1. Home
  2. /
  3. فريق متخصص من اللوفر...

فريق متخصص من اللوفر ينجح في ترميم الأجزاء المدمرة بمتحف الموصل

زوعا اورغ/ المدى

نجح فريق تابع لمتحف اللوفر الفرنسي، في ترميم الأجزاء المدمرة من متحف الموصل، مؤكداً أن القرار المتعلق بالقطع المفقودة وإمكانية استبدالها متروك للسلطات العراقية. وذكر تقرير لموقع (ذي ناشنال الاخباري)، أن “لحظة مشاعر كانت مؤثرة بالنسبة للنحات، دانييل ايبليد، وزميلته مديرة قسم الآثار الشرقية في متحف اللوفر، آريان توماس، واقدامهما تطأ لأول مرة موقع حطام متحف الموصل”.

وأضاف التقرير، أن “ثاني أكبر متحف عراقي للآثار في الموصل وكان قد تم تحطيمه من قبل تنظيم داعش الارهابي في العام 2014، في الوقت الذي حاول فيه المتطرفون اجتثاث تاريخ عمره آلاف السنين عبر تدمير المبنى ومحتوياته”.

وأشار، إلى أن “ايبليد وتوماس عند دخولهما لما تبقى من متحف الموصل أدركا أنهما بصدد مواجهة أكبر تحدي لهما لم يشهداه من قبل”.

وقال النحات ايبليد، “كنا سوية عندما شاهدنا الحطام لأول مرة، كان من المحزن جداً رؤية ما حدث وكم هي السرعة التي تم استغراقها في احداث هذا الحطام مقارنة بالوقت الطويل الذي سيتم استغراقه لإصلاحه”.

وأضاف أيبليد، أن “القطع الاثرية كانت سليمة بشكل كامل ومبهرة رغم عمرها الذي يزيد على 2500 عام، ولكن على حين غرة وخلال دقائق معدودة يتم تحطيمها، كان المنظر يشبه ساحة حرب، حيث الشظايا المحطمة منتشرة في كل مكان.” ولفت التقرير، إلى أن “العراق عندما استعاد مدينة الموصل وحررها من قبضة تنظيم داعش الارهابي، أصبحت استعادة تاريخها وإرثها الحضاري من الأولويات المهمة”.

وشدد، على أن “متحف اللوفر في باريس له خبرة عالمية في استعادة قطع اثرية مشابهة وكان من بين أوائل الفرق العالمية التي تعرض مساعدتها لدعم المتحف في العراق”.

ونوّه التقرير، إلى أن “الفريق بدأ بالمهمة الشاقة المضنية لاستعادة حياة القطع الاثرية، بالاشتراك مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، ومعهد سمثسونيان، والسلطات العراقية وصندوق حماية معالم التراث في العالم”. وذكر ايبليد، “انها بحق واحدة من أكثر الأشياء تعقيداً واكبرها حجماً لم اقم بها بحياتي ابداً”، مضيفاً أن “مقتنيات متحف الموصل ذات أهمية ثقافية وتعد بالغة الأهمية بالنسبة لتاريخ العراق.” وعد التقرير، “الموصل واجهة موقع نينوى التاريخي، قلب الإمبراطورية الاشورية، وكانت في مرحلة زمنية تعتبر من أكبر المدن في العالم على مر عقود من الزمن”. وأردف، أن “متحف الموصل ضم كنوزا من الحقب السومرية والهيلينية والإسلامية”، مشدداً على أن “خبراء متحف اللوفر كانوا يركزون جهودهم على الأسد المجنح لمدينة النمرود وقطعتي الثور المجنح الذي يحمل رأس انسان وقاعدة عرش الملك آشور بانيبال”.

وأفاد، بأن “فريق اللوفر عندما دخل مبنى المتحف في الموصل، كان كل ما تبقى من الآثار التي يعود تاريخها لآلاف السنين عبارة عن بحر من قطع الأحجار المبعثرة”. وقالت توماس، مديرة قسم الاثار الشرقية في متحف اللوفر، “من المؤلم جداً رؤية هكذا حطام”. وتابعت توماس، ان “القطع الاثرية كانت قديمة جداً وبينما بقيت على حالها لأكثر من 2500 عام، فأنها تحولت فجأة خلال لحظات الى حطام”، لافتة إلى أن “متحف اللوفر أخذ على عاتقه تشخيص الأضرار ووضع خطة عمل لرؤية ما يستوجب عمله انطلاقاً من حالة الدمار التي وجدناها.” وزادت توماس، “مازلنا نتولى مهمة جمع القطع المتناثرة، هناك عمل ضخم فيما يتعلق باستعادة القطع الاثرية لحالها الطبيعي”.

وبينت توماس، أن “النحات البارع دانييل يستخدم خبرته بإعادة ترميم وتسوية كل القطع المحطمة، ومن بينها قطع كبيرة بحجم نصب ضخم”. وتواصل توماس، أن “كثيرا من المتاحف حول العالم لم تشهد مثل هكذا دمار من قبل، في الوقت نفسه نحن نقوم بعمل المحافظة على القطع الاثرية والذي يتطلب فريقاً ضخماً”.

وتحدثت توماس، عن الحاجة “إلى معدات ضخمة وخبرة كبيرة، ونحن محظوظون في متحف اللوفر بانه لدينا الخبرة الكافية طالما نحن نمتلك آثاراً مشابهة وواجهنا نفس المشاكل ولدينا خبرة النحات دانييل التي نستخدمها في استعادة القطع الاثرية”. يعود النحات دانييل ايبليد ليقول، إن “مهمتنا هي كمهمة التنقيب عن الاثار، علينا ان نفصل بين جميع الأحجار، وكل قطعة نكتب عليها مرجعها لنعرف الى أي نصب تعود ونصنفها ونضعها بعناية في صناديق لنجري بعدها عملية استعادة القطعة الاثرية”. ووصف أيبليد المهمة بـ “المعقدة”، متابعاً “عملت باستعادة قطع وصُرح اثرية في المتحف الوطني لمدينة كابول وكانت مهمة ذات تحدي كبير”. وأشار أيبليد، إلى أن “التحدي أكبر في الموصل لأنني اتعامل مع قطع اثرية آشورية ضخمة، انها ضخمة وثقيلة جداً وقسم من القطع ما تزال متضررة من التفجير، من الصعب تحريكها والعمل معها، هذا ما يجعل المهمة تحمل تحديا أكبر.” وبين التقرير، أن “الفريق كان يعمل على جمع أجزاء وقطع تماثيل العرش الآشوري والأسد وجمعها سوية”. وقال ايبليد، “بالنسبة لقاعدة العرش فقد تمكنا من جمع 85% من الصرح الأصلي، اما بالنسبة للأجزاء المفقودة فسيكون القرار متروك للسلطات العراقية فيما إذا نستبدلها بقطع جديدة او نتركها كما هي”.

من جانبها، أكدت مديرة اللوفر، أن “تقدماً كبيراً حققناه الان ويمكن للنحات دانييل وفريقه ان يفخروا به، القطع المدمرة عادت أخيراً لشكلها الأصلي.”

 

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en