نبيل رومايا
خرجت علينا حكومة البصرة المحلية في بداية هذا الشهر بقرار منع النساء من المشاركة في “ماراثون البصرة” بسبب الأعراف العشائرية والعادات والتقاليد والشريعة الإسلامية،
وقبلها وجهت الحكومة المحلية في البصرة الأجهزة الأمنية بمحاسبة وغلق القاعات والصالات المخالفة التي تقوم بــ “الإخلال بالحياء والآداب العامة وتسيء للذوق العام وتشكل ممارسات غير أخلاقية”.
وهناك أيضا تحضيرات لإقامة مهرجان ديني كبير في البصرة بمشاركة 150 مدرسة و5000 طالب للاحتجاج على النشاطات الفنية والثقافية والمدنية التي تقيمها المؤسسات البصرية ولتثبيت الطابع الديني الأخلاقي في المدينة.
ولكن في هذه الاثناء وفي بصرة أخرى وفي مكان وزمان بعيدين، يختتم مهرجان المربد فعالياته، حيث فاجأت الفنانة القديرة شوقية العطار الجمهور بحضور المهرجان، والصعود إلى خشبة المسرح إلى جانب ابنتها بيدر البصري، وعادا بذاكرة العراقيين إلى أول أوبريت انتجته البلاد عام 1969 تحت عنوان بيادر الخير أو يا عشقنا بمشاركة الفنان الراحل فؤاد سالم.
ومن منا لا يتذكر هذا الأوبريت الخالد:
ياعشكنه
ياعشكنا فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري
ياعشكنا من سوابيط العنب ونحوشه عصاري
وكاعنا فضة وذهب واحنا شذرها
وشحلاة العمر لو ضاع بعمرها
يا عشكنا يا عشكنا يا عشكنا
خذني للمرواح عود خذني سن لمنجلك
من يوج ضي الخدود شمعة وبديرة هلك
اضوي لايام الحصاد الجاية
والبيادر جَ الجبال العالية
وماينا شطوط وسعد
وانسامنا طيور ورد
وكاعنه فضة وذهب واحنا شذرها
وشحلاة العمر لو ضاع بعمرها
ياعشكنا ياعشكنا ياعشكنا
كلمات الشاعر كاظم الرويعي وألحان حميد البصري غناء فؤاد سالم وشوقية العطار.
وأنا اقلب صفحات التواصل الاجتماعي وأنظر واستمع لشوقية العطار وهي تغني: ” وماينا شطوط وسعد، وانسامنا طيور ورد”، تخنقني العبرات على بصرة وبغداد وموصل، وايام مضت منذ وقت طويل اغرقها الفساد والتعصب والقمع وسلب الحريات.
وتستمر الفنانة الكبيرة شوقية العطار بالغناء “وكاعنا فضة وذهب واحنا شذرها، وشحلاة العمر لو ضاع بعمرها”.
وتبقى الغصة في القلوب.
شباط 2024