زوعا اورغ/ SBS Arabic 24
كانت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، هي المكان الذي قامت فيه مدينة نينوى القديمة والتي كانت عاصمة الأمبراطورية الآشورية في الفترة بين 911 إلى 609 قبل ميلاد المسيح.
ونتيجة لذلك فإن الموصل مليئة بالمئات من المواقع التاريخية والثقافية التي تعكس الهويات المتعددة للحضارة الآشورية.
ولكن عندما وقعت تلك المدينة في قبضة تنظيم داعش ضمن المناطق التي اجتاحها المقاتلون المتشددون في الفترة ما بين 2014 إلى 2017، قاموا بتدمير عدد من المواقع الأثرية والتحف التي لا تقدر بثمن.
واستهدفت الحملة العسكرية للتنظيم المواقع الأثرية بمختلف الانتماءات وبالأخص المجتمعات التي استضافت الأقليات في العراق منذ آلاف السنين.
والآن وبعد ثلاث سنوات من طرد تنظيم داعش من مدينة الموصل فإن مهمة ترميم وإعادة بناء تلك الآثار والتماثيل تقع على عاتق النحات الآشوري من العراق ثابت ميخائيل.
وقال ميخائيل لخدمة أس بي أس باللغة الآشورية إن الأضرار التي لحقت بتلك المواقع التاريخية بسبب داعش كانت واسعة.
وعند سؤاله عن تقييم الأضرار التي لحقت بتلك المواقع التاريخية قال ميخائيل “هناك مدن مثل مدينة نمرود القديمة تم تدمير 80 في المائة منها.”
وأضاف “بعض التحف مثل لاماسو أو الثور المجنح كان من الصعب ترميمها لأنه تم تحطيمها إلى 300 قطعة.”
وتقع مدينة نمرود الأثرية الآشورية على بعد 30 كيلومترا من جنوب الموصل.
وعندما زار ميخائيل المواقع الأثرية لأول مرة بعد طرد التنظيم وصف الوضع هناك أنه كان “مؤسفا للغاية، ويجعل أي شخص يبكي.”
وقال إن الموارد التي خصصتها حكومة العراق ليتمكن هو وباقي الخبراء من حماية وترميم ما تبقى من الآثار القديمة غير كافية. وقال إن قصر أشوري تم اكتشافه أسفل مسجد النبي يوسف في المدينة ولكن الموقع تم إغلاقه لأسباب أمنية.
وقال إن الكثير من التحف التي تم العثور عليها في هذا القصر سرقها مقاتلو داعش وتم بيعها في السوق السوداء. لكنهم لم يتمكنوا من سرقة المنحوتات البارزة بسبب حجمها ووزنها ولأنها منحوتى في حوائط القصر.
وأضاف أن هناك حديث عن عدد من المشاريع لإعادة بناء المواقع المدمرة ولكن حتى الآن لا يوجد أي شيء على أرض الواقع بسبب الوضع غير المستقر في البلد.
وحدد النحات العراقي عدد من المنظمات التي تعمل لترميم بعض المواقع ومنها منظمة Un Ponte Per الإيطالية غير الهادفة للربح ومنظمات يابانية وأمريكية وألمانية أخرى.
من جانبه قال عبد الأمير الحمداني وزير الثقافة والسياحة والآثار السابق وعالم الآثار العراقي إن “الكثير من الجهود تم بذلها لحماية المواقع الأثرية في المناطق التي سيطر عليها داعش.”
وأضاف أنه منذ 2018 فإن الجهود الدولية والوطنية بدأت في الحفاظ على تراث العراق في الموصل وباقي مدن الشمال. وقال “لقد بدأنا جمع البيانات ونعمل على ترميم متحف الموصل.”
وأكد أنه “بمجرد الانتهاء من متحف الموصل، فسيكون لدينا هذا المشروع مع متحف اللوفر حيث سنعرض تلك التحف.”