شوكت توسا
“الـ ما يعرف تدابيرو حنطتو تاكل شعيرو”,ارددها متأسفاً,لامتشفيا,على العارفين بمكمن العلة, يراوغون ذواتهم باللف والدوران هرباً من مناطحة ادمانهم على الاعتقاد بأن في العلة مقدسٌ مدستر بعصمةٍ تستحرم المساس باشباله.
قبل إعلان فكرة الرابطه الكلدانيه وقبل مؤتمرات النهضه الكلدانيه,كنت فيما اكتبه دائم النقد لبؤس فكرة التعويل على دوررجل الدين في السياسه مستشهداً بمرارة واقع العراق وبتجارب شعوب بعضها استيقظ من غطّته فأبدع مُحلّقا في سماء بناء ذاته والبعض ظل مستغرقا في سباته بانتظارالإله كودوت لينيرعتمة صومعته .
استبشرشعبنا المسكين خيرا في فكرة تشكيل الرابطه الكلدانيه وانا منهم على امل الامساك بقشة أخرى تساعدنا في صد لكمات الزمن الأهوج ,لاقت الفكره ما يلاقيه اي تنظيم حديث العهد كان ام مخضرما,ما بين مؤيد ومتحفظ, وبين ناقد والكلام مخصص حول احتمالات نجاح تنظيم سياسي (قومي) يتم تشكيله بقيادة مؤسسه دينيه مذهبيه ونحن في القرن الحادي والعشرين.
لو يُنظر الى مشروع الرابطه من وجهة نظرعلمانيه قوميه فقد تبين انه تكرار لتجربه سبقته بالفشل,وحين نقول بان المشروع كسيح فكريامنذ بداية تشكيله ,لنا ما يثبت ذلك من خلال معاناة ناشطيه اثناء تطبيق نظامه وبرنامجه المرتبط بكاثوليكية مذهب كنيسه اسمها كلدانيه تضم هويات اخرى,اي ان الذي يترجي نهضه قوميه من الرابطه حتما سيواجه سواعدالدين والمذهب الاقوى على استخدام التسميه القوميه من اجل فرض سلطة التدين ومذهبيته,هذه المعادله بالضبط حصلت في مؤتمرات النهضه الكلدانيه التي ادارتها قيادة كنيسة المطران جمو علاوة على اسباب اخرى لا أظنها صعبة الكشف على من يهمه أمر نجاح وفشل الرابطه.
ليس هذا فقط, فالمتابع لتناقض ممارسات ومضامين طروحات و رددود العديد من الاخوه الرابطيين ,سيكتشف ان ظاهرة الانكفاء على الاكتفاء بشكلية ذكرالاسم الكلداني هي السبب وراء عدم الاهتمام بما يجري بباطن الامور,لا اقول ذلك من فراغ,فقد جئت في حينها بأمثله عديده للمآخذ المسجله بحق الرابطه ,الغريب ولاسباب متفاوته, لم يكلف الرابطيون انفسهم في تقصي صحة المآخذ لايجاد الحلول كي لا تتفاقم الصغائر ويفلت الخيط والعصفور.
مالذي يمكن قوله عن رابطة قوميه كلدانيه لم يكلف احدا فيها نفسه لرصد سبب السكوت والطمطمه على ظاهرة انتماء اعضاء مكاتبها لحزب قومي كردي؟لم أقرأ ولم أسمع تطرق احدهم الى خطورة هذا السكوت, كيف اذن سنشهد معالجة المشكله ؟ ولو تقصينا سبب هذه اللامبالاة , سيتبين بان التعريب أو التكريد ,لا يهم المتدين قيد شعره ما دامت صلاته ممكنه ,والخشية ان يكون سكوت الداعيه القومي الكلداني معناه إكتفاءه بذكرالتسميه الكلدانيه حتى وان رفرف فوقهاالعلم الكردي .
سألتُ ذات مرةً احد الإخوه الكتاب المؤيدين للرابطه ولقيادتها الدينيه إن كان يعلم بأن هناك مكاتب للرابطه ينتمي أعضاءها الى حزب قومي كردي , وسالته إن كان قد تابع تفاصيل تنصيب السيده لارا زرا كمديرة ناحية القوش,اعتذر الاخ بالقول انه لا يعلم عن ذلك شيئا لانه ليس بسياسي !! تصوروا حال مشروع سياسي امام مدافع عنه لا يعرف كيف تدار نشاطاته !
هكذا تراكمت الاخطاء والمثالب, ولما انتقدناها بالادله والوقائع ,اُتهمنا بتحميل الرابطه الفتيه اكثر من طاقتها وهي في بداية عهدها,طيب سؤالي الان موجه للاخوه الذين انزعجوا من عنوان مقال الكاتب صباح قيا ” الرابطه الكلدانيه العالميه الى أين” ,تفضلوا يا اخوان واجيبوا :ما بالكم عندما يصرّح غبطته اليوم بان نصيبنا في الكوتا مسلوب من قبل الاحزاب الكبيره !!!هل حقاً نسينا ظهورغبطته باصبعه البنفسجي يوم صوّت وروّج لقائمة زوعا؟ ام اننا بهذه السهولة نسينا تشجيعه لابناء شعبنا على التصويت لقائمه انتخابيه(الائتلاف القومي) اعضاءها منتمون لاحزاب كرديه باعتراف وتاكيد مسؤولين اكراد !
فيما يخص قميصنا المبتلّ في ويندزر,نتمنى تبديله وطي الصفحه ,ولكن ماذا عن الزخه وهي من بنات ذات الغيمه الحائمه فوق رؤوسنا ,سوف لن تغادرسماءنا ما لم نقر ونعمل على اساس ان النهوض بشعبنا لا يكون بنفش الريش عند عتبات دورالمعابد المذهبيه ,إذ سرعان ما سيُنتف الريش والجلد معا,ستظل هذه الغيمه تلاحقنا اينما حللنا ما لم تزاح من عقلياتنا ملوثات الاتكاليه القاتله والتعامل بفوقية المغرور.عليكم بمعالجة أس المشكله الذي يكمن في ارادة النخبه المهزوزه وقلة الثقة المتبادله فيما بينها, ودلائل قولي هذا بائنه في افراط النخبه بالاتكال و التعويل على جهه دينيه مذهبيه اثبتت محدودية قدرتها وخبرتها في شؤون السياسه,الا انها ما زالت تتصدر فعاليات مثقفينا العلمانيين, والسبب هو عجزناالفكري وسكوتنا .
الوطن والشعب من وراء القصد