إدمون لاسو
دخل العالم القرن الجديد والالفية الجديدة منذ اللحظة الاولى من يوم 1/1/2000، ذلك لان عمر يسوع المسيح بدأ من لحظة ولادته، اي من الصفر وليس عندما اكمل السنة الاولى من عمره . اي ان السنة الاولى والعقد الاول والقرن الاول والالفية الاولى تبدأ كلها من الصفر وليس من الواحد.
وهكذا بدأ القرن العشرين يوم 1/1/1900 وانتهى يوم 31/12/1999، ليبدأ القرن الواحد والعشرين يوم 1/1/2000 لينتهي يوم 31/12/2099. ذلك كله حسب التاريخ الاعتباري لولادة السيد المسيح.
اما حسابات العلماء التقديرية فتشير الى ان يسوع ولد بضع سنوات تتراوح بين 4-7 قبل التاريخ الميلادي المعتمد. فهذا (المنجد في اللغة والأعلام) يشير الى ان يسوع ولد سنة (4 ق.م)، بينما يشير (معجم أعلام المورد) الى ان يسوع Jesusولد (6 ق.م).
اما الدراسات العلمية المتواصلة فاثمرت عن وضع يد العلماء على التاريخ الدقيق لولادة السيد المسيح وهو يوم 29 ايلول 7 ق.م. اذ اثمرت جهود سلسلة من العلماء الى تلك النتيجة الحاسمة، ابتداءً من العالم الفلكي كبلر (1571 – 1630)، ومروراً بالعالم الالماني شنابيل (1925)، وانتهاءً بعلماء الرياضيات الامريكان (1973) الذين اودعوا المعطيات التاريخية والفلكية والدينية الى عقل الكتروني، واعطى النتيجة الحاسمة بالولادة الدقيقة للسيد المسيح في 29/9/ 7 ق.م. استناداً الى قرائن ومعطيات الانجيل والتاريخ والفلك . وخاصة ظهور النجم اللامع الذي ارشد الحكماء المجوس القادمين من بلاد النهرين، الى بيت لحم، اذ تبين انه لم يكن مذنباً او شهاباً، وانما كان التحاماً بين الكوكبين السيارين المشتري وزحل في برج الحوت وظهورهما كنجم واحد براق عام 7 ق.م. ، بالاضافة الى تاريخ اوغسطس قيصر، والوالي قيرينيوس، والملك اليهودي هيرودس الكبير، وغيرها من القرائن التي درسها العلماء بدقة متناهية واعطى النتيجة الحاسمة بتلك الولادة المباركة “انظر دراسة زبور نشأت شريف الموصلي المقيم في امريكا، المنشورة في مجلة الفكر المسيحي العدد 211 (الموصل 1986)”.
واستنادا الى هكذا دراسات جادة ومثيرة فان عمر السيد المسيح يبلغ يوم 29 ايلول 2018، 2025 سنة. وحبذا لو اتفقت الدوائر الفاتيكانية والمراجع العلمية العالمية وقدمت التاريخ الميلادي (7) سنوات الى الامام، لتقفز البشرية وتحتفل بالولادة الصحيحة لميلاد السيد المسيح، ويعاد التاريخ الى نصابه السليم. والامر ليس بدعة، اذ سبق للبابا غريغوريوس الثالث عشر (1572 – 1585) ان اجرى اصلاحاً في التقويم الميلادي، حيث قدم في عام 1582 التاريخ عشرة ايام، فجعل يوم 5 تشرين الاول 15 تشرين الاول، حتى اقترن التقويم الغربي باسمه فسمي (التقويم الغريغوري)، هذا فضلا عن اصلاحات اخرى سبقته في التاريخ.
المقال منشور في العدد 659 من جريدة بهرا في عمود (سنابل).