الدكتور توما ايرميا ميخائيل
ملبورن- استراليا
(( في كل صباح قبل ان اغادر الى العمل وانظر الى المراة وارى على وجهي تعب السنين التي قضيتها في ممارسة الطب واقول في داخلي ماذا جنينا من هذه المهنة التي لا يعرف الناس كم هي مكلفة لنا من صحتنا وكم تعبنا لكي نكون اطباء حلم طفولتنا الذي لم يكن لنا حلم غيره . والكلام عن هذا التعب يحتاج الى كتب وليس لمقالة انشرها هنا . ما اريده اليوم هو ان اقول لكم انتم اصدقائي الذين احبكم ومنكم من يحبني ويتابعني ان الحياة رحلة وتمر ولن يحصل الانسان فيها الا ما كتب له وما سعى اليه . نحن نمر في ازمة عالمية خطرة والكل حائر فيها ، يترنح يمينا وشمالا ، لا يعرف طريق لعقله هل يصدق ما يحدث ، هل هناك فعلا فايروس ، هل هي مؤامرة ، هل ناخذ اللقاح ، هل اللقاح امين ، هل ستقتلنا التخثرات الدموية وكان العالم باسره اصبح اسير افكار متناقضة لا يعرف ان يفك شفرتها ووصل الى مرحلة ان يقاد كالخروف الى مذبحة القصاب وهو لا يستطيع ان يفكر ابدا بمصيره واصبح قرار حياته لا رجعة فيه . يا احبابي الكرام واساتذتي الافاضل ، يا اعز الناس الى قلوبنا ، قد يخذلكم الميديا وقد يظلكم الفيس بوك ومنشوراته وقد يفسد عقولكم من هب ودب بافكاره الخطرة وقد ينصحكم من تراه يحبكم الى التهلكة وهو يدعي العارف بكل شيء !! يا ايها الناس ، يا ايها الاحباب ، يا ايها البشر استفيقوا من هذا الظلال وهذا التيه وهذا السبات الفكري ؟ نحن الاطباء اخر من يتنازل عن علمه ، نحن الاطباء اخر من يبيع ضميره ، نحن نبيع حياتنا من اجل ان يعيش الاخرين ، نحن لا نمزح ، لا نمدح انفسنا لنستفيد فنحن جنينا الدنيا وربما الاخرة من اول يوم اقسمنا ان لا نفعل الا ما هو من صالح المريض ، نحن لم ننام سنينا طوال من اجل ان نتعلم ونعلم ونخدم وتركنا عوائلنا واولادنا وحبيباتنا وعشيقاتنا كل حسب لنكون امام سرير مرضانا . طبيعيا لا يحبنا الكل ، طبيعيا لا يصدقنا الكل ، وطبيعيا ان لا يسمع كلامنا الكل !! وهل سمع الكل كلام الانبياء والحكماء والقادة والزعماء !! ولكنني اريد ان اقول قد يكذب الكل الا الاطباء . انا اريد هنا ان اقول ان المشكلة اكبر مما تتصورون ولن تنتهي كما تتخيلون ولن يكون سهلا ان نعود الى حياتنا من قبل كما تحزرون . نحن بطبيعة الحال لنا مصادر نستقي منها علمنا وعليها نعتمد في قراراتنا وعلاج الاخرين وعلى هذه المصادر العلمية نعتمد في ان نزيد من علمنا الموثوق ولن نحيد عنها وان كان هناك استثناء فانا لست هنا بصدده . لكم احبتي اقول .
١-الفيروس حقيقة ثابتة والطبيب لا يهمه مصدره بل كيف نتعامل معه .
٢-الفايروس يتطور ومع الزمن اذا لم نحمي البشرية قد يتطور اكثر ويصبح التعامل معه اصعب .والنوع دلتا المتحور اقرب مثال فهو سريع الانتشار وفترة الحضانة اقصر ويقتل اكثر وحتى الشباب .
٣-حسب منظمة الصحة العالمية الجائحة لن تنتهي لسنوات طوال وربما لن نعود ابدا الى ما قبلها في حياتنا الطبيعية .
٤- اللقاح المتوفر امين الى ابعد مما تتصور ويحميك من ٩٠-٩٥ ٪ من المرض ومن الموت المحقق .
٥- الاعراض الجانبية متوقعة مع اي دواء واللقاحات امنة اكثر من الكثير من الادوية التي تتناولها ، وانا سابقا قلت حبوب منع الحمل وادوية اخرى وحتى السفر بالطيران قد يعرضك الى تخثرات الوف المرات اكثر نسبة من اللقاح .
٦-اللقاح يحميك من الموت من المرض الشديد ويحميك من المرض بنسبة تصل الى ٩٥٪ .
٧- اللقاح اخذه اكثر من بليون بانواعه والذين حدثت لهم مشاكل ليسوا نسبة تذكر في الطب فهو فعلا اكثر امان من اي دواء اخر وحتى تناول حبوب منع الحمل مثلا
٨- الفحص المستمر في المناطق الموبوءة يكشف عن الفايروس المخفي فارجوك اذهب وافحص حتى لو لم تكن لك اعراض .
٩- لا تتجاوز الارشادات الطبية وتتجاهلها لان ذلك يطول الاغلاق الحالي ويعرض حياتك
وحياة عائلتك الى الخطر .
١٠- ارجوك ثق بمصدري العلمي وهو من اعماق قلبي لك ومن حبي لك كطبيب يريد لك ولعائلتك كل الصحة وللمجتمع السلامة قبل فوات الوان وعندها لا يفيد الندم عندما ترى احبابك يختنقون في العناية المركزة .