زوعا أورغ – متابعة
أظهرت صور قيام مخربين بكسر وتخريب ونبش قبور في مقبرة قرية أرموطة المسيحية التابعة لناحية كويسنجق. وتكشف المشاهد حجم الأضرار التي طالت شواهد القبور والموقع بشكل عام، في حادثة أثارت موجة استياء واسعة بين أبناء المنطقة وعموم أبناء شعبنا.
ويعد هذا الاعتداء حلقة جديدة في سلسلة حوادث مشابهة تعرّضت لها مقابر ومقدسات المسيحيين خلال السنوات الماضية في عدد من مناطق الإقليم، ومنها شقلاوا، تلكيف، زاخو، سميل وغيرها، ما يعكس خطورة تفشّي أفكارٍ متطرفة لا تتقبّل التنوّع الديني والقومي، وتمسّ جوهر السلم الأهلي الذي شدد اقليم كردستان العراق مرارًا على تمسكه به.
وتطرح هذه الحوادث المتكررة تساؤلات جدية حول أسباب استهداف المقابر، وما إذا كان للأموات أن يشكلوا خطرًا على منفذي هذه الأفعال، الأمر الذي يزيد من حدة القلق لدى المجتمعات المحلية ويؤشر إلى ضرورة اتخاذ إجراءات واضحة لحماية المواقع الدينية والتراثية وصون حرمتها.
وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه العديد من الجهات أن الاعتداء على المقابر لا يمثل مجرد تخريب لممتلكات، بل مساسًا بكرامة الموتى وذاكرة المكونات التي تعتمد في وجودها على جذورها التاريخية وارتباطها بأرضها.




