كتابة / أديسون هيدو
في الخامس من فبراير من كل عام ومنذ عقود مضت يحتفل أبناء شعبنا الآشوري بذكرى وفاة الملفونو نعوم فائق، المعلم الأول من أجل وحدة أمته، وأحد أعلامها اللامعين في القرن العشرين، ومن رجالاتها الخالدين الذين زينوا تأريخ هذه الأمة بنبوغهم وأصالة رأيهم، من خلال فكره وأدبه وطروحاته القومية التي حضيت بأهتمام كبير لدى المثقفين والواعين من ابناء شعبنا الاشوري, كانت بمثابة ثورة حقيقية على المفاهيم والأعراف السائدة آنذاك، حيث العشائرية والتشتت الطائفي والمذهبي ينخران في جسد الأمة بسبب الجهل والتخلف في بلاد استحكمت فيها حلقات الجور والغدر والأرهاب المسلط على الرقاب من قبل حكام وسلاطين الدولة العثمانية، الذين عملوا على تغذية النعرات وألأحقاد القومية والدينية بين شعوب السلطنة .
لقد دوى صوت الملفونو نعوم فائق في ظل هذه الظروف المتردية والمأساوية داعيا الى الوحدة القومية بين ابناء شعبنا ونبذ الأنقسام، فكانت لصرخته هذه صداَ عظيماً في جميع مناطق تواجده حيث نفضوا غبار الجهل والتفرقة وهبوا لترجمة افكاره في توحيد المساعي والجهود للعمل على النهوض والتقدم ورفع راية الوحدة القومية الآشورية .
في الذكرى الثانية والتسعين لوفاته والتي تصادف اليوم الخامس من فبراير / شباط 2023, تحيه إكبار واجلال لروح معلمنا الكبير نعوم فايق ولمبادئه الأنسانية السمحاء، وافكاره القومية الأصيلة، ولمسيرته النضالية في البذل والعطاء والتضحية التي قضاها في سبيل ابناء أمته وشعبه الاشوري الأصيل .