د. حسن الزيدي
مجموعة تعتمد على فكرة الحياد الإيجابي التي كان اثنان من أعضاء هذه المجموعة مبتدعيها عام 1954وهما نهرو الهند وشو ان لاي الصين وأيدهم عبد الناصر مصر واستضافهم سوكارنو اندونيسيا وانضمت عشرون دوله لهم . وصارت تشكل ثقلا بشريا واقتصاديا وانضمت لها دول اخرى فتحولت عام 1964الى حركة (حركة عدم الانحياز ) بعد ان انضم لها تيتو يوغوسلافيا وكاسترو كوبا ودولا عديدة لها وصارت تشكل ثقلا اقتصاديا وبشريا غير انها كانت غير متجانسة لا في انظمتها الموزعة بين ملكية وجمهورية ولا في سياساتها بين محافظة ورجعية ويسارية ومتطرفة وانتهت عام 1990بعد ان دخل في حرب طويلة ومدمرة اثنان من اعضائها المؤسسين وهما إيران والعراق الذي قرر رئيسه صدام حسين غزو الكويت احدى الامارات العربية المجاورة له والتي استقلت رسميا عام 1962.
علما بان كل دول عدم الانحياز لم يكن لها علاقات دبلوماسية علنية على الاقل مع إسرائيل وردة فعل سياسية ضد الهيمنة والغطرسة الاميركية والدول الاوربية الاستعمارية التي شكلت هي الاخرى منذ عام 1957السوق الاوربية التي تحولت عام 1990 إلى منظمة الاتحاد الاوربي التي عملت منذ عام 2000 عملة موحدة ( اليورو) تستعملها 20 دولة من اصل 27 حيث ان المملكة المتحدة التي انضمت عام 1971احتفضت بعملتها الاسترليني وخرجت عام 2019 من الاتحاد.
هذه المجموعة التي بدأت في حزيران 2009 تشكل. بشريا 3/2 البشرية واقتصاديا/45 من الاقتصاد العالمي غير انها هي الاخرى غير متجانسة لا دينيا . حيث الهند تتمسك في البوذية وروسيا تنتعش من جديد الأرثوذوكسية فيها والبرازيل متشددة كاثوليكيا ودولة جنوب افريقيا مزيج من البروتستانتية الكاثوليكية بينما الصين دولة ملحدة رسميا. ولا سياسيا حيث إن الهند ودولة جنوب افريقيا والبرازيل دول ديمقراطية متعددة الاحزاب في حين ان الصين وروسيا يحكم كل منها حزب واحد. كما يوجد بين الصين والهند صراعا جغرافيا على النفوذ في المناطق الواسعة في التبت وكذلك يوجد صراع جغرافي روسي- صيني.
كما انها ولدت عام 2009 في ظروف تقود فيه روسيا منذ عام 2014 حربا ضد اوكرانيا احدى جاراتها والتي تساندها بقوة كل دول حلف الاطلسي مما ينذر بحرب عالمية قاتلة.
علما بـأن الريس بوتين لم يحضر هذا الملتقى لانه يخشى احتمال تعرضه للاعتقال بموجب قرار محكمة العدل الدولية كمجرم حرب فارسل بدله وزير خارجيته المخضرم لافروف