1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. صوت الحق وصرخة شعبٍ...

صوت الحق وصرخة شعبٍ أصيل في أرض الأجداد !!

صباح توما مركايا

إن كنّا لسنا من هنا.. فاشرحوا لنا لماذا تتكلم الأرض بلغتنا، ولماذا هذا المدّ البشري في دهوك بلا ممثل، وصوتنا يؤخذ من غريب؟.

في أرضٍ كل ذرةٍ من ترابها تنطق بالتاريخ، وكل حجرٍ فيها شاهدٌ على حضارةٍ ضاربةٍ في أعماق الزمن، ينبثق صوتُ الحق من قلب شعبٍ أصيل، شعبٍ لم يأتِ مهاجراً ولا غازياً، بل وُلد من رحم الأرض، وسُقي من ماء دجلة والفرات، وتربى على صخور نينوى وبابل وأور وهكاري وألقوش.

شعبٌ كلما حُفرت الأرض في العراق، خرجت الآثار تنطق: “هؤلاء أحفادنا… هؤلاء أبناء الحضارة”.

الآشوري، الكلداني، السرياني.. ليست مجرد تسميات، بل شواهد حية على هوية حضارية متجذرة، وثقافة صنعت للعالم حروف الكتابة، وأسس القانون، وبدايات الإيمان.

ومن يُنكر هذا الوجود، فليعلم أن الحقيقة لا تُطمس بالإنكار، ولا تُلغى بالصمت، ولا تُغيرها مصالح السياسة أو الحسابات الطائفية.

الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كُتب بلغتنا، بلغة أجدادنا، الآرامية.

والتلمود اليهودي كُتب في بابل بهذه اللغة، ولا تزال حتى اليوم وثائق الزواج الديني عند اليهود تُكتب بها… فهل بعد هذا من دليل أو شهادة؟.

نحن لا نبحث عن صراع، بل نطالب بالعدالة. لا نحمل حقدًا، بل نتمسك بالأخلاق. ونؤمن أن الأوطان تُبنى على الاعتراف المتبادل والإنصاف لا على الإقصاء والتهميش.

من هنا، نتوجه بندائنا الواضح إلى حكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان، وإلى جميع الجهات المعنية، فنقول:

إن إقصاء أبناء هذا الشعب الأصيل من حقه في التمثيل السياسي، وحرمانه من التعبير عن إرادته الحقيقية في الانتخابات، هو إخلال بمبدأ المواطنة المتساوية، وضرب لأسس الشراكة الوطنية، وتهميش لقيمة التعددية التي طالما تباهى بها العراق.

كيف يُعقل أن يُحتفل بتاريخنا وثقافتنا في المهرجانات، ثم يُسلب حقنا في البرلمان؟.

كيف يُشاد بتضحياتنا، ثم يُقصى أبناؤنا من مواقع القرار؟.

إننا لا نطلب امتيازاً، بل نطالب بحق تاريخي، وإنساني، ودستوري.

ونؤكد أن احترام إرادة هذا الشعب ليس مطلباً ثانوياً، بل اختبار حقيقي لمدى التزام الدولة ومؤسساتها بقيم العدل، والديمقراطية، والعيش المشترك.

نحن أبناء هذه الأرض، نعود بجذورنا إلى آلاف السنين، وما زلنا نُحافظ على لغتنا، وإيماننا، وهويتنا.

وسنبقى نرفع صوتنا، ونطالب بحقوقنا، لا بالعداء بل بالمحبة، لا بالاتهام بل بالحكمة، حتى يتحقق العدل.

 

 

 

zowaa.org

menu_en