زوعا اورغ/ وكالات
أكد تقرير لمجموعة الأزمات الدولية نشر الثلاثاء أن على السلطات العراقية تعزيز نفوذها بوجه الفصائل المسلحة في منطقة سنجار بشمال غرب العراق، ما يتيح عودة الأقلية الأيزيدية التي تعرضت للاضطهاد على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعود الديانة الأيزيدية إلى آلاف السنوات، حين انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، فيما يقول البعض إنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
ويناصب تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اجتاح العراق في العام 2014، العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها “كفارا”.
لذلك، أقدم التنظيم المتطرف، الذي دخل منطقة سنجار في آب/أغسطس 2014، على ارتكاب انتهاكات مروعة في حق أبناء تلك الطائفة، بينها عمليات قتل واغتصاب واستعباد جنسي للنساء.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان “كيف يكسب العراق معركة ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية في سنجار”، أن “الاستقرار الكامل في سنجار لا يتحقق إلا من خلال عودة فاعلة للحكومة العراقية ولعبها دور الوسيط بين الفصائل المختلفة وإعادة الحوكمة المحلية وفتح المسار أمام عملية إعادة الإعمار وتأمين عودة النازحين ووضع حد للتدخلات الأجنبية”.
وكان عدد الأيزيديين في العراق يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول تنظيم الدولة الإسلامية، هاجر نحو مئة ألف منهم، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان العراق الشمالي.
وأشار تقرير المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من بروكسل مقرا وتعمل على وقف النزاعات الدامية في العالم، إلى أن “عددا كبيرا من أعضاء (الطائفة) قتل، اختطف، اغتصب، أو استعبد، فيما فر الناجون إلى مخيمات” في إقليم كردستان.
ووفقا للأمم المتحدة، تعرضت آلاف النساء والفتيات، خصوصا من الأقلية الأيزيدية، إلى انتهاكات مروعة في المناطق التي سيطر عليها التنظيم، كالاغتصاب والاختطاف والاستعباد الحنسي والمعاملة اللاإنسانية.
ونبّه تقرير مجموعة الأزمات إلى أن “الجهود المتزايدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من سنجار، التي بدأت في أيلول/سبتمبر 2015، أتاحت عودة السلام لكنها لم تحسن الوضع الاقتصادي والسياسي”.
وأردف التقرير أنه بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، فرض الحزب الديموقراطي الكردستاني سيطرته الفعلية على سنجار، من دون أن “يخفي طموحه بضم سنجار إلى كردستان، الأمر الذي قوبل بمعارضة أيزيدية”.
وفقد الحزب الديموقراطي الكردستاني شعبيته إثر انسحاب قواته من سنجار أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، ما دفع حزب العمال الكردستاني التركي إلى سد الفراغ الذي خلفه، وطرد الجهاديين بمساندة طيران التحالف الدولي.
وتقاسم الحزبان، الديموقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني، النفوذ في مناطق سنجار، إلى حين دخول قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل مدعومة من إيران، وإخراجهم من المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
وترى مجموعة الأزمات الدولية أن على “بغداد استخدام أعضاء الإدارة المحلية التي عينها الحزب الديموقراطي الكردستاني (…) لأنهم يمتلكون المهارات اللازمة لإعادة عمل المؤسسات في سنجار”.
واقترحت المنظمة، من خلال هيئة المصالحة الوطنية (منظمة مستقلة تعمل بمساندة حكومية)، أن “تمهد بغداد لعودة السلطات المحلية والإدارية المؤلفة من أيزيديين، لتسهيل المساعدة الدولية في إعادة الإعمار وتحسين آفاق عودة النازحين”.
وتعتبر مجموعة الأزمات أن “الولادة الجديدة لمؤسسات محلية خاضعة لسلطة بغداد، ولكن باستقلال ذاتي كبير يستند إلى الدستور” العراقي، هو أمر ضروي لضمان مستقبل الأيزيدين في سنجار.