1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. في ذكرى استشهاد أبطال...

في ذكرى استشهاد أبطال الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) الخالدون ( يوسب. يوبرت. يوخنا)

رشا دبيث ابونا

‎لقد كانت القضية القومية الآشورية في فكر الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) والتي عبّر عنها شهدائنا الأبرار خير تعبير على أنها ممارسة يومية ونضال مستمر ذو ثوابت وأبعاد لا تخضع أبدا للمساومة أو التنازل ولا التراجع عنها حتى وأن كان ثمنها القرابين والتضحيات وزنزانات الأنظمة الاستبدادية ….

‎ في تموز 1984 تجلت تلك الثوابت وبشكلها الفعلي حينما تم ألقاء القبض من قبل النظام الدكتاتوري المقبور على النخبة القيادية والمؤسسة للحركة ( زوعا ) لا بل ركيزتها ( يوسف توما هرمز , يوبرت بنيامين شليمون , يوخنا ايشو ججو ) مع أعداد كبيرة من رفاقهم ‎الذين اعتقلوا في سجون الطاغية ليؤكدوا انهم ثابتين بموقفهم بنكران الذات حيث بتاريخ الثالث من شباط عام 1985 اعتلوا المشانق بكل فخرً وعزًّ وإجلال بتقديم ارواحهم على طبقٍ من ذهب دفاعًا عن حق أمتهم وحبهم لها وبصلابة مبادئهم وسموا شهادتهم تلك الشهادة التي بمجرد ما أن يتخيلها أو يتصورها الفرد سيعاد الى الذاكرة مرارة ما تذوقوه من الذل واهانات وما تحملوه من عمليات وطرق التعذيب الوحشي والتشويه الجسدي طيلة الفترة الممتدة من تموز 1984 وحتى ساعة نيلهم وسام الشهادة في شباط 1985 ومن معهم من المعتقلين الذين كانوا ميلادا حقيقيا للمبادئ الثورية ونكران الذات فأشرف الموت هو الموت في سبيل حق وجود امه .

‎ أن ( يوبرت , يوخنا , يوسف ) بشهادتهم جسدوا فكر الحركة الديمقراطية الآشورية خير تجسيد ذلك الفكر الذي هم شاركوا وبفعالية في أرساء لبناته القائمة على الالتزام والانضباط والأدراك والوعي لكل خطوة يخطيانها صوب كل ما آمنوا به من المبادئ وكل ما ناضلوا من أجله من الأهداف ولم تكن للمغريات مجالا في قاموسهم النضالي , وما نيلهم لتيجان الشهادة كان وعن حق ميلادا للمبادئ الثورية

‎فشهادتهم كانت ذلك المنبر الذي أعتلاه شباب زوعا الميامين من بعدهم رافعين راية الشهامة يحدوهم الفخر بنهج وسلوك وفكر مؤسسيها الخالدين الذين اضحت شهادتهم سراج ونبراس ورمز لترسيخ الأصالة لأبناء شعبنا هذا الذي وجد فيهم الأمانة والثقة والأخلاق الرفيعة ومصداقية القول والفعل . هكذا لقد كانت شهادتهم بمثابة انتفاضة سياسية آشورية بوجه الطاغية ناهيك عن كونها ثورة داخل شارعنا القومي تحويله من شعب خانع الي شعب ثوري يرفض سياسة التهميش

‎وأننا إن نستذكر أرواح هؤلاء الشهداء فإننا نؤكد بأنهم وان رحلوا عنا بأجسادهم فهم باقون بأرواحهم في ضمير الأمة ووجدانها وقلوبها وعقولها، وسيبقون الضمير الحي لكل أبناء شعبنا الأشوري في مواصلة المسيرة والنضال لتحقيق حلم شعبنا لإثبات وجوده القومي ونيل حقوقه العادلة والمشروعة في وطنه التاريخي بلاد آشور المقدسة.

‎ننحي لكَم فخرًا وعزًّا وإجلالاً بتقديم ارواحكم على طبقٍ من ذهب دفاعًا عن شعبكم، فأشرف الموت هو الموت في سبيل الدفاع عن كرامه شعب و رفض تهميشه ، هنيئًا لكم بالشهادة وستظلون خالدون تعيشون فينا كل يوم وأحياء في ضمائرنا دوما.

zowaa.org

menu_en