يوسف زرا
من عمق المحيطِ
كانَ قد هبَّ إعصارٌ
فبدأ الزمان
من عمقِ المحيطِ
كان قد فتقَ إنفجارٌ
فبان المكان
من عمقِ المحيطِ
كان قد لاحَ دوارٌ
فظهرت الحياة
ومن عمقِ المحيطِ
كان صوتاً ينادي
ثم يمتدُ كالرنينِ
فردتهُ الضفافُ
كصدى في الأفقِ
فكان رعدٌ وبرقُ
ولاحَ من بعيدِ
شبحٌ بهالٍ برند
لامرأةً حُبلى بحضارةٍ
جاءَها المخاضُ
لمولود كائنٍ
وفي ذات يومٍ
حطهُ رحمٌ مكين
في ثرى وادٍ لمجريينِ
فكان المكانُ له
غرينٍ وطمى كالقماط
تحرسهُ مياهُ أنهرٍ
ومسطحاتِ الأهوارِ
فبدتِ الارضُ كوطنٍ
وطئتها
أولى الأقدامِ
لـ … هي
لـ … هو
كجسدٍ معاً
وكرمزٍ لمخلوق
لُغزاً للصيرورة
فوق سهلٍ فسيح
مسكناً كارثٍ لهُ
مدى الحياة
فأي لغز يكون ؟
بشراً تارة يدعى
وادماً تارة يدعى
إنه أنا الانسان
أنا الانسان
كناطورٍ لهُ
منذ سنين
وعليه وَجَلي وقلقي
من الغزاتِ
كي لا يحالُ
إلى بيدٍ بلا شجرٍ
والى قفرٍ بلا نباتٍ
والى صخرٍ بلا حياةٍ
لانهُ وطني ….
فهو بيتي
نشرت في العدد 658 من جريدة بهرا