زوعا اورغ/ متابعات – سامر الياس سعيد
نشر المؤرخ الموصلي المعروف ابراهيم العلاف مقالا في جريدة الزمان بعددها الصادر يوم السبت الموافق 5 حزيران الجاري تناول من خلال تلك المقالة محطات حول منطقة راس الكور بالجانب الايمن من مدينة الموصل حيث عنون العلاف مقاله براس الكور اقدم محلة في مدينة الموصل واستعرض في سياق المقالة الموسعة جانبا من تاريخية تلك المنطقة و المحطات التي تعاقبت عليها ليتابع حول العوائل الموصلية التي استقرت في المنطقة اضافة للجوامع التي تعد الاقدم والتي دعت اهالي المنطقة للصلاة فيها حيث عدت صورة الجامع المدمر وبضعة مصلين يؤدون صلاة العيد من اهم الصور التي برزت من مدينة الموصل لتعبر عن رغبة الموصليين العارمة بعودة مدينتهم الى سابق عهدها ونفض غبار الحرب التي قضمت الكثير من حواضرها وبناياتها وجعلتها مدينة ركام وخرائب ..وبالرغم من ان مقالة المؤرخ ابراهيم العلاف وغيرها من المقالات التي داب على نشرها هنا في جريدة الزمان قد تخصصت بابراز تاريخية بعض الحواضر في المدينة سواء مناطقها الشعبية او اضاءة جوانب من سير روادها وشخوصها ممن تبوا المناصب وتسلموا مهام مميزة في تاريخ المدينة لكن في مقالة العلاف التي تخصصت بالمنطقة لم تلتفت الى نواة تلك المنطقة التي انشئت في عام 575 ميلادية حيث اعني بها ذلك الدير الذي اختار موقعه في تلك المنطقة راهب اراد ان يتنسك بعيدا عن حواضر المدينة فاختار لديره منطقة قفر معزولة فكانت تلك المنطقة ملاذا له حيث انشا هنالك دير يعرف بدير الراهب ايشو عياب برقسري الذي شيده بعهد البطريرك حزقيال الذي امتد بين اعوام 570 ولغاية 581 وكان ينتمي للكنيسة المشرقية وقد اختار برقسري المنطقة لاعتبارات عديدة ابرزها قربها من نهر دجلة وقد كان ذلك الدير نواة اولية للبنايات التي بدات بالبروز في المدينة فحول الراهب ذلك الدير لكنيسة سرعان ما الحقت بها 3 كنائس اخرى هي كلا من كنيسة مار قرياقوس ومار كوركيس ومار يوحنا وقد تناول تلك الكنائس بالتفصيل الاب العلامة جان فييه الدومنيكي في كتابه الذي ترجم لاحقا من قبل المرحوم نجيب قاقو وصدر بالترجمة العربية ليحمل عنوان الاثار المسيحية في الموصل حيث صدر عام 2000 وفيما اشار له الاب الدومنيكي بان كنيسة مار اشعيا كانت نواة مدينة الموصل ولها شفعاء ابرزهم الربان ايشو عياب برقسري الذي كان اصله من نينوى وعرف بازدرائه للعالم فاضطر تحت وطاة البحث عن عزلة لانشاء تلك الكنيسة والدير الصغير مستقبلا فيه رهبان كاقرانه للسكنة معا حتى وافته المنية فدفن في حدود الدير الذي اسسه كما تناول الاب فييه حكاية عن كنيسة مار قرياقوس التي اضحت اطلالا ونسبة لاسم قرياقوس الذي لم يكن يتجاوزالاربعة اعوام وقد نال الشهادة على يد قائد روماني مع والدته يوليانة او جوليانة حيث ابرز ان ترميم تلك الكنيسة جرى عام 1908 الا ان المفارقة بان عمال البناء الذين كانوا مكلفين بتاهيل الكنيسة كانوا يجدون طفلا مجهولا يساعدهم وكان ذو ثماني اعوام دون ان يجرؤا على سؤاله عن اصله وماهيته كما يشير الاب الدومنيكي الى الكنائس الاخرى الموجودة في سياق الكنيسة الكبيرة وهي كنيسة مار كوركيس التي شهدت ترميمها لها تم في عام 1694 كما يوجد في سجلات الكنيسة الكلدانية اشارات لقدمية كنيسة ماراشعيا ترتبط بعام 1720 وهي تختص بكاهــــــــن كان يخدم الكنيسة ويدعى القس باكوس وقد تناولها الاب الراحل يوسف حبي ايضا في سياق كتابه التعريفي حول كنائس الموصل والذي صــــــــدر عام 1981 مشيرا الى جهود الربان ايشو عياب برقسري الذي هو من نينوى بتاسيس الدير اولا ومن ثم تلك الكنائس التي اوردناها لاحقا في منطقة قفر غدت من اقدم المناطق حتى عرفت بمنطقة راس الكور نظرا لاشتهار ابنائها بالاعمال الفخارية وعمل التنانير الطينية وشخصيا زرت الكنيسة في كانون الاول (ديسمبر ) من عام 2011 حيث كانت في ذلك الوقت تخضع لاعمال الترميمات لاعادة بعض رونقها حيث تم افتتاحها لاحقا وقد نشرت مقالا موسعا عن تاريخيتها في احد المواقع الالكترونية ولاقى المقال المذكور نسبة مشاهدة عالية الا ما استوقفني ان احد الردود كان من قبل احد اليهود ممن كانوا يقطنون مدينة الموصل ليستذكر ان قرب تلك الكنيسة كان هنالك احد المعابد المعروفة بالكنيس دون ان يحدد موقعه بالضبط لكنه تابع بان ذلك الكنيس كان مفتوحا لاحياء عيد خاص باليهود يعرف بعيد اليبرغية دون التوسع بتفاصيل اكثر حول تلك الطقوس والتقاليد التي كان يحييها اليهود في ذلك العيد المذكور .
ختاما هذه بعــــــــــــض المحطات التي وددت التنويه عنـــــــها من خلال تمتع منطقة راس الكور كاحدى المناطق المميزة التي احتــــــــــــضنت ارباب الديانات السماوية فضلا عن كونها ايضا كانت محطة لاحد اديرة الراهبات التي لم تكن تبعد عن كنيـــــــسة مار اشعيا سوى امتار قليلة .