زوعا اورغ/ وكالات
بعد عام على “ثورة أكتوبر” في العراق، يبدو أن هناك حاجة لمزيد من الإصلاح الذي قد يكون متاحا في حال تعاون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع المتظاهرين الذين أطلقوا الشرارة الأولى للاحتجاجات.
ويقول الصحافي بوبي غوش في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، أن الشباب العراقيين، الذين هزت احتجاجاتهم النظام السياسي العراقي وأسقطت رئيسا للوزراء، يعتقدون انهم فشلوا في تحقيق التغيير الذي أرادوه.
ويتابع “الآن عادوا، وهذه المرة، قد يكون أفضل أمل لهم في النجاح هو دعم رئيس الوزراء الحالي، بدلا من معاداته”.
ويشير الكاتب إلى أنه “تم تقويض حركة الاحتجاج، المعروفة باسم ثورة أكتوبر، بسبب القمع والغدر السياسي وانتشار فيروس كورونا المستجد، والمواقف المتقلبة لرجل دين سياسي شعبوي غير مواقفه في لحظات حرجة وحاسمة”، في إشارة منه إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وعاد المتظاهرون، الخميس، إلى ساحات الاحتجاج وهم مصممون على استكمال ما بدأوا به، من دون أن تتغير مطالبهم المتمثلة في تحقيق إصلاح شامل للنظام السياسي الطائفي ووضع حد للفساد ووقف التدخل الأجنبي في شؤون البلاد والقضاء على البطالة.
يقول الكاتب إن فرص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الحفاظ على منصبه ووعوده بالإصلاح السياسي والاقتصادي قد تتوقف على قدرته على احتواء ثورة أكتوبر، واستخدامها للتغلب على مقاومة السياسيين في بغداد وطهران.
ويشير إلى أن المحتجين ورئيس الوزراء يحتاجون بعضهم البعض، في ظل افتقارهم إلى قائد حقيقي وقوة مسلحة تحميهم من مكائد السياسيين والميليشيات المدعومة من إيران.
ويتابع “قد يكون المحتجون متشككين في الكاظمي، باعتباره جاء عبر النخبة السياسية التي يحتقرونها، لكنهم يحتاجون إلى حماية قواته الأمنية من الرصاص وقمع الميليشيات”.
“ويمكنهم بالمقابل أن يوفروا للكاظمي درعا سياسيا ضد القوى التي تقف وراء المليشيات، أو تدين لهم بالفضل، ممن هم مصممون على الحفاظ على النظام الحالي لتوزيع السلطة على أسس طائفية”، حسب الكاتب.
ومن المرجح، وفقا للمقال، أن يسهم الدعم القوي من المحتجين في منح الكاظمي ما يكفي من الشرعية لدفع أجندته قبل الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.
لكن مع ذلك، على الكاظمي أن يكسب هذا الدعم من خلال الإيفاء بوعوده المتعلقة بالتحقيق في مقتل المتظاهرين ومعاقبة الجناة ودفع تعويضات للضحايا وتوفير الحماية لساحات الاحتجاج، يضيف الكاتب.
ويشير إلى أن الكاظمي سيحتاج أيضا إلى إقناع المحتجين بمنحه المزيد من الوقت لتطهير الحكومة العراقية من الفساد وإحياء الاقتصاد وخلق فرص العمل.
بالمقابل يرى الكاتب أن المحتجين أيضا بحاجة إلى الاقتناع بأن الكاظمي ليس خاضعا لأي قوى أجنبية، خاصة وأنهم متشككون في النفوذ الأميركي ومعادون للتدخل الإيراني في الشؤون العراقية.
يختتم الكاتب بالتأكيد على أن الولايات المتحدة يمكنها المساعدة في ذلك كله من خلال تخفيف مطالبها لرئيس الوزراء، والتخفيف من التهديد بإغلاق سفارتها في بغداد.
ويتابع “يجب أن تدرك واشنطن أن السفارة والمصالح الأميركية بشكل عام، ستتم حمايتها بشكل أفضل من قبل رئيس وزراء يعمل مع المحتجين”.
وألمحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنها قد تغلق بعثتها الدبلوماسية في بغداد إن لم تتخذ إجراءات للسيطرة على العناصر المسلحة المارقة المسؤولة عن وابل من الهجمات مؤخرا استهدف مصالح الولايات المتحدة وغيرها في العراق، وفقا لما قاله مسؤولون عراقيون وأميركيون، الاثنين الماضي.
وأعرب سفراء 25 دولة عربية وغربية، الأربعاء، عن قلقهم من ارتفاع أعداد وتطور الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية في العراق، بالتزامن مع أنباء تحدثت عن عزم هذه الدول اغلاق بعثاتها العاملة في بغداد كإجراء احترازي.
ومنذ أكتوبر الماضي وحتى نهاية يوليو، استهدف 39 هجوما بصواريخ مصالح أميركية في العراق. ويرى المسؤولون العسكريون الأميركيون أن المجموعات المسلحة الموالية لإيران باتت تشكل خطرا أكبر من تنظيم داعش الذين سيطروا في مرحلة معينة على نحو ثلث مساحة العراق.
وأحيى آلاف العراقيين، الخميس، ذكرى “تظاهرات أكتوبر” التي تصادف الأول من الشهر الجاري عندما توافدوا على ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، وباقي ساحات الاحتجاج في جنوب البلاد.