شوكت توسا
رسمياً, تأسست دولة الفاتيكان في العام 1929 على اساس ديني ومذهبي , فكان الاتفاق أن يكون البابا المنتخب من قبل مجلس الكرادله رئيسا لهذه الدوله, لم تكتسب هذه الدوله صفة العضويه في الامم المتحده لاسباب تتعلق بقوانين الامم المتحده, انما بحكم مكانتها الدينيه مُنح لها حق المشاركه كمراقب يحق لممثلها ابداء رأي دولته, آذن قداسة البابا شخصيه جامعه لصفتين أولهما رئاسة كنيسه يتبعها ملايين الكاثوليك وثانيهما رئاسة الدولة .
وعليه,لا يُستبعد أن يشكّل امتلاك البابا لهاتين الصفتين سببا يختلف بموجبه المراقبون في وصف زيارته المزمعه للعراق والأهداف المرجوّة منها , اذ هناك من سيصفها برسالة سلام حميده من راعي كنيسه عالميه الى شعب طالت معاناته وهذا ما نتمناه , في نفس الوقت هناك من سيرى في توقيت وتفاصيل الزياره ما يوحي الى وجود تداخل بين مهام رجل الدين وبين موقف سياسي لدولة يترأسها رجل الدين يحتمل السلب والايجاب تجاه جهات دوليه واقليميه ادعت تحرير العراق وشعبه لكنها تسببت في تدميره وتهجير سكانه وما تزال تشرف وتتفرج على ما ترتكبه عصابات الفاسدين والقتله .
في هذا السياق ,أذكّر القارئ الكريم بزيارتين قام بهما السفير الامريكي في العراق خلال الثلاث اعوام الماضيه الى ناحية القوش خصيصاً للاطلاع على سير اعادة بناء مرقد النبي اليهودي ناحوم و تبرع بالاموال من اجل التعجيل في انجازه , وعندما سئل السفير(وهو رجل علماني) حول سبب اهتمام السفاره الامريكيه بتعمير المرقد بينما هناك بلدات مدمره وأخرى محرومه من خدمات كثيره , كان جواب السفير: نحن نخصص هذه المبالغ لكي نضمن امن وسلامة الذين سيصلّون في هذا المعبد ! .
بكل تأكيد سأشارك امنيات الذين يستبشرون خيراً من هذه الزياره , لكني استغرب من التعويل عليها في تحسين اوضاع العراق , هل سياتينا قداسته بعصا سحريه مثلا تقلب اليابس الى الاخضر وتبيّض سواد القلوب وتنوّر العقول ؟
شخصيا لا امتلك ما يسمح لي بسبق الاحداث في الحكم على هدف الزياره ومدى استفادة العراقيين منها ,لننتظر ونرى يا ترى هل سيبدأ البابا زيارته بالصلاة في مدينة أور كما يشاع أم في سنجار المنكوبه والبلدات التي اصابها الدمار وحل باهلها ما حل من تهجير وقتل واغتصاب , إذ على هذه الاطلال تستحق وقفة الصلاة.
الوطن والشعب من وراء القصد