أديسون هيدو
في الثالث من تموز عام 2018 فقدت الأوساط الأدبية والثقافية الاشورية أحد ألمع نجومها الكبار ومن أدبائها البارعين المؤرخ البروفيسور ( أفرام عيسى يوسف ) الذي وافاه الأجل المحتوم في العاصمة الفرنسية باريس بعد صراع مرير مع المرض, والذي كرس جل حياته لتوثيق مآثر وتأريخ وحضارة وادي الرافدين العريقة من خلال نتاجاته الأدبية وأصداراته وكتبه القيمة التي نهل وأرتوى من ينابيعها الكثيرين .
ولد الدكتور افرام في قرية سناط التابعة لمدينة زاخو عام 1944 في العراق, وأنهى دراسته الأبتدائية فيها, ومن ثم المتوسطة والثانوية في مدينة الموصل عند الأباء الدومنيكان, في عام 1974 هاجر الى فرنسا ودرس تاريخ الحضارات القديمة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة نيس عام 1980, وشهادة دكتوراه ثانية في الفلسفة من جامعة تولوز الفرنسية عام 1981, ليعمل من بعدها استاذاَ لمادة ( تاريخ فلسفة القرون الوسطى ), و(منهج وفكر فلاسفة العرب ) أمثال الكندي وابن سينا والفارابي وابن طفيل وغيرهم في نفس الجامعة لغاية عام 1992 . استقر في العاصمة باريس وعمل معلماَ ومحاضراَ في المعاهد والمراكز والجامعات الفرنسية, أضافة الى عمله مديراَ لقسم الشرق الأوسط والمغرب العربي في ( دار لارماتان ) L’Harmattan أحدى كبريات دور النشر في فرنسا .
ألف مجموعة كبيرة من الكتب باللغة الفرنسية ترجمت الى لغات عدة منها ( بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي ), ( الفلاسفة والمترجمون السريان ), ( ملحمة دجلة والفرات ), ( المؤرخون السريان ), ( أزهار الفلسفة عند السريان ), ( تاريخ بلاد ما بين النهرين ) وغيرها . أشترك في عدة مؤتمرات دولية، في تونس وإنكلترا وسويسرا وبلجيكا وألمانيا والسويد ، وألقى محاضرات عدة في كل من هذه الدول .
عام 2004 ألتقيته في مهرجان ( أشاريدو ) الثقافي والفني الذي كان قد نظمه أتحاد الأندية الاشورية في العاصمة السويدية ستوكهولم أنذاك, وأهداني حينها كتابه الموسوم ( ملحمة دجلة والفرات ) الذي صدر عام 1999 عن دار لامارتان والذي يعتبر من أهم الكتب التي تناولت حضارة بلاد ما بين النهرين التي غيرت مصير الأنسانية وتركت أرثاً لا يقدر بثمن .
في أحدى لقاءاته مع الأعلام يقول ( كلمتي لشعبنا هي أن لا يغلبهم اليأس بل ليكون الأمل بيرقهم، رغم كل الظروف القاسية ورغم الهجرة, المستقبل مفتوح أمامنا في الوطن والمهجر، قوة إرادتنا وإصرارنا ووعينا تكون مفتاح نجاحنا. الصعاب تصنع الرجال والشعوب ) .
الذكر الطيب والرحمة الواسعة للفقيد الكبير ولروحه السلام .
- Home
- /
- في الذكرى الرابعة لرحيل...