زوعا اورغ/ بغداد
يستذكر شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في السابع من اب يوم الشهيد والذي يصادف الذكرى التسعون لمذبحة سميل والذكرى التاسعة للابادة الجماعية والتهجير القسري الذي تعرض له شعبنا في سهل نينوى والموصل والأخوة الايزيديين في سنجار ومناطق أخرى على يد تنظيم داعش الارهابي.
في هذه المناسبات الاليمة، نقف بخشوع، وننحني اجلالا لارواح الشهداء الابرار، وأمام دمائهم الزكية التي بذلوها على مذبح حرية شعبنا ووجوده القومي وحقوقه العادلة في ارض الاباء والاجداد، بلاد بابل وآشور.
كما ونستذكر اليوم كل الضحايا الأبرياء الذين سقطوا ظلما خلال تاريخ شعبنا الطويل، على ايدي الأنظمة العنصرية التي توالت الحكم في بلادنا، والتي تجاوزت كل القيم الإنسانية في تعاملها مع شعبنا وحقوقه في ارضه التاريخية، وإذ نقيم عاليا كل التضحيات التي قدمت للحفاظ على الوجود والانتماء القومي والديني لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فإننا نطالب بإنصاف الضحايا وإدانة القتلة وتحقيق العدالة الانتقالية، وإحقاق الحق لأحفاد المذابح والإبادات والتطهير العرقي من ( سيفو ) ابان الحرب العالمية الاولى، ثم مذابح سميل عام ١٩٣٣، ومذبحة صوريا عام ١٩٦٩، وجرائم الانفال السوداء التي ارتكبها النظام الدكتاتوري البائد عام ١٩٨٨ والقتل والتهجير الممنهج عام ٢٠٠٦ من العاصمة بغداد ومحافظة نينوى، ومذبحة كنيسة سيدة النجاة عام ٢٠١٠، وأخرها هجمة داعش الإرهابي في العام ٢٠١٤ على محافظة نينوى، وذلك أقل ما يمكن أن تقوم به الحكومات المعاصرة لمنع وتكرار كل تلك الجرائم والمذابح والإبادات التي ستبقى وصمة عار في جبين من خطط لها وقام بها او شارك في تنفيذها.
واليوم إذ نحتفي بيوم الشهيد، فإننا نؤشر الكثير من السلبيات في تعاطي الحكومة مع حقوق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وخصوصاً في مناطق سهل نينوى وعموم المحافظة، حيث لم نتلمس جدية الحكومة في استكمال اعادة المهجرين قسراً او تعويض العائدون منهم، حيث لم تفي الحكومة بالتزاماتها تجاه ابناء هذه المناطق من ناحية استكمال البنى التحتية ومستلزمات العيش الكريم، وتعويض المتضررين عما فقدوه من ممتلكات ومساعدتهم في الشروع ببناء حياة جديدة بعيداً عن الإرهاب والترهيب، كما ونؤشر هنا ايضاً استحواذ قوات أمنية ليست من ابناء منطقة سهل نينوى على مقدرات ابناء السهل من شماله حتى جنوبه، وتقسيمه على خلفيات امنية بذريعة المناطق المتنازع عليها. ورغم ذلك كله نتأمل خيرا بعودة سكان سهل نينوى الذين شرعوا في تأهيل البنى التحتية في بلداتهم، معتمدين على ذاتهم وقلة ما يردهم من الحكومة المحلية في نينوى، ما يدعو الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها الوطنية في الاستجابة لحاجات واستحقاقات المواطنين وتوفير العيش الكريم لهم.
وانطلاقا من المسؤولية التضامنية والإنسانية ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المناطق المنكوبة والمتضررة نتيجة تدمير داعش او العمليات العسكرية اثناء التحرير، وندعوهم لدعم سهل نينوى اقتصاديا.
ونطالب ايضاً بتفعيل قرار استحداث محافظة سهل نينوى على اساس جغرافي واداري، وذلك من شانه ان يقوض سياسات واجندات التغيير الديموغرافي، واستحداث وحدات إدارية وأقسام بلدية وإيقاف الممارسات التي تهدف فرض ارادات خارجية على مناطقنا، كما ونرفض سياسات فرض الامر الواقع على مناطقنا في سهل نينوى بعيدا عن مصالح ابنائها وتطلعاتهم.
وفي ذات الوقت على البرلمان ان يشرع ما يحفظ حقوق وكرامات المواطنين، ويمنع تكرار المذابح على اية خلفية كانت عبر تحقيق العدالة والمساواة وفرض سلطة القانون في البلاد لتوفير الامن والاستقرار والازدهار، وتشريع ما يضمن حق العودة لمهجري مذبحة سميل عام ١٩٣٣ وتعويضهم وبناء قراهم.
كما ونشيد بدور جاليات شعبنا في المهجر لوقوفهم الى جانب شعبنا في الوطن وبالاخص المهجرين من سهل نينوى والموصل من خلال المساعدة لتخفيف المعاناة مؤكدين دعوتنا للتواصل وتكثيف الجهود لكسب الدعم السياسي لقضية شعبنا في المجتمع الدولي ومساندة حقوقه المشروعة.
وفي اقليم كردستان فإننا نؤكد مرة اخرى على اولوية ازالة ورفع التجاوزات عن قرى واراضي شعبنا، واحترام ارادته وتحقيق مبدأ الشراكة السياسة والوطنية وتمثيله في كافة المؤسسات الحكومية. وإننا نتأمل خيرا لحل الملفات العالقة منذ سنوات طويلة، وان تشرع الحكومة في ايجاد الحلول المناسبة لإعادة الحق لاصحابه الشرعيين. ونؤكد استعداد احزاب تحالف اثرا في ترسيخ علاقة سياسية متوازنة ومبنية على المصالح المشتركة والتحلي بالإرادة السياسية للتعاطي الجاد مع كل الملفات التي بقت دون ان ترى الحلول والمعالجات الحقيقية، من اجل ترسيخ التآخي والتعايش السلمي والشراكة الوطنية الحقة.
وفي الختام نعاهد شعبنا بالثبات في نضالنا مؤكدين عهدنا بالسير على خطى الشهداء الابرار، ملتزمين بنهجهم القومي والوطني وتكملة مسيرتهم في التضحية حتى تحقيق كامل حقوقنا العادلة.
المجد لشهدائنا … والنصر لقضيتنا العادلة
بغداد ٧ آب ٢٠٢٣
تحالف اثرا