زوعا اورغ/ وكالات
لليوم الثالث على التوالي، تواصلت ردود الفعل الرافضة لاستفتاء اقليم كردستان ونتائجه، مؤكدة وقوفها مع العراق الواحد المنتصر.فقد أعرب البيت الابيض عن أمله بعراق موحد يهزم تنظيم “داعش”.وذكر البيت الأبيض في بيان مقتضب، “نأمل بعراق موحد يهزم داعش”.كما قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان لها: ان “الولايات المتحدة تعرضت لخيبة أمل عميقة جراء اتخاذ حكومة الإقليم قرارا بإجراء الاستفتاء على الاستقلال أحادي الجانب، وإشراك المناطق المتنازع عليها فيه”.واكدت ان “هذا الاستفتاء غير الملزم، ولن يؤثر في علاقات الولايات المتحدة التاريخية بالشعب الكردي الموجود بالإقليم”. واستدركت قائلة: “هذه الخطوة ستزيد من الصعوبة وعدم الاستقرار للإقليم وشعبه”، مضيفا “علاقات إدارة الإقليم بجيرانه وبالحكومة المركزية، لا شك ستتأثر بسبب الاستفتاء”. وأشارت الى “استمرار الحرب ضد داعش الإرهابي، معربة عن أملها في ألا تستغل “الجماعات المتطرفة” هذه العملية، في إشارة إلى الاستفتاء. كما جددت المسؤولة الأميركية دعم بلادها لـ “عراق موحد وفدرالي وديمقراطي ومزدهر وستواصل بحثها عن فرص تساعد العراقيين من خلالها على تحقيق تطلعاتهم ضمن اطار الدستور”. بدوره، اعلن وزير خارجيَّة اسبانيا ألفونسو داستيس خلال لقائه وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، على هامش اجتماعات الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة الدورة الـ72 في نيويورك، معارضة بلاده لاستفتاء اقليم كردستان. واكد وزير خارجية اسبانيا “دعم بلاده للعراق، ووقوفها الى جانب سيادته، ووحدة أراضيه”، مبينا “نحن بالضد من استفتاء إقليم كردستان”. اما في اسطنبول، فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس الثلاثاء، ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ستعترف باستفتاء انفصال إقليم كردستان . وأشار أردوغان إلى أن تل أبيب لن تتمكن من مساعدة الإقليم في حال فرضت الدول المجاورة حصارا عليه. وهدد الرئيس التركي بوقف نقل النفط من كردستان على خلفية الاستفتاء على الاستقلال. وذكر ان “استفتاء الاقليم إشعال لفتيل صراع جديد في المنطقة، وغير مشروع ولا نعترف به ، كما سيشعر الأكراد في العراق بالجوع عندما تتوقف الشاحنات عن دخول شمال العراق”. واضاف “عندما نبدأ بفرض عقوباتنا على إدارة الإقليم، لن يبقى بأيديهم أية مصادر للدخل”، مبينا ان “ادارة الإقليم أصرت على إجراء استفتاء الانفصال رغم كل تحذيراتنا، فالاستفتاء بالأساس باطل وفقاً للدستور العراقي الحالي، ولم يلقَ دعماً من أي بلد أو منظمة دولية، ماعدا إسرائيل. وفي القاهرة، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أسفه لإصرارالأخوة الأكراد على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها على الرغم من المساعي العربية والدولية المكثفة التي بذلت للحيلولة دون اجرائه تفاديا لتفاقم الوضع”. وقال بيان صادر من الجامعة العربية امس الثلاثاء حصلت “الصباح” على نسخة منه، ان “الأمين العام يؤكد بأنه “لا يزال من الممكن احتواء تداعيات هذا الإجراء إذا ما اتسمت خطوات جميع الأطراف المعنية بالقدر اللازم من الحكمة والمسؤولية والتصرف في إطار مقومات الدولة العراقية”. كذلك، أعربت جمهورية مصر العربية عن قلقها البالغ بشأن التداعيات السلبية المحتملة لاستفتاء كردستان. وشددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية امس الثلاثاء على “أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة، فضلا عن تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، والتي لم تكن لتنجح إلا بفضل التلاحم والترابط بين أبناء العراق الواحد”. وأكد البيان “أهمية الدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل إلى تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل”، مشددا على “تمسك مصر بوحدة العراق وسلامته الإقليمية، وبما يحفظ مقدرات الشعب العراقي بكافة أطيافه”. في غضون ذلك، اكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله ان موقف دولة الكويت دائما مع العراق الموحد باستقلاله وسيادته وأمنه واستقراره. وقال الجارالله في تصريح للصحفيين: “نتمنى ألا يؤثر الاستفتاء في المنطقة وأن نرى العراق موحدا”.وأضاف “نتمنى ألا يؤثر هذا الاستفتاء في جهود العراق وفي ما يقوم به من عمل جبار في تحرير أراضيه من براثن الإرهاب وما يسمى تنظيم داعش”. وردا على سؤال بشأن وجود تنسيق إقليمي مع دول المنطقة بهذا الشأن أجاب الجار الله بالقول:”هناك تنسيق ومحاولات وسعي متواصل لتهدئة الأوضاع ونتمنى ألا تكون هناك تداعيات سلبية لهذا الاستفتاء”.وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية كمال حسن علي أكد ان استفتاء إقليم كردستان “وبال” على المنطقة. وفي طهران، اعتبر نائب رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الاسلامي كمال دهقان ان اجراء الاستفتاء في كردستان العراق “يتعارض مع القوانين الدولية”. واشار دهقان في تصريحات له الى “عدم شرعية الاستفتاء في كردستان العراق”، وقال: ان “هذا الاستفتاء ليس يتعارض مع الدستور العراقي فحسب، بل يتعارض بشكل سافر مع القوانين الدولية”. واكد ان “الحكومة العراقية ووحدة الاراضي العراقية معترف بها من قبل العالم”، مبينا ان “اجراء اي استفتاء يجب ان يكون بموافقة الحكومة المركزية العراقية”. ولفت الى ان “الحكومة المركزية العراقية ادانت بحزم اجراء الاستفتاء في كردستان، وعلى هذا الاساس فان اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان يعد غير شرعي تماما ويفتقر إلى الاعتراف الدولي”. وحذر من انه “اذا انفصلت المحافظات الكردية في العراق فان المناطق المتاخمة للاقليم مع ايران وتركيا والعراق ستلحق بها تبعات امنية واسعة”. في تلك الاثناء، أعربت دولة قطر امس الثلاثاء، عن “قلقها الشديد” حول الاستفتاء. جاء ذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية على لسان مصدر بوزارة الخارجية حيث قال: “ان الاستفتاء الذي جرى في إقليم كردستان العراق بدون التوافق عليه بين الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان العراق، يجب الا يؤدي إلى مزيد من التداعيات السلبية وتفاقم الخلاف والفرقة بين الشعب العراقي في الوقت الذي يجب أن ينصب فيه التركيز على تحقيق أمن واستقرار ووحدة العراق والقضاء على الإرهاب”. واضاف ان “موقف دولة قطر ثابت بشأن أهمية وضرورة الحفاظ على وحدة العراق شعباً وأرضاً، وأن تهديد هذه الوحدة سوف يشكل خطراً على المنطقة بأسرها”. وشدد المصدر على “دعوة دولة قطر الطرفين للحوار البناء ومعالجة كافة مسائل الخلاف بينهما بما يحفظ وحدة العراق وتحقيق أمن واستقرار المنطقة”. في غضون ذلك، دعا المجلس الاعلى الاسلامي الى اعادة كركوك وباقي المناطق التي سيطرت عليها قوات الاقليم.