شوكت توسا
تحيه ومحبه
تمر هذه الايام على الموصللين بمختلف الوانهم الجميله, ذكرى أليمه ومحزنه , نسج خيوطها الغرباء ونفذتها ايادي صفراء ودفع ثمنها ناس نجباء, أعادت للذاكره تلك الايام العمياء والناس الحمقى التي سبق وتحدث عنها مدرّسي المرحوم بهنام وديع اوغسطين في كتابه “الايام العمياء والناس الحمقى “,حول ايام سفر بللك.
حضراتكم يا ساده ,احفاد بُناة احد اعرق مدن العالم حضارة,إن كانت تفاسير نظريات الفلاسفه وعلماء التاريخ لا توّفي للتسلّح بما تتطلبه مصاعب ومقالب الحياة, فالتجارب التي عشتموها هي الاقرب وفيها الأغزر مما يمكن ان نسترشد به في قول كلمتنا للاجيال حتى يستمروا في الحياة بعيدا عن الكوارث والنكبات التي عشناها وما زلنا نواجهها.
ما فعله تنظيم داعش ,لم يفعله من قبله احد بحق نينوى ام الربيعين وموصل الحدباء , لم يسلم اي موصللّي في داخلها وضواحيها من بطش هذا التنظيم , ُحرمتْ اعواما من زيارة المدينه المحببه الى قلبي بسبب غزوة داعش الاجراميه, اذ ما طاب لي سفرٌ للعراق و لبلدتي القوش ما لم يتتوّج بزيارة الموصل, استعيد فيها ذكرياتي التي تداعبها اروع صداقاتي مع اناس احببتهم اطال الله في اعمارهم , لم تتعثر يوما حمية وأخوية صداقتي معهم لاي سبب كان, كلما التقيهم تبتهج المحبه في لقائنا وترتقي الفضيله لوحدها , لن ابالغ لو قلت باني اُسعد معهم كما اُسعد مع اشقائي وعوائلهم واولادي وعوائلهم , شعور متبادل لم يفارقنا يوما والا ما استمرت علاقتنا بشكلها الحالي .
في جلساتي ومسامراتي مع اصدقاء العمر وعوائلهم اثناء سفرتي في هذا العام وقبله ,سمعت تفاصيل كثيره حول جرائم الدواعش يندى لها الجبين ويتالم منها حتى الحجر,وسمعت بشغف واعجاب حكايات مشرفه وان كانت مؤلمه حول مواقف الموصللين تجاه اخوانهم المسيحيين الذين لحقهم الظلم والغبن ايضا, تفاصيل محزنه يعجز الانسان عن وصفها, ولكن لله الحمد كانت غيمه سوداء وانقشعت , كانت بحق درسا يجب ان لا ننساه , ما خلّفه داعش يحتاج الى اراده واعادة تفكير من اجل اعادة بناء الخراب الذي لحق بالبنيان والانسان على حد سواء.
منارة الحدباء وجامع النوري, وكنيسة الطاهره ومرقد النبي يونس(يونان) , وكنيسة المسكنته , واماكن اثريه اخرى كاسوار نينوى الاشوريه القديمه والمتاحف الاثريه هذه كلها مفاخر نينويه تاريخيه تزدان بها حواضر المدينه ويعتز بها كل من شرب من مياه دجلة الصافيه,من الظلم ان نتخذ من تنوع هويات هذه الاصرح اسبابا لاعادة فتح ابواب المدينه لداعش جديده لا سامح الله, على الموصصلي المحب لتاريخ وشعب مدينته عدم التفريط بهذه القيم والمقامات ,الموصلليون انفسهم يتذكرون بفخر واعتزاز ذلك البناء المسيحي( الطنبرجي على ما اتذكر) الذي لم يستطع غيره صيانة منارة الحدباء والسيطره على ميلانها, فكان تفجيرها وتفجير مرقد النبي يونس على يد الدواعش , الاتراك قبل غيرهم يستغربون تذبذب مواقف اردوغان تارة في جعل كنيسة ايا صوفيا جامعا وتارة اخرى متحفا والنتيجه هي فتنه ثم فتنه لاغير, ليبادر الموصللي بالحفاظ على تراث هذه المدينه واعادة ترميم وتضميد جراح ناسها الذين تركوا كل شي وراءهم وما زالوا مطشرين خارج مدينتهم,,,,حماية انسان المدينه يا اخوان اهم بكثير .
اتمنى للموصل ان تعود الى سابق عهدها ,وهذا لن يتحقق ما لم يتم تصحيح الاخطاء التي من شانها لواستمرينا بها ان تقلب الموازين مرة اخرى الى ما لا تشتهيه الانفس.
الوطن والشعب من وراء القصد
- Home
- /
- الى اهالي نينوى ام الربيعين...