زوعا اورغ/ وكالات
توافد المئات من المتظاهرين العراقيين إلى ساحة التحرير (وسط بغداد)، الثلاثاء، للمشاركة بالمظاهرات المركزية ضد الفساد وللمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، وخاصة الناشط، إيهاب الوزني، أحد أهم قادة الاحتجاجات في محافظة كربلاء الذي قتل قرب منزله في المدينة القديمة برصاص مجهولين، قبل أسبوعين.
ونقل مراسل قناة “الحرة” عن شهود عيان وصول متظاهرين من محافظات عدة إلى العاصمة العراقية للمشاركة في التظاهرات.
ورفع المشاركون هتافات تدعو إلى الثورة وتهتف باسم العراق، مرددين عبارة: “ثوار واسط بغداد ماتسكت بعد”.
في المقابل، أمر القائد العام للقوات المسلحة بحماية المتظاهرين ومنع المظاهر المسلحة.
وكشفت خلية الإعلام الأمني أنّه تم إلقاء القبض على مجموعة من المندسين يحملون أسلحة قرب ساحة التحرير، مشيرة إلى أنّ خطة تأمين التظاهرات تضمنت انسيابية حركة المرور، وفرض أطواق أمنية شاملة تؤمن حركة المتظاهرين.
كما دعت قيادة العمليات المشتركة المتظاهرين إلى الالتزام بسلمية التظاهرات والتعبير عن حقهم الدستوري بحرية تامة.
وتأتي تظاهرة 25 مايو بشكل رئيس احتجاجا على اغتيال الوزني، فمنذ مقتله، دعا 17 تيارا ومنظمة منبثقة عن الحركة الاحتجاجية رسميا إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة التي ستعقد في وقت لاحق هذا العام.
وأعلنت تلك التيارات، في 17 مايو، في بيان مشترك، من كربلاء، رفض “السلطة القمعية”، وعدم السماح “بإجراء انتخابات ما دام السلاح منفلت والاغتيالات مستمرة” والتي ينسبها ناشطون إلى ميليشيات شيعية، وسط تعاظم نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران على المشهد السياسي.
وتقول الناشطة المدنية، ديانا فرج، لموقع “الحرة”، إنّ “استشهاد الوزني كان دافعاً لإشعال الشارع من جديد، والعودة إلى الاحتجاجات نتيجة التراكمات والاغتيالات التي تهدد حياة المتظاهرين”، محملة مسؤولية حماية المتظاهرين والنشطاء للحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها.
ولفتت فرج إلى أن “غالبية الثوار في الساحة، والأحزاب المنبثقة من تشرين (في إشارة للمظاهرات غير المسبوقة التي انطلقت في 2019) يؤكدون أنه لا وجود لانتخابات في ظل وجود السلاح المنفلت، وعدم محاسبة قتلة المتظاهرين”، مشددة على أنّه “لا يوجد بيئة آمنة لإجراء الاستحقاق الانتخابي”.
وتابعت: “مقاطعة الانتخابات حتى محاسبة القتلة، هو الصوت المسموع في ساحة 25 آيار (مايو)”.
بدوره، شدد الناشط المدني والمدون، سيف الدين علي، في حديث لموقع “الحرة”، على أن “المتظاهرين عادوا إلى الساحات بسبب استمرار الاغتيالات على أيادي الميليشيات الإيرانية، وكان آخرها مقتل الوزني في كربلاء التي تعتبر مدينة آمنة لا يتواجد فيها ميليشيات، وجميع من فيها يمثل الأجهزة الأمنية الرسمية”.
وأضاف “الشارع العراقي ينادي بمقاطعة الانتخابات، فنحن لا نريد الانتخاب في ظل وجود الميليشيات الإيرانية المستمرة في اغتيال النشطاء”.
وتابع: “في حال لم يتم محاسبة المتورطين في مقتل الوزني، فنحن هنا مستمرين في الساحات حتى إسقاط النظام”.