د. حسن الزيدي
اولاً- قبل استقلال دولة العراق المعاصر في 3/10/1932 وقبوله كأول دولة عربية وقبل مصر بخمسة سنوات عضواً في عصبة الامم التي عاشت بين 1945ـ1920 فقد مر العراق بظروف سياسية معقدة منها، خضوعه بين 1260ـ1258 لغزو المغول الذين احتلوا قبله الصين بين 1205ـ1279 والإمارات الروسية بين 1237 ـ 1480 وآسيا الوسطى وبلاد فارس ، ثم خضع لسلالة الخراف السود التركية بين 1375 ـ 1470 وبعدها لسلالة الخراف البيض التركية بين 1378ـ 1534 وللنفوذ الفارسي قبل خضوعه للعثمانيين بين 1534ـ1917 حتى سقوط الدولة العثمانية حيث بلغت الامية بين الرجال حوالي 80 % ومعظمهم درسوا في المؤسسات الدينية والملائية لغياب شبه التام للمدارس المنتظمة وبين النساء كانت الامية حوالي 95%.
ثانياً- بين 7/3/1917و 10/1/1920 خضع العراق (لاحتلال) المملكة المتحدة البريطانية التي تحكمت كدولة احتلال في كل مؤسسات الدولة.
ثالثاً- في 10/1/1920 .تأسست منظمة عصبة الامم وعاشت حتى 1945 لترثها بعد ذلك منظمة الامم المتحدة. فتحول العراق منذ عام 1920 من دولة خاضعة للاحتلال الى دولة تحت(الانتداب) مما يعني اضطرار الدولة المنتدبة أي بريطانيا ان تشارك أهل البلاد في ادارة الحكم، لذلك تشكلت منذ عام 1921 حكومات عراقية فيها وزارات خدمية دون وجود وزارات: الخارجية، الدفاع والمالية، لأنها بقيت تحت سيطرة بريطانيا التي تمكنت بحكم خبراتها الاستعمارية في عشرات الدول خاصة الولايات المتحدة قبل استقلالها التام عام 1776 واستراليا التي صارت عضواً في منظمة الكومونويلث عام 1901، ودولة جنوب افريقيا قبل استقلالها عام 1910 وصارت لاحقاً عضواً في منظمة الكومونويلث ايضاً، وكندا قبل استقلالها عام 1931 مع بقائها ضمن منظمة الكومونويلث التي تأسست عام 1931 ومصر استقلت عام 1936 والهند وباكستان استقالتا عام 1947 ونيجريا استقلت عام 1960. لذلك ولعدم وجود خبرات عراقية علمية وتقنية، فقد هيمنت بريطانيا على كل مؤسسات الدولة ومن خلال اتفاقيات غير متكافئة للأعوام 1922 و 1927 و 1930على التجارة الخارجية، وأنشأت قاعدتين عسكريتين برية وجوية واحدة في الحبانية تبعد حوالي 30كم غربي بغداد وفي الشعيبة في ولاية البصرة. واستخدمت مئات الخبراء العسكريين والمدنيين الانكليز والهنود الذين أشرفوا على صنع عدة حكومات رمزية. ومن خلال قدراتها التقنية، فقد اكتشفت اجهزتها في تشرين الأول 1927 أول بئر نفطي في منطقة بابا كركر في كركوك وهيمنت من خلال ثلاثة شركات نفطية انشأتها في بغداد والبصرة والموصل على استكشاف واستخراج وتصدير وتسعير النفط، حيث كانت تعطي للعراق مبالغ مقطوعة عن كل (برميل) نفط تصدره حتى عام 1952 حيث وافقت الشركات على ما سمته (مناصفة الارباح الصافية التي لم يكن للعراق ممثلا في كيفية حساب التكاليف) مما برر للعراق في تشرين الاول 1961 ان يصدر قانون رقم (80) لتأميم الغالبية العظمى من انشطة الشركات البريطانية العاملة في البصرة والموصل وكركوك وغيرها.
رابعاً- الملك فيصل الاول المولود عام 1883، حكم العراق بين 23 آب 1920 وتوفي في 8 ايلول عام 1932 في سويسرا عن عمر ناهز 70 عاماً، وفي عهده تم في 3/10/1932 استقلال العراق وقبوله عضواً في عصبة الامم متقدماً على مصر بخمس سنوات التي تم قبولها في 26/5/1937 فيما تم قبول تركيا في 18/7/1932 والهند في 10/6/1936 على الرغم من انها لم تستقل الا عام 1947 وألبانيا في 17/12/1920 وإثيوبيا 28/9/1923 وأفغانستان في 27/9/1934 وبلاد فارس في 8/4/1939 مع بقاء القاعدتين العسكريتين البريطانيتين في الحبانية والشعيبة.
خامساً- الملك غازي بن فيصل الاول حكم بين 8/9/1933 حتى مقتله في 4 نيسان 1939 عن عمر 37 عاماً، حيث ولد عام 1912 في مكة وتعرض لحادث سيارة أدى الى وفاته مخلفاً الطفل فيصل الثاني المولود في 2/5/1935 اي كان عمره خمس سنوات عند وفاة والده.
سادساً- عبد الاله بن علي حكم كوصي بين 1953ـ 1939 حيث صار فيصل الثاني بعمر 18 عاماً وقتل مع خاله في 14/7/1958.
سابعاً- في 9/3/1945 تأسست جامعة الدول العربية من سبعة دول مستقلة هي مصر والسودان واليمن والسعودية والعراق وجمهوريتي سوريا ولبنان مع احمد الشقيري كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ثامناً- في 24/10/1945 تأسست منظمة الأمم المتحدة من 51 دولة كان العراق من بينها وهي: اثنان وعشرون دولة من قارة اميركا هي:الولايات المتحدة. كندا .المكسيك.الأرجنتين بوليفيا.البرازيل.السلفادور.شيلي.كولومبيا.كوستاريكا.كوبا.الدومينيكان.الأكوادور.اورغواي.بيرو.غواتيمالا.بنما. فنزويلا. هايتي .هندوراس. بروغواي.نيكاراغوا.
خمسة عشر دولة من اوربا هي:الأتحاد السوفيتي.اوكرانيا.بيلاروسيا.فرنسا.نيوزيلندا.بلجيكا.لوكسمبورغ.هولندا.جيكوسلوفاكيا.النرويج.الدانمارك.بولونيا.اتحاد جمهوريات يوغوسلافيا.ايسلاندا والسويد انظمتا عام 1946 .ايرلندا الجنوبية في 14 كانون الاول 1955 وكذلك البانيا في 14 كانون الاول 1955.
خمسة دول عربية افريقية وأسيوية هي. مصر.سوريا. لبنان. العراق.السعودية ولم ينضم اليمن الا في 30 ايلول 1947 والأردن عام 1955.
دولتان اسلاميتان هما ايران وتركيا حيث انضمت افغانستان في 19 تشرين الثاني 1946 فيما لم تنضم باكستان الا عام 1947.
ثلاثة دول من قارة افريقيا هي ليبريا. اثيوبيا.دولة وجنوب افريقيا.
ثلاثة دول غير اسلامية من آسيا هي: الصين الوطنية حتى عام 1971 واستبدلت فيما بعد بالصين الشعبية. الفيليبين. الهند.علماً بأن تايلاند انضمت عام 1946 والباكستان عام1947 واندونيسيا في 28 ايلول 1950 واليابان عام 1956.
تاسعاً- الجهوريات الخمسة التي تعاقبت بين 14/7/1958 و 9/4/2003 مرت بمراحل مد وجزر من الصراعات بين رجالات السلطة افقدتها بريق شعاراتها التحررية والاجتماعية والاقتصادية وظهور الحركة الكردية التي حققت في 11/3/1974 الحكم الذاتي مروراً بشعارات تحرير فلسطين والحربين اللتان خاضهما صدام مع ايران ومع الكويت انهكت الطاقات البشرية والاقتصادية العراقية.
عاشراً- في الاحتفال الوطني بالذكرى الحادي والتسعين لاستقلال الدولة العراقية علينا كمواطنين ومسؤولين ان ندين كل الجرائم التي ارتكبت عمداً أو إهمالاً ضد ابرياء وتتحملها الحكومات العراقية المتعاقبة، وأخرها وقد لا تكون الاخيرة (فاجعة قضاء بخديدا -الحمدانية) التابع لمحافظة نينوى التي وقعت مساء يوم 26/6/2023 وراح ضحيتها حتى الان (107) شهداء اغلبهم من النساء والاطفال، والعدد في ازدياد بسبب خطورة حالة الجرحى البالغ عددهم 82 جريحاً، عدا المفقودين والجثث التي لم يتم التعرف على اصحابها بعد، وكل ذلك بسبب عدم الالتزام بالاجراءات والتعليمات التي تؤمن سلامة المواطنين، وغياب الامانة والإخلاص الوطني في المشاريع المقدمة للمواطنين وانتشار الفساد الاخلاقي والمالي والسياسي في كل مرافق الدولة منذ غزوالعراق من قبل الامريكان في 9/4/2003 وتراجع الوضع الامني وازدياد اعداد المعتقلين دون تهم محددة والمسجونين دون تحقيق عادل. وانتشرت الامية بشكل محزن ووصلت هجرة العراقيين بكل قومياتهم واديانهم ومذاهبهم الى ارقام مخيفة وبحسب احصائيات وزارة الخارجية العراقية انها وصلت الى ستة ملايين عراقي ومازال العدد في ازدياد خصوصاً من اهلنا الايزيديين والصابئة والمسيحيين الذين يعانون من مآسي مضاعفة رغم كونهم ابناء اصلاء للعراق. وهذا بحد ذاته يعتبر جريمة بحق بلد ذو حضارة وتاريخ عريق ان يفقد اعداداً كبيرة من ابنائه بسبب انعدام الامن والامان وغياب سلطة القانون وسوء الادارة وغيرها من الاسباب التي اوصلت البلد لحاضر لايشبه الماضي والى مستقبل مجهول يحد من آمال الشعب وتطلعاته.