زوعا اورغ/ بغديدا
عقدنا اليوم اجتماعاً في مدينتنا الحبيبة بغديدا، والتي تعيش هذه الأيام ويعيش معها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في كل مكان، الفاجعة التي اودت بحيات أكثر من ١٢٠ نفساً بريئة وإصابة أكثر من ٢٠٠ اخرين.
نقدم لأهلنا ولذوي الشهداء في بغديدا، التعازي القلبية، ونعرب عن تضامننا معهم قلباً وروحاً، فالمصاب مصابنا، والفاجعة تمس كياننا معاً، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.
ناقشنا في الاجتماع، كل الوقائع والمعطيات والمسببات التي ادت الى وقوع هذه الفاجعة الكبيرة، فإننا نحمل الجهات الحكومية الرسمية المسؤولية الكاملة، عن الفاجعة، بسبب فساد مؤسساتها وإداراتها، والتي عرضت وتعرض ارواح العراقيين للخطر الجسيم نتيجة خضوعها للنفوذ السياسي والمليشياوي، فكم من فاجعة أكلت اجساد المواطنين الأبرياء وشربت من دمائهم، دون ان يقدم الفاعلون الحقيقيون للقضاء لينالوا جزائهم العادل ويكونوا عبرة للاخرين لكي لا يكرروا تلك الافعال المجرمة. لقد أصبح شعبنا على قناعة تامة، بأن تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة، كل فترة، ليست نتيجة القضاء والقدر، بل تدخل ضمن أجندات سياسية هدفها القضاء على ما تبقى لنا من وجود قومي والاستحواذ على القليل الباقي من أرضنا التاريخية. فالتغيير الديمغرافي المستمر منذ زمن النظام السابق لحد الان، فلا يغيب عن بال شعبنا القرار ١١٧ المجحف والصادر عن النظام السابق عام ٢٠٠٠ بتوزيع اكثر من ٢٢٠٠ قطعة ارض لمواطنين من خارج مناطقنا في بغديدا وكرمليس وبرطلا وتلكيف وتللسقف وباطنايا والقوش وبعشيقة. وكذلك ليست صدفة سقوط اكثر من ١٤٠٠ شهيد منذ ٢٠٠٣ في عمليات الخطف والقتل واخذ الفدية، وتفجير الكنائس وقتل رجال الدين، والتهجير الطائفي والاستيلاء على العقارات والممتلكات في بغداد ونينوى وكركوك والبصرة، وتفجير حافلات نقل الطلاب من سهل نينوى الى جامعات الموصل، والإقصاء والتهميش السياسي ومصادرة الارادة وسرقة مقاعد الكوتا وتمثيل شعبنا، وكنيسة سيدة النجاة وداعش الإرهابي، واخيراً حرق شعبنا في قاعة الأفراح لتتحول افراحه الى أحزان، وتوظيف ذلك في المشاحنات بين الأطراف السياسية على حساب دماء الشهداء ومناطق سهل نينوى بهدف الاستيلاء على المناصب الإدارية.
كل هذا المسلسل الدموي، مترابط وموجه وخلفه اجندات لا تريد لشعبنا البقاء في ارضه والعيش بكرامة في وطنه، وإلا اين هي الحكومة، واين الدولة، واين من يدعون الوطنية ويتغنون بها ليل نهار؟.
إننا نعلن لشعبنا أن هناك تحركات مريبة، لاعلان نتائج التحقيقات بصورة عاجلة، وإنهاء ملف الفاجعة، وغلقه حتى قبل أن تجف دماء الشهداء او تحمل الرياح رائحة اجسادهم المحترقة، ودون إجراء تحريات عميقة، وفتح تحقيق قضائي واداري على اعلى مستويات القضاء
في الفاجعة، بمشاركة خبراء تحري الجريمة من داخل العراق وخارجه، ومحققين عدليين للوقوف على كل الحقيقة والتي من غيرها لن يرتاح بال شعبنا وذوي الشهداء.
كما ونعلن عن اطلاق اعتصام مفتوح يوم الجمعة ٦ تشرين الاول ٢٠٢٣ في مناطقنا في سهل نينوى وندعو أبناء شعبنا للمشاركة فيه لحين تلبية المطالب التالية:-
١- اعتبار ضحايا الفاجعة شهداء ولهم حقوقهم إسوة بأقرانهم ممن استشهد في احداث مشابهة، وتعويضهم والمصابين بما يرتقي الى حجم الفاجعة.
٢- إجراء تحقيق عادل وشفاف بعد تحري عميق من قبل خبراء ومحققين عدليين، وبمشاركة شخصيات اعتبارية مجتمعية من بغديدا في مجرياته وإبعاد التأثيرات والضغوطات السياسية عنه وإعلان نتائجه بصورة مباشرة.
٣- ربط قضائي الحمدانية – بخديدا وتلكيف في وقت الحاضر بحدودهما الحالية إداريا بمجلس الوزراء بصورة مباشرة وتخصيص لهما ميزانية سنوية من الموازنة الاتحادية.
٤ – إبعاد الصراعات السياسية عن سهل نينوى، والتي كانت في الماضي والحاضر ايضاً سبباً في الفواجع التي وقعت، وادت الى فقدان شعبنا ثقته بالجهاز الحكومي الامني والاداري ومن ثم الهجرة خارج الوطن.
٥ – اخراج المليشيات من مناطق سهل نينوى، وتحويل الفوج ١٣ الى لواء، وفك ارتباطه باللواء ٥٠ وربطه بوزارة الداخلية.
٦ – توفير وظائف وفرص عمل كريمة لأبناء المنطقة للتخفيف من حدة البطالة والتي كانت احد اسباب الهجرة وترك الوطن.
ما تقدم ليس سوى مجموعة مطالب شعبية بسيطة وسهلة التنفيذ، ومن خلال ذلك تعيد الحكومة الثقة للمواطنين وتساهم في الدعم المعنوي والعملي لذوي الشهداء والمصابين.
كما ونؤكد لأبناء شعبنا إننا في تحالف اثرا متواصلون في الدفاع عن حقوقه ووجوده وشراكته الوطنية.
بغديدا ٣٠ ايلول ٢٠٢٣
تحالف اثرا
الحركة الديمقراطية الآشورية
حزب اتحاد بيث نهرين الوطني
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
حزب ابناء النهرين
الحزب الوطني الآشوري