زوعا اورغ/ وكالات
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، قرارا يدين الحرب الروسية على أوكرانيا، ويطالبها بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد كييف، وذلك بأغلبية أصوات 141 دولة، فيما عارضته 5 دول، وامتنعت 35 عن التصويت.
وكان العراق من بين الدول الـ35 التي امتنعت عن التصويت، وهو ما أثار تساؤلات حول موقف بغداد من الغزو الروسي.
ويرى المحلل السياسي، محمد إحسان، أن الموقف العراقي جاء “بتأثير إيراني”، مشيرا إلى أن “طهران طالبت الحكومة العراقية بالتزام الصمت في هذه الأزمة..”.
وكانت إيران، التي لا تزال تفاوض الغرب في شأن برنامجها النووي، امتنعت هي الأخرى عن التصويت ضد القرار.
ولكن المحلل السياسي، رائد العزاوي، لا يعتقد ذلك، مؤكدا أن الحكومة العراقية “مستقلة لا تتخذ قراراتها الدولية تحت تأثير الضغوط الخارجية”.
وقال العزاوي في حديثه مع موقع “الحرة” إن العراق يعتقد أنه من المبكر اتخاذ موقف واضح في هذه الأزمة، لذلك التزم الصمت وامتنع عن التصويت على القرار الأممي.
وأشار العزاوي إلى أن العراق يريد تحقيق الموائمة السياسية، والحفاظ على مصالحه مع جميع الدول، لا سيما أنه يمتلك علاقات اقتصادية قوية مع موسكو.
“التزام الحياد”
في مطلع فبراير الماضي، أكدت وزارة الخارجية العراقية على التزامها الحياد في جميع النزاعات ومنها الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأكدت الوزارة، في بيان، على ضرورة التمسك بالطرق الدبلوماسية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما أشارت إلى أهميّة مواصلة عقد الاجتماعات الخاصة بالمشاورات السياسية.
كما حذّر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، السبت، من تأثر المنطقة العربية بنيران الحرب الأوكرانية – الروسية، متوقعاً أن تواجه دول العالم مجدداً المعادلة الخانقة: “إما أن تكون معي أو ضدي” وطالب بتغليب لغة الحوار.
ويطالب القرار الذي أقرته الأمم المتحدة “بأن تسحب(موسكو) على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية” من أوكرانيا، كما “يدين قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية”.
و”يستنكر” القرار، الذي طرحه الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع أوكرانيا، “بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا”، ويؤكد “التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي” أوكرانيا بما فيها “مياهها الإقليمية”.
ويدعو القرار الصادر تحت عنوان “العدوان على أوكرانيا” إلى وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق – على خلفية نقاشات شاقة في مجلس الأمن بشأن مشروع قرار فرنسي مكسيكي حول نفس الموضوع – كما “يستنكر تورط بيلاروس” في الهجوم على أوكرانيا.
وعلى خلفية العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا، طالب البنك المركزي العراقي، الأربعاء، الحكومة التريث في إبرام أي عقود مع موسكو، بحسب وثيقة نشرتها وكالة شفق نيوز.
وقال محافظ البنك المركزي، مصطفى غالب مخيف، في خطاب لمجلس الوزراء: “نود إعلامكم بأنه نتيجة للحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا، قامت وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على مؤسسات مالية واقتصادية روسية لغرض الحد من قدرات روسيا في الحرب، ولغرض حماية النظام المالي العراقي فإننا نقترح التريث في الوقت الحاضر عن إبرام أي عقود حكومية مع الجانب الروسي وضرورة التريث في تحويل أي مدفوعات مالية تمر من خلال النظام المالي في روسيا”.
ودعا محافظ البنك المركزي الحكومة تعميم ذلك على الوزارات والجهات المختلفة.
وتمتلك روسيا استثمارات كبيرة في مجال الطاقة في العراق، بلغت حوالي 14 مليار دولار، بحسب تصريحات السفير الروسي في العراق لشبكة رووادو.
صور بوتين
بعد التصويت، نشرت السفارة الروسية في العراق تغريدة لصور الرئيس فلاديمير بوتين من شوارع بغداد، مكتوب عليها “نحن ندعم روسيا”.
На улицах Багдада 🇮🇶 pic.twitter.com/sdjFUWJVvf
— Russia in Iraq (@RusEmbassyIraq) March 2, 2022
وقال إحسان إن “الميليشيات الإيرانية في بغداد، هم من علقوا صور بوتين”.
وأزالت قوة أمنية عراقية صورة بوتين التي تم وضعها في أحد شوارع منطقة الجادرية بالعاصمة العراقية، بغداد.
وأظهر مقطع مصور مقتضب عددا من عناصر الأمن العراقي وهم يرفعون الصورة، التي كتب عليها باللغة الإنكليزية “نحن ندعم روسيا”، وذلك بعد فترة وجيزة من وضعها وسط الشارع.
وذيلت الصورة بعبارة “أصدقاء الرئيس”، حيث تحدث ناشطون ومغردون أن أنصار ميليشيات موالية لطهران هم من وضعوها للتعبير عن دعمهم لروسيا في غزوها لأوكرانيا.
ولفت إحسان إلى أن الشارع العراقي “لا يتفق مع موقف الحكومة ويريدها أن تدين الحرب، لأن العراقيين يكرهون الحرب واستخدام السلاح لحل النزاعات”.
ويعتقد إحسان أن الموقف العراقي سيتغير مستقبلا مع تطور مجريات الحرب على لأرض.