زوعا اورغ/ وكالات
تحفظ الرئيس الفرسي، إيمانويل ماكرون، على تفاصيل مبادرته الجديدة في العراق، والرامية لحماية “سيادة” البلد الغني بالنفط.
ماكرون أطلق مبادرة على هامش زيارته للعراق لدعم السيادة البلد بالتعاون مع الأمم المتحدة، دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
وأكد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي برهم صالح في بغداد، دعمه بغداد في محاربة الخلايا النائمة لتنظيم داعش، والوقوف ضد التدخلات الخارجية.
وكان العراق، أعلن في 2017 هزيمة تنظيم داعش، الذي كان قد يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا في 2014.
ويعاني العراق من صراعات طائفية عنيفة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، خاصة في ظل وجود مليشيات مسلحة خارج سيطرة الدولة، مدعومة من طهران.
وتحمل مبادرة ماكرون أوجها متعددة منها الحفاظ على سيادة العراق من التدخلات التركية شمالا، والإيرانية في مناطق أخرى جنوبا، بحسب مراقبين اعتبروا أيضا أن المبادرة تحمل مساعدات للشعب العراقي، ولكن آخرين ذهبوا باتجاه مخالف.
رفع كفاءة
يقول أستاذ الأمن الوطني بجامعة النهرين، حسين علاوي، لموقع “الحرة”، إن هذه المبادرة تهدف لإبعاد العراق عن التدخلات الإقليمية.
وأضاف: “تأتي المبادرة على مسارين، الأول دولي عن طريق الدول الغربية، والثاني يحمل رؤية فرنسية لتوطيد العلاقات مع العراق، باعتبار فرنسا واحدة من القوى العظمى”.
وأكد علاوي أن ارتباط العراق مع الدول العظمى مستمر لبناء قدرات اقتصادية وعسكرية، ورفع كفاءة إدارة الحكم في البلاد.
وخرج العراقيون للشوارع مطالبين بإجراء إصلاحات شاملة، ما أدى لاستقالة الحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي، الذي لاقى انتقادات واسعة بعد توسع الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في عهده.
ودعا رئيس الوزراء الجديد، مصطفى الكاظمي، لانتخابات نيابية مبكرة، منتصف العام المقبل.
ويعاني العراقيون أوضاعا معيشية صعبة تتمثل في سوء الخدمات العامة، وارتفاع معدل البطالة، إضافة إلى الفساد المستشري.
وصنفت منظمة الشفافية العالمية، العراق ضمن أكثر 20 دولة فسادا في العالم.
وأشار علاوي إلى أن “الفرنسيين يدفعون باتجاه الضغط على إيران لتحييد الجماعات المسلحة في العراق، وهذا أيضا اتضح بشكل جلي من خلال زيارة ماكرون إلى لبنان”.
وأوضح أن المساعي تهدف لاستبدال سلاح المليشيات بالمشاركة السياسية، مضيفا “المجتمع أيضا عليه تقديم مبادرات ثانوية لاستيعاب هذه الجماعات سياسيا”.
الفرنسيون الدواعش
في المقابل، يرى المحلل السياسي، غانم العابد، أن زيارة الرئيس الفرنسي جاءت لمناقشة موضوع “الفرنسيون الدواعش”، وبحث صفقات تجارية مع العراق.
وقال العابد لموقع “الحرة”، إن “هناك محاولات لتخفيف الأحكام على الفرنسيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش وحكم عليهم بالإعدام”.
وكان الرئيس ماكرون، تناول موضوع الفرنسيين المحتجين في السجون العراقية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في أعقاب ختام زيارته لبيروت.
وقال ماكرون ردا على سؤال أحد الصحافيين “إن أولئك الذين اختاروا بحرية أن يذهبوا للقتال في ساحات خارجية وأن يدانوا بارتكاب أعمال إرهابية في دولة ذات سيادة” يجب “أن يحاكموا في هذه الدولة”.
وحكم العراق على 15 شخصا بالإعدام، من أصل 150 فرنسيا، شاركوا في المعارك بجانب تنظيم داعش في العراق وسوريا، المصنف على قائمة الإرهاب.
ولفت العابد إلى أن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بشأن الإرهاب، وتصريحات ماكرون في لبنان بشأن سلاح حزب الله، غير موفقة.
وأشار إلى أن هذه التصريحات “تعطي إيران دعما أكبر” لسياساتها في بعض الدول العربية.
وكان وزير الداخلية الفرنسي صرح قبل أيام، على هامش زيارته لمقر الادارة العامة للأمن الداخلي، إن “الخطر الإرهابي ذا الجذور السنية يمثل تهديدا تواجهه فرنسا”.