شوكت توسا
في مناسبات سابقه لا تقل أسىً عن جرائم أحداث تشرين التي رافقت تظاهرات الشباب العراقي الثائر,كان لسان حال العراقي المحب لوطنه ينادي بأن لا خير يرتجى في بلد شاءت ارادة قوى الشرأن يحكمه أمعات لبسوا قناع معارضة الحاكم الديكتاتوري لاسباب وأهداف إنكشفت حقيقتها عندما إقتضت أجندة اللعبه الامميه إزاحة النظام و الإتيان بفاشلين تعكزوا في زيف ديمقراطيةانتخاباتهم المزيفه ووعودهم الكاذبه على خطابات المشاريع العنصريه الشوفينيه وعلى الفتاوى الدينيه الطائفيه التي تسترت على عورات مواليها الفاسدين,وها نحن اليوم نشهد بام أعيننا بشاعة وهيستيرية ردود أفعالهم تجاه المتظاهرين الذين لم يطالبوا سوى بلقمة عيش شريفه في بلد يعتبر من أغنى بلدان المنطقه ,أي أنناأزاء رواد فاسدين ومجرمين من الدرجة الاولى .
إن مقارنة سيئات صدام بسوءاحوال العراقيين بعد زوال نظامه, لن تجدينا هذه المقارنه في إنقاذ العراق,فذاكرتنا ما زالت مثقله بما يكفيها لرفض اية محاوله لتلميع فترة حكم صدام عبر مقارنتها بالحاكمين الفاشلين الذي استلموا من بعده,لكن الحقيقه التي لا يمكن تجاوزها اي كان مصدرها ومهما كان هدفها , هي تلك التي حكاها وزير خارجية العراق طارق عزيز في نيسان 1993 ضمن لقاء صحفي اجرته معه صحيفه بريطانيه, لم يكن الوزيرالمتوفى مخطئا حين وصف معارضي النظام ” بمجاميع من اللصوص لو تسنى لهم حكم العراق سينهبوه ويبيعون أرضه” , نعم كان محقا في وصفهم (باستثناء القله التي لا حول ولا قوة لها), فقد تبيّن أنهم حراميه فاسدون لا رابط انساني يربطهم بمعاناة المواطن العراقي,ولا وازع اخلاقي يردعهم عن فعائلهم المشينه, كل ما حصده الشعب منهم هو فوضى القتل والتجويع والتهجير وافراغ العراق من عقوله, فوضى عارمه صنعتها ميليشيات احزابهم ومشاريعهم الطائفيه والعنصريه الشوفينيه منهم التابع لولاية الفقيه الايراني ومنهم من علق آماله على أحلام التوراتيين,كلهم يتحملون مسؤولية الدماء التي أريقت بسبب الاعمال الارهابيه المرتكبه بحق اهل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , واهم من يعطي لهؤلاء حق التكلم باسم الشعب,لا بل على الشعب ان يستعجل في اعلان براءته منهم , ومخطئ كل من يعطي هؤلاء الفاشلين حق التحدث عن تنفيذ وعودالاصلاح الذي ينشده الشعب لانهم عاجزون كعجز العبد امام سيده ,ومصيبتنا تكبرعندما يكون القضاء قداصيب بعدوى تسييسه وتسخيره ليصبح أداة لا تقوى على محاسبة مجرم,اذن مطالبةالفاسدين والطائفيين بالاصلاح كلام بلا معنى.
نعم لقد توهّم العراقيون في غفلة,او لنقل تورطوا على مضض في القبول باحتلال بلدهم على أمل أن يشهد العراق تغييرا يحقق طموحات الشعب , تغييرٌ تخططه وتنفذه عقول سياسيه عراقيه تعيد ترتيب اوضاع البلاد بالتفاوض مع قوات الاحتلال بناء على ضوابط تراعى فيها ارادة العراقيين وامنهم واستقرارهم , لكن الذي شهدناه منذ يوم استلامهم زمام البلد, هو طغيان مصالح العقليه اللاوطنيه المنفلته والتي أوكلت اليها عن قصد مهام ادارة البلاد للفتك بها وبمحبيها فكانت الخيبة و الخذلان نصيب العراقيين ,اعيد واكرر لا جدوى من مطالبة الفاشلين والفاسدين بتحقيق الاصلاح , الاصلاح الحقيقي لن يتحقق سوى بهبة الشباب الثوري مدعومة من المثقفين والعسكريين الوطنيين الذين سئموا تفاهات الوعود بينما بطون الأوغاد تنتفخ باموال الشعب.
بخصوص وعود حكومة عادل عبد المهدي الكاذبه باجراءالتحقيقات بجرائم قتل المتظاهرين , على الشعب وعقلائه الانتباه جيدا ًالى ان السرّاق والكذابين حين يطلقون الوعود, فهي ليست سوى حقن تخديريه يستعملها الحكام العاجزون والعملاءالتابعون لتخفيف نقمة الشارع وهبط عزائم المنتفضين, فلو إفترضنا تم اجراءالتحقيقات بنزاهه وعداله وهو أمر صعب التحقيق, حتما ستنكشف جرائم كثيره ارتكبتها حكومات سبقت حكومة عادل عبد المهدي, وهوالذي لم نسمع منه حول دماء الشهداء سوى كلاما تافها لا يتعدى توجيه الاتهامات لمندسين مجهولين قاموا بقتل المتظاهرين , كذبه سخيفه لا يمكن التصديق بها أمام بشاعة الفيديوهات المنشوره معززه بشهادة العشرات من الاعلاميين المراقبين و المتظاهرين , الكل بات يعلم بان الذي تجرء على قتل الشباب المتظاهرين هم من قوات ما تسمى بشرطة مكافحة الشغب تحت أمرة رئيس الوزراء ,بالاضافه الى قناصين مأجورين من اتباع الاحزاب الحاكمه ومن منتسبي ميليشيات الاحزاب الدينيه المواليه لايران , كعصائب الحق وسرايا الخراساني وعناصر منظمة بدر و الحرس الثوري الايراني,كما يقال ان هناك تسجيلات صوتيه يجب على لجان التحقيق التحري عنها لكشف الجهه التي اصدرت اوامر قمع وقتل المتظاهرين والتأكد من عائدية الاشخاص الضالعين في ارتكاب جرائم قتل الشباب المتظاهر, ليس هذا فقط, حيث هناك قائمه باسماءالمجرمين القتله وعناوين الجهات التي ينتمي اليها هؤلاء المجرمين, وفي مقدمتهم حسبما نشر في الاعلام , صهر رئيس الوزراء وهومسؤول لواء حمايته الساكن في المنطقه الخضراء .
في الختام نقول: لو كان للقضاء مطرقة تفلق , ولحب العراق قلب يخفق , لكانت مكانس تنظيف الشوارع من الاوغاد هي التي تنطق !!
الوطن والشعب من وراء القصد