1. Home
  2. /
  3. اخبار الحركة
  4. /
  5. المكتب السياسي
  6. /
  7. بمناسبة حادثة التعدي على...

بمناسبة حادثة التعدي على مقبرة أرموطة…’من بين شواهد القبور يتجلّى وجه الحقيقة… قراءة في جريمة مقبرة أرموطا.’

زوعا اورغ/ خاص

إن ما شهدته مقبرة قرية أرموطة المسيحية من اعتداءٍ جديد، يعيد إلى الواجهة جملة الأسئلة الجوهرية التي لطالما طرحتها الحركة الديمقراطية الآشورية حول حقيقة التعايش والتآخي في إقليم كردستان العراق ، وحول مدى التزام السلطة بصيانة الحقوق القومية والدينية لمكوّنات المجتمع، وفي مقدمتها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.

فكل ما يُسوّق من بهرجة إعلامية وشعارات متكررة عن التعايش والتآخي، سرعان ما ينهار أمام معول الكراهية القومية والدينية المتفشية بين بعض فئات المجتمع في الإقليم، وهي كراهية لم تنشأ فجأة، بل رعتها سياسات خاطئة تغافلت عن جذورها العميقة، وحاولت تجميل الواقع بصور مصطنعة لا تعكس الحقيقة.

لقد حذرنا في مناسبات سابقة، وبعد تكرار الاعتداءات على مقابر المسيحيين في مناطق عدة من الإقليم، إلى جانب تكرار خطابات الازدراء الديني من بعض المنابر، من وجود خلل بنيوي خطير لا يمكن تجاهله أو التغطية عليه. فهذه الحوادث ليست طارئة ولا فردية، ولم يحدث أن جرى التعامل معها بجدية أو محاسبة حقيقية، بل تكررت دون رادع، وكأن حقوقنا ومقدساتنا مباحة لكل من يحمل الحقد أو الجهل في قلبه.

ومن هنا، يبرز السؤال الذي لا بد أن يُطرح:

هل التعايش والتآخي اللذان تتغنى بهما السلطة واقعٌ نعيشه، أم مجرد مشاهد إعلامية ولقاءات بروتوكولية تُستبدل فيها الحقوق القومية بولائم ومجاملات زائلة؟

او تغطى بموائد الأصوات التي تصنع شهود الزور؟

إن هذا النهج يصنع طبقة زائفة تُغطّي على حقيقةٍ مُرّة، ولا تبني مجتمعاً آمناً أو متآخياً.

إن التعايش الحقيقي لا يُشترى ولا يُفرض، بل يُصنَع بسياسات عادلة ومتوازنة، تبدأ من مناهج تعليمية معاصرة تقدّم صورة صادقة عن المكونات المختلفة، وعن تاريخها وتراثها ونضالاتها، وتمنحها المكانة التي تستحقها في بنية الوطن الثقافية والسياسية. كما يُصنَع من خلال سيادة القانون على الجميع دون استثناء، لا أن تكون السياسة المتّبعة (بانەک ودوو هەوا) رحيمة على طرف وشديدة العقاب على آخر.

والتعايش الحقيقي كذلك، هو أن لا تكون قرى وأراضي شعبنا عرضةً للاستيلاء والتجاوز من قبل متنفذين أو مدعومين من السلطة، وهو ما لا يزال يحصل منذ سنوات طويلة، رغم المطالبات المتكررة بإيقافه. وهذه التجاوزات، إلى جانب الاعتداءات على المقابر والكنائس والممتلكات، تكشف حجم التحدي الذي يواجهه شعبنا في الحفاظ على ما تبقى من وجوده وحقوقه.

وحين تغيب الشراكة القومية والسياسية، يصبح كل حديث عن التآخي مجرد ترفٍ سياسي لا يمت إلى الواقع بصلة، لأن التآخي الحقيقي لا يكون بغياب العدالة والمساواة، ولا في ظل تغييب الإرادة القومية للمكونات الأصيلة في الإقليم.

ومن هذا المنطلق، نؤكد أن حادثة التعدي على مقبرة أرموطة ليست حادثاً منفصلاً، بل هي نتيجة طبيعية لمسار طويل من التغاضي والإهمال وغياب المحاسبة، وجرس إنذار جديد يطرق أبواب السلطة — التي تدير الإقليم منذ أربعة وثلاثين عاماً — ليذكّرها بأن الخلل يتعمّق، وأن معالجته تتطلب إرادة سياسية حقيقية، لا بيانات إنشائية ووعوداً فارغة.

وختاماً، نقولها بوضوح:

إن لم تكونوا متواطئين… فمتى تستفيقون؟.

مكتب الإعلام المركزي

الحركة الديمقراطية الآشورية

5 كانون الأول 2025

zowaa.org

menu_en