زوعا اورغ/ وكالات
يكافح مؤرخ وصحفي عراقي من أجل إحياء التراث اليهودي في مدينة الموصل، حيث عاش اليهود في المدينة إلى جانب المسلمين والمسيحيين والإيزيديين منذ آلاف السنين.
ويقول عمر محمد، الذي يدير صفحة عين الموصل على فيسبوك، إن قصته مع التراث بدأت عندما كان يوثق الدمار الذي لحق بالمدينة من قبل تنظيم داعش منذ عام 2014.
يضيف محمد في مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية “لقد أصبحت مهمتي في الحياة استعادة التراث اليهودي للموصل”.
وعاش اليهود في الموصل واستمروا حتى خمسينيات القرن الماضي عندما أجبروا على الرحيل إلى إسرائيل، حيث لا يوجد اليوم أي يهودي في الموصل.
وبلغت أعداد اليهود خلال الفترة التي سبقت عمليات ترحيلهم من الموصل أكثر من 15 ألفا، عاشوا جنبا إلى جنب مع باقي الديانات الأخرى التي تشتهر بها مدينة الموصل.
ويؤكد محمد أنه “عندما تم ترحيل اليهود من العراق والموصل، لم يكن الأمر مجرد عمليات طرد، فلقد تم محوهم من تاريخنا وحذفهم عمدا من كل شيء”.
عمل عمر محمد أستاذا في التاريخ بجامعة الموصل قبل احتلالها من قبل تنظيم داعش، ليقوم بعدها بتوثيق وحشية عناصر التنظيم أثناء سيطرتهم على المدينة، على الرغم من الخطر الكبير على حياته، حيث ساعد في الكشف عن حقيقة تجارة الرقيق والاتجار الجنسي بالنساء والفتيات الإيزيديات.
وخلال تلك الفترة أيضا نجح محمد في نشر أسماء أولئك الذين أعدمهم تنظيم داعش، من خلال عمله داخل المدينة متخفيا.
كسب محمد اعترافا دوليا نتيجة هذه الجهود، لكنه لم يشعر بالأمان في الكشف عن هويته، إلا بعد أشهر من طرد عناصر تنظيم داعش من الموصل في منتصف عام 2016.
تمكن محمد من الفرار من المدينة عام 2015، وتم تهريبه عبر سوريا إلى فرنسا، حيث يعيش اليوم.
ومع ذلك، ظلت عيناه على الموصل، حيث قام من فرنسا وباستخدام مصادر محلية، بتغطية ما تبقى من فترة حكم داعش، ويكتب اليوم عن عمليات إعادة الإعمار في المدينة.
خلال توثيقه لإعادة الإعمار اكتشف أن بقايا كنيس يهودي يعود تاريخه لأكثر من قرن، نجا من سطوة تنظيم داعش المعروف عنه هدم جميع المراقد وأماكن العبادة حتى تلك التي تعود للمسلمين.
الكنيس، الذي اكتشفه جندي يهودي لأول مرة خلال حرب العراق الثانية عام 2003، ألهمه لمعرفة المزيد عن الإرث اليهودي في الموصل.
ويعمل محمد حاليا على ضمان أن يتم الاعتراف بالكنيس ضمن مواقع التراث العالمية، إضافة إلى قيامه بتنظيم لقاءات وحوارات عبر الإنترنت لمجموعة من يهود الموصل الموجودين خارج العراق.
يقول محمد إن “التنوع وحده لا يكفي، إذا لم يكن هناك شمول، وهذا يتطلب منا إعادة إحياء التراث اليهودي وقبوله كجزء من تراثنا. يتطلب التنوع الحقيقي الشجاعة للاعتراف بمشاكلنا”.
لكن هذا الأمر لم يكن سهلا بالنسبة للمؤرخ الموصلي، حيث يؤكد أنه غالبا ما يتهم بالارتباط بأجهزة استخبارات أجنبية، سواء كانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية أو الموساد الإسرائيلي، عندما يحاول التحدث إلى العراقيين عن القضايا المتعلقة باليهود.
ومع ذلك لا يزال محمد يملك الأمل في أن يتم يوم ما عقد طقودس دينية داخل كنيس يهودي في الموصل، ويضيف “قد يستغرق الأمر وقتا ويتطلب مجهودا وشجاعة، ولكنه سيحدث”.
ومنذ أكثر من نصف قرن، غادر معظم اليهود العراقيين الخائفين من النزاعات والمشاكل في العراق، البلد عبر المنطقة الكردية الشمالية، إلى إسرائيل.
وفي 1948 سنة إعلان إسرائيل، كان عدد اليهود الموجودين في العراق يبلغ 150 ألف شخص، وبعد ثلاث سنوات كان 96 بالمئة منهم قد رحلوا.
وهاجر من تبقى منهم بعد التدخل الأميركي في العراق في 2003، وإسقاط نظام صدام حسين.
وتفيد واحدة من الوثائق الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس أن الجالية اليهودية في بغداد كانت تضم ثمانية يهود فقط في 2009.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 219 ألف يهودي من أصل عراقي في إسرائيل يشكلون أكبر مجموعة لليهود من أصول آسيوية.
وقد صادرت الدولة العراقية ممتلكاتهم ومنازلهم، بما في ذلك مدارسهم بينها التي كانت مفتوحة في منطقة البتاوين في وسط بغداد، التي تتداعى يوما بعد يوم بسبب الإهمال.
لكن هذا الأمر لم يكن سهلا بالنسبة للمؤرخ الموصلي، حيث يؤكد أنه غالبا ما يتهم بالارتباط بأجهزة استخبارات أجنبية، سواء كانت وكالة المخابرات المركزية الأميركية أو الموساد الإسرائيلي، عندما يحاول التحدث إلى العراقيين عن القضايا المتعلقة باليهود.
ومع ذلك لا يزال محمد يملك الأمل في أن يتم يوم ما عقد طقودس دينية داخل كنيس يهودي في الموصل، ويضيف “قد يستغرق الأمر وقتا ويتطلب مجهودا وشجاعة، ولكنه سيحدث”.
ومنذ أكثر من نصف قرن، غادر معظم اليهود العراقيين الخائفين من النزاعات والمشاكل في العراق، البلد عبر المنطقة الكردية الشمالية، إلى إسرائيل.
وفي 1948 سنة إعلان إسرائيل، كان عدد اليهود الموجودين في العراق يبلغ 150 ألف شخص، وبعد ثلاث سنوات كان 96 بالمئة منهم قد رحلوا.
وهاجر من تبقى منهم بعد التدخل الأميركي في العراق في 2003، وإسقاط نظام صدام حسين.
وتفيد واحدة من الوثائق الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس أن الجالية اليهودية في بغداد كانت تضم ثمانية يهود فقط في 2009.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 219 ألف يهودي من أصل عراقي في إسرائيل يشكلون أكبر مجموعة لليهود من أصول آسيوية.
وقد صادرت الدولة العراقية ممتلكاتهم ومنازلهم، بما في ذلك مدارسهم بينها التي كانت مفتوحة في منطقة البتاوين في وسط بغداد، التي تتداعى يوما بعد يوم بسبب الإهمال.