زوعا أورغ – القوش
زار الرفيق يعقوب كوركيس، السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية، يرافقه عدد من أعضاء قيادة الحركة، سوق القوش القديم (ܫܘܼܩܐ ܥܲܬܝܼܩܵܐ)، للاطلاع على مراحل أعمال البناء والترميم الجارية فيه، والتي تهدف إلى إعادة هذا الموقع التاريخي إلى مكانته بوصفه معلمًا تراثيًا وسياحيًا يعكس عمق القوش الحضاري ودورها المجتمعي المتميز عبر العصور.
وقد ساهمت في المشروع مجموعة من المنظمات الداعمة، وفي مقدمتها الجمعية الخيرية الآشورية ومؤسسة شلاما، إلى جانب مؤسسات وشخصيات قومية عدة من أبناء شعبنا، تأكيدًا لروح التعاون والمسؤولية المشتركة تجاه صون إرثنا القومي.
يقع السوق في قلب البلدة القديمة، ممتدًا عبر أزقة حجريّة ضيقة ومحال تراثية متلاصقة تحافظ على الطابع المعماري الأصيل الذي يميز القوش. وعلى مر التاريخ، شكّل هذا السوق مركزًا نابضًا للحياة التجارية والاجتماعية، وملتقى للتجار والزائرين من مختلف القرى شمالًا وجنوبًا، مما جعله شاهدًا حيًا على تاريخ البلدة وموروثها الاجتماعي والثقافي.
وفي السنوات الأخيرة، انطلقت مبادرة شبابية تطوعية لإعادة ترميم السوق وفق نمطه التراثي القديم، بدعم من الكنيسة، وبرعاية خاصة من مثلّث الرحمات المطران مار بولس ثابت حبيب، إيمانًا بأهمية إحياء الدور التاريخي للسوق وحماية الهوية العمرانية والثقافية للقوش. وقد أثمرت هذه المبادرة تنظيم مهرجانات “سوق القوش القديم” على مدى ثلاث سنوات، ما أعاد تسليط الضوء على أهمية المشروع وشجع منظمات شعبنا على تقديم الدعم المالي دون تردد.
لقد كان سوق القوش القديم عبر الزمن مركزًا للحراك التجاري والاجتماعي تصل خيوطه الى هكاري واورمي وبقية بقاع ابناء شعبنا في سهل نينوى وجنوبها وشرقها وغربها وشمالها، وميدانًا لتفاعل أبناء البلدة مع محيطهم، وهو اليوم يعاد ترميمه بعزيمة أبناء القوش ودعم مؤسسات شعبنا ليبقى رمزًا راسخًا لحضارتنا وامتدادنا التاريخي.
ولا تزال أعمال الترميم مستمرة لتأهيل ما تبقى منه، ليعود معلمًا بارزًا ووجهة يقصدها الزائرون والمهتمون بالتراث والهوية القومية.
وقد جاءت الزيارة تأكيدًا لرسالة الحركة الديمقراطية الآشورية في صون التراث، وتعزيز الوعي القومي، وحماية الوجود الأصيل لشعبنا في أرض الآباء والأجداد.









