زوعا اورغ/ متابعات
انقسم مسيحيو سورية في موقفهم من انتخاب السرياني حمودة صباغ، ابن مدينة الحسكة، رئيساً لمجلس الشعب السوري، ورأى البعض أنها خطوة مهمة لأنها المرة الأولى التي يصبح فيها مسيحياً رئيساً لمجلس الشعب (النواب) في سورية منذ نهاية الأربعينات، فما اعتبرها آخرون “خديعة سياسية” لعموم مسيحيي سورية، لن توصلهم لحقوقهم الدينية أو “القومية”.
وانتخب مجلس الشعب السوري (الخميس) صباغ رئيساً جديداً للمجلس بعد أن فاز بغالبية 193 صوتاً من إجمال 252 صوتاً يشكلون أعضاء البرلمان.
ويُعدّ صباغ (58 عاماً) أول مسيحي ينتخب لهذا المنصب بعد فارس الخوري، الذي كان رئيساً للبرلمان لولايتين (1920-1946) و(1946-1959، وهو نائب عن محافظة الحسكة وينتمي إلى حزب البعث الحاكم.
وتم انتخاب/تعيين صباغ بعد أيام من استقبال الرئيس بشار الأسد للمشاركين في المؤتمر الشبابي السرياني، وبعد نحو شهرين من إعفاء رئيسة مجلس الشعب السابقة هدية عباس من منصبها نتيجة اتهامها بالقيام بتصرفات “غير ديموقراطية” تنعكس سلباً على المجلس.
وقال سليمان يوسف، الناشط السياسي الآشوري، إن تعيين صباغ رئيساً لمجلس الشعب السوري هو “مجرد خديعة ورشوة سياسية رخيصة، للسريان الآشوريين ولعموم مسيحيي سورية، وخطوة معنوية ليس لها أية قيمة قانونية وحقوقية على صعيد الحقوق القومية والديمقراطية للسريان الآشوريين السوريين”.
وأضاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن رئيس أعلى سلطة تشريعية في نظام دكتاتوري أقرب إلى حكم الفرد، لن يكون له أية سلطة أو صلاحيات بممارسة مهامه بشكل ديمقراطي حر، ووضع الصباغ في هذا الموقع، هو مجرد مكياج لتجميل صورة رئيس النظام التي اهتزت أمام الرأي العام المحلي والخارجي” حسب قوله.
فيما رأى ظافر عساف، المحامي والناشط السياسي أن تعيين سرياني مسيحي في هذا المنصب “رد فعل من النظام السوري على محاولة أكراد شمال سورية، وفي محافظة الحسكة تحديداً فرض حكم ذاتي تحت قوة السلاح والأمر الواقع، وهو رسالة من النظام السوري بأن لكل أقليات الشمال السوري الحق في هذه المناطق، قد يكونوا هم ممثلو المواطنين في الشمال السوري وليس الأكراد الراغبين بالقيام بخطوات شبه انفصالية”، وفق قوله.