقسيم واضعاف كنيسة المشرق تحت تبريرات وهمية لا اساس لها من الصحة ..؟
لنتابع ما يضيف البير ابونا في ذات الصحفة يقول ” وفي 20 شباط 1553 وبعد قراءة التقرير تلا سولاقا صورة ايمانه من جديد ، ثم صدرت البراءة البابوية معلنة تثبيت سولاقا بطريركا على الموصل ، “.. انتهى الاقتباس
اما المطران سرهد جموفي مقاله له يقول” أجتاز سولاقا الامتحان، الا أن ذلك لم يكن كافياً لروما، اذ كان عليه ان يتلقى شبه دروس في اللاهوت العام واللاهوت الغربي. وقد صيغ له آخر الامر قانون ايمان مفصل، وقعه راضياً، وحمله معه الى بلاده. وهكذا أنتهى الامر بتوقيع وثيقة اتحاد حسب الصيغ الذي ترضى بها روما”.انتهى الاقتباس ..
لاحظوا التباين في هذه الطروحات ، ويظهر اكثر بما يذكره البطريرك ساكو عندما يقول في ص 161 من كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق ،” في 15 شباط 1553 اعلن سولاقا رسميا صورة ايمانه وخضوعه للحبر الاعظم ” انا شمعون سولاقا من بيت دانيال بلو .. اني بمنزلة الابن المطيع ،مستعد ان امتثل امتثالا تاما ودائما لجميع المراسيم والاوامر والوصايا التي يصدرها يوليوس الجالس سعيدا وخلفاؤه الاحبار الرومانيون ، هذه الصيغة شبيه بالصيغة التي يعلنها الاساقفة الكاثوليك قبل رسامتهم الاسقفية اليوم ، ويضيف وسيم سولاقا اسقفا في الاول من نيسان 1553 ، بمشاركة ثلاثة كرادلة ، ثم رقاه البابا الى درجة رئيس اساقفة ، واعلنه في 21 نيسان بطريركا على الكلـــــدان ، ذلك في بازيليك مار بطرس ، والبسه الدرع المقدس ، وسلمه البراءة التي تمنحه السلطة على بلاد المشرق والهند والصين ، يبدو ان الكرسي الرسولي كان قد فهم ان البطريرك شمعون الثامن دنحا برماما كان قد توفى ، لذا اعلن سولاقا بطريركا ! ؟. انتهى الاقتباس .
نلاحظ رغم اختلاف اراء الاباء بما طرحوه ، الا ان الجديد الذي طرحه البطريرك ساكو ، فهو مختلف كليا عما ذكروه الاخرين ، ؟ عندما يقول البابا اعلنه يقصد ” سولاقا ” في 21 نيسان 1553 بطريركا على الكلدان ؟؟. ولم يذكر ساكو مصدره لهذه التعديل ؟ لان البطريرك ساكو يناقض نفسه عندما يذكر في كتابه الاخر هوخلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 33 المطبوع 2006 يقول ” وانتشر في روما خبر بوفاة البطريرك برماما ، وعلى اثره قام الكرسي الرسولي بتثبيت سولاقا ” بطريرك الموصل ” في مرسوم مؤرخ في 28 نيسان 1553 ، ” انتهى الاقتباس
الغريب ان البطريرك ساكو ، بتبديله اسم الموصل الى اسم الكلدان ، لا يبين اسباب ذلك ، قد يكون للبطريرك ساكومبرراته قاصدا تسويق هذه المغالطة ليقول بان تسمية الكنيسة الكلدانية مرعليها اكثرمن خمسمائة سنة اي من زمن سولاقا ،؟ خاصة عندما يذهب بالقول في مقال له موقع البطريركية الكلدانية بعنوان لمقاله ” ولادة الكنيسة الكلدانية ، ويعتبر ولادتها بانشقاق سولاقا وارتمائه بحضن كنيسة روما ،”..ولكن لم يقدم اي دليل لما ذهب اليه لهذا الادعاء..؟
وليسمح لنا البطريرك ساكو ان نقول لماذا هذا الالتباس في طرح المغالطة لهذه المعلومه التي تريد ايصالها باطلا للاخرين ، الست انت اليوم بطريرك الكلدان في العالم ؟؟. فان كنت تحمل هذا اللقب قبل يوم او سنة او الف سنة ،فما الجديد يكون بهذا التدليس ؟ هل هو للافتخاربهذا الاسم ؟ وان كان الامركذلك ، نقول اي اسم هذا لتفتخروا به سيدي ،؟ وانت ىسيد العارفين ام فاتك بان هذا الاسم ملعون من الله رب المجد ، وبنصوص واضحه وصريحة في الكتاب المقدس ، هل نحن مسيحيين نؤمن بهذا الكتاب ام لا ؟
لذلك ساضطر الى ان اشيرلآذكر فقط الذين لايذكرون ،بعضا من النصوص الكتابية المقدسه على سبيل المثال وليس الخصر ، التي تؤيد لعنة الكلـــــــدان ، عسى ان تحرر بعض العقول وترجعها الى المسيح ، وليتاكد منها القارء الكريم بنفسه ؟.
يقول النبي دانيال 2 : 2 و5 ، وارميا 25 : 12 ” و40 : 9 ” و” 50 : 1و8و10 و35 و39 40 ” والاصحاح 51 : 24 و29 و35 و37 و53 و54 و55 و64 ” . وفي اشعيا 13 : 19 -22 ، و : 19-20 ” وفي 50 : 1- 64 ” … ودانيال 2 : 2 و5 ” ..
نكتفى بهذا القدر من الايات . ونقول عن اي فخر بهذا الاسم تتحدثون ؟؟
ومع ذلك فالامانه البحثية تلزمنا ان نبحث بالمصادر الاخرى لتحقيق من هذا التناقض الذي وقع به البطريرك ساكو في تسويق اسم الكلدان ، لنقرا ما يقوله الاب جان موريس فييه الدومنيكي في كتابه الاثار المسيحية في الموصل في هامش ص 75 – (( عندما يتحدث عن شخصية مار يوحنا سولاقا بلو – يقول بالاضافة الى المقالات المنشورة عن الكنيسة الكلدانية ، مقالا للاب فوستي عنوانه مار يوحنا سولاقا نشر في مجلة – انجيليكوم – سنة 1931 ص 187 – 234 والكتيب الذي وضعه بالعربية المطران روفائيل ربان رئيس اساقفة كركوك ، بعنوان شهيد الاتحاد المطبوع 1955 ،- يقول – اما اسم ” الكلدان ” فقد اطلقه البابا ( 1431- 1447 ) اوجانيوس الرابع على النساطرة الذين انظموا الى الوحدة مع روما “.انتهى الاقتباس
وبطرس نصري يذكرفي كتابه ذخيرة جزء 1 ص 28 ” بان التسميه ” يقصد الكلدانية ” كانت كنايه عن الماهرين في علم الهيئه وملاحظة النجوم وبعد ذلك استعير للدلاله على العرافين والمشتغلين في الكهانه والفال المحرم ” … ويقول نصري في ص 154 من كتابه الجزء الثاني ” وكان السريان المشارقة سكان اورشليم قد اهتدوا الى الايمان بسعي المرسلين اللاتين ، وكانوا يدعون ايضا نساطرة لان اسم الكلدان الذي وضعه اوجينيوس الرابع لنساطرة قبرص لم يكن بعد قد انتشر استعماله لا في اورشليم ولا في بلاد اثور وبابل والجزيرة ” انتهى الاقتباس
ويذكر الاب البير ابونا ص 147 ” بان البابا بولس الخامس كتب رساله في 29 /حزيران /1617 عنوانها الى الاخ المحترم شمعون بطريرك الاثوريين المشارقة ، “. انتهى الاقتباس ..
كم نجد ما يؤكده الكردينال عمانوئيل دلي في كتابه المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق صدر في بغداد 1994 في دراسته لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة اللاتران سنة 1958،يقول في ص 143 يقول” حتى نصل الى ابينا ماريوحنا سولاقا الذي اسبغ عليه البابا يوليوس الثالث لقبا هو بطريرك الموصل في اشور الشرقية، ومن ص 144 يقول وفي سنة 1565 اذ يكتب البابا بيوس الرابع الى خليفة ماريوحنا سولاقا وهو عبد ايشوع الجزري 1555- 1571 يلقبه ، بطريرك الاشوريين اوالموصل اي بطريرك الموصل في اثور الشرقية ، ويضيف بقى هذا اللقب ، جاثليق الموصل في اشور، حتى اواخر القرن السادس عشر،”. ويؤكد بان تسمية الكلــــدان لم تكن متداوله حتى نهاية القرن السادس عشرحتى كمذهب ديني .”.. انتهى الاقتباس ..
والملفت ما يذكره المطران سرهد يوسف جمو في مقال له عن كنيسة المشرق ،
” عند تثبيت شمعون سولاقا بطريركاً كاثوليكياً على كنيسة المشرق جاء لقبه في الوثائق الرومانية هكذا: “بطريرك كنيسة الموصل في أثور، ويضيف ،
بعد أن إستشهد شمعون سولاقا سنة 1555. إنتخبت مار عبد يشوع مارون (1555-1567) خليفة له. وندرج هنا مطلع الصيغة الايمانية التي أبرزها البطريرك الجديد في روما في 7 آذار 1562: “أنا عبد يشوع أبن يوحنا من عائلة مارون من مدينة الجزيرة على نهر دجلة… المنتخب بطريركاً على مدينة الموصل في اثور الشرقية” (عند جميل، ص 63)، ، …وفي التقرير الذي عرضه الكردينال أمرليوس لهيئة الكرادلة في المجمع التريدنتيني في 19 آب سنة 1562 ،..
يقدم لهم البطريرك الجديد على النحو التالي: ” السيد المحترم عبد يشوع بطريرك الأثوريين المنتخب من قبل الأكليروس وبموافقة شعبهم” (جميل : 77 ) .. انتهى الاقتباس
ويضيف المطران سرهد جمو في بحثه عن الهوية الكلدانية ليقول :
” بان ايليا اسمر مطران امد ، الذي هدى شمعون دنخا الى الكثلكه ، ذهب الى روما يتوسل من بابا ان يعمم قرارالبابا اوجنيوس الرابع في سنة1445 ويطلق عليهم التسمية الكلدانية بدلا من النسطورية ،!! “..انتهى الاقتباس
هنا يجب ان تكون وقفة من المحقق الحريص تستحق السؤال من مطران النهضة الكلدانية سرهد جمو ، ان كان البابا قد منح لسولاقا لقب بطريرك الكلدان كما يقول ساكو
لماذا البابا رغم توسل المطران ايليا رفض ان يمنحهم لقب الكلدان ؟؟ ننتظر الاجابة من المطران سرهد او احد من اتباعه النهضويين ، ان بقى له اتباع ، ؟..
ولكن لا اعتقد بانهم سيجيبون ، ؟ لذلك سأسمح لنفسي ان اجاوب على تسائلي وان كانت بافتراضات جدلية عند البعض ؟ ولكن انني اجد بما يمكن استنتاجه وفق منطوق اللاهوت الكلمة ، بان هناك احد الاحتمالين او كلاهما لرفض البابا منحهم لقب الكلدان ؟.
اولا : قد لا يستبعد بان البابا وجد بان هذه التسمية وثنيـــة الاصل، فكيف تمنح وتلصق او تطلق على كنيسة مسيحية ناشئ جديدة. ؟
وثانيا : واستكمالا للاحتمال الافتراضي الاول نجد بهذا التوجه المسيحي العقائدي ، بان روما وجدت خطأ الذي وقع فيه البابا اوجينوس الرابع الذي منح هذه التسمية عام 1445 لنساطرة قبرص المتحولين الى الكثلكه ،اذ كان ذلك انتهاكا لقيم ومبادئ كنيسة المسيح الكاثوليكية ؟.من هذا اجد ما يبرر رفض البابا لهذه التسمية ، لكي لا يتكررذات الخطأ الذي وقع به اوجينوس الرابع عام 1445 ؟
وما يؤكد هذا التوجه بان روما لم تمنح هذا الاسم مطلقا لاي كان بعد 1445 ؟.
ومن الناحية الاجتهادية البحته اليس من المنطق القول اذا كانت هوية المطران ايليا اسمركلـــدانية كما يدعون انصارها فلماذا يطلبها من روما ؟ هل القومية منحه تمنح ، ام مكرمة تكرم ، ام لقب يطلق ام صبغة تصبغ ؟؟ فنترك تقدير ذلك للقارى الكريم ..
كما يذهب حبيب حنونا في كتابه تاريخ الكلدان ص 45 الى القول بان انتخاب يوحنا سولاقا كان انسلاخا وانشقاقا عن كنيسة المشرق وتنصيبه بطريركا ابتدات سلسلة اخرى لبطاركة المشرق “..انتهى الاقتباس
وهذا يعنى بان كنيسة سولاقا ليست امتدادا لكنيسة المشرق ؟ لان روما انشأة لسولاقا كنيسة جديدة باسم الكنيسة الكاثوليكية ، ونحن نعلم بان الكثلكة اتهمت كنيسة المشرق النسطورية بانه اتباع ” البدع ” والزندق ” والتحريم : ، القول خلاف ذلك هو التعدي على كنيسة روما الكاثوليكية قبل غيرها ..
ويشير الدكتور يوسف حبي – في كتابه ( كنيسة المشرق الكلدانية-الاثورية ) في الصفحة 43-45 ، …الى بعض الاسباب التي ادت الى الانشقاقات التي حدثت في كنيسة المشرق فيقول بهذا الصدد :” و قد بات واضحا اليوم ان تباين المصطلحات الفلسفية ( الارسطوطالية او الافلاطونية و الافلوطينية ) و التحليل اللاهوتي المختلف نظرا لتبنيه هذه الفلسفة او تلك هما في اساس خلاف ادى الى تكفير الواحد للآخر بل الى منازعات مؤذية للطرفين استمرت اجيالا و كانت بعيدة كل البعد عن روح الحوار و المحبة و التفاهم، ثم كان الانشطار الآخر بسبب الشركة الرسمية لروما عام 1553 ، حين لجأ قسم من اتباع كنيسة المشرق الى روما في ظروف حرجة دفع اليها ما اصاب الادارة الكنسية من الانحلال جراء القيام بانتقاضة حتى اسفر الاتحاد مع روما الى نشوء الكنيسة الكلدانية ،”..؟ .انتهى الاقتباس
صحيح قد تكون بعضا من هذه الاسباب سببا لما حصل ، ولكن الواقع اثبت بان السبب الاساسي كان لايجاد موضع قدم للغرب في الشرق الاوسط ، وكان المدخل لتحقيقه تشتيت كنيسة المشرق ، وانشاء كنائس جديدة كوسيلة للسيطرة الغربية على اوطاننا ، متخذين سلاح الدفاع عن اتباعهم وسيلة لهذا النفوذ الاستعماري .
ويؤكد الدكتور هرمز ابونا في ص 241 من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ، ” بان اول مرة ظهرت ختم الكنيسة الكلدانية كان على ختم البطريرك يوسف اودو 25 كانون الاول 1847 ، ” ..انتهى الاقتباس
وطبعا هناك اسباب لما ذهب اليه البطريرك يوسف اودو بان يستعمل هذه التسمية الوثنية ؟؟.لكنيسته الكاثوليكية ؟.سناتي اليها لاحقا .
فنجد الاب يوسف حبي في كتابه الاخر كنيسة المشرق ص 45 ” يقول وعلينا ان ننتظر القرن السادس عشر ثم السابع عشر وحتى التاسع عشر ، لكي نلتقى تميز المذاهب المسيحية المشرقية بتسميات اصبحت لاصقة بها في ايامنا ، حين اتخذ الشطر الكاثوليكي من كنيسة المشرق اسم ” الكلدان ” بينما فضل الشطر النسطوري اسم ” اثوريين ” وكرس اتباع كنيسة المشرق المغاربة اسم السريان ” وقيل ” سريان كاثوليك “لمن اعتبروا ، كالكلدان ، كنيسة روما مرجعهم الاخير ، واكد الذين اعتبروا كرسي انطاكية اصلا لكنيستهم اسم ” ارثوذكس ” تيمنا بالكنائس الارثوذكسية الاخرى ، وقد كانت تطلق تسمية ” الارثوذوكس ” على البيزنطيين وحدهم في بدايات الامر ، وهكذا اذا انشطرت ” كنيسة المشرق ” الواحدة الى اربعة مجموعات في بلاد مابين النهرين ، كلدان واثوريين ، سريان ارثوذكس وسريان كاثوليك “، ولا بد لنا من اضافة كنيسة الهند او مسيحي مارتوما فهم وكنيسة المشرق كنيسة واحدة خلال فترة طويلة من الزمن ، انقسموا هم ايضا الى الاقسام الاربعة المذكورة اعلاه فقيل ، ملباريون نساطرة او مشرقيون ، ملنكاريون ، سريان ارثوذكس ، وانقسم مؤخرا الاثوريون الى فئتين ، وسرى ذلك على اثوريي الملبار ” الهند ” فداخلتهم انقسامات عديدة ولمن نمضي ابعد من ذلك فنتحدث عن الموارنة والروم والارثذوكس والروم الكاثوليك الذين كانت او ماتزال السريانية لغتهم الطقسية ،
ويضيف الاب يوسف حبي ويقول / ان التسميات مهما كان نوعها واصلها ووقعها ،تظل امور ثانوية بنسبة الى الوحدة الاساس التي تجمع اعضاء كنيسة المشرق في جسد واحد ، راسه المسيح الواحد ،فالحقيقة الناصعة تكشف بان مؤمني بلاد وادي الرافدين وما بين النهرين ومناطق متاخمة هم جميعا مشرقيون ، وان الكنيسة التي انتظموا فيها جماعات وخورنات وابريشيات هي واحدة وان الهدف الذي ينبغي ان يسعوا نحوه هو توحيد الراي ، والشعور ، والعمل فيكونوا آية محبة في المعتقد والممارسة ، ويستشهد اخيرا بقول اغناطيوس الانطاكي الذي” استشهد سنة 107 م ” من المفيد ان تكونوا في وحدة لا تشوبها شائبة حتى تكونوا في وحدة دائمة مع الله ، اذ عجزت الشقاقات والخلافات ان تنال منكم ، فانكم تثبتون انكم تحيون بحسب الله ، ” الرسالة الى اهل افسس ” .. انتهى الاقتباس
ونختم بما يقوله المطران سرهد جمو” أجتاز سولاقا الامتحان، الا أن ذلك لم يكن كافياً لروما، اذ كان عليه ان يتلقى شبه دروس في اللاهوت العام واللاهوت الغربي. وقد صيغ له آخر الامر قانون ايمان مفصل، وقعه راضياً، وحمله معه الى بلاده. وهكذا أنتهى الامر بتوقيع وثيقة اتحاد حسب الصيغ الذي ترضى بها روما ، اذا وجد سولاقا نفسه بطريركا ” ….
وفي الحلقة القادمة سنتحدث عن مقتل يوحنا سولاقا بلو .. فالى هناك بعون الرب ..
يعكوب ابونا ………….30 /5 /2024