زوعا اورغ/ بغداد
بيان بمناسبة يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري
إذ تمر البلاد والمنطقة بأوضاع غير مستقرة ومقلقة، يستقبل شعبنا في السابع من اب الذكرى الخامسة والثمانون لمذبحة سميل عام 1933 التي راح ضحيتها أكثر من أربعة ألاف ضحية من النساء والشيوخ والأطفال العزل ونزوح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من مناطقهم وبالتالي تطهير عرقي في مناطق شاسعة بمحافظة دهوك شملت خمسة وستون قرية أمنة.
نستقبل هذه الذكرى الأليمة التي كانت لطخة عار في جبين حكام العراق في حينه، حيث يتعرض أبناء الوطن الأصلاء إلى الجينوسايد وبدم بارد، ليجعلوا منها مبرراً لترسيخ وتمديد فترة الاستعمار على البلاد لتلزمه وتكبله باتفاقيات وتوافقات غير متكافئة.
وما أشبه اليوم بالأمس، بدءاً من (سيفو) إبان الحرب الأولى وما قبلها ومرورا بسميل 1933 وصورية وسيدة النجاة ثم الكارثة التي حصلت بشعبنا في الموصل – سهل نينوى، حيث تتزامن الذكرى الخامسة والثمانون لمذابح سميل والذكرى الرابعة للكارثة التي حلت بالعراق اثر سيطرة داعش على بلدات ومساحات شاسعة من البلاد وفي مقدمتها مناطق الموصل وسهل نينوى وسنجار، وما تعرض له أهلنا في سهل نينوى والموصل من التطهير العرقي والتهجير ألقسري وقتل واختطاف وسبي المئات إلى جانب الكارثة التي حلت بالمكون الايزيدي في سنجار وضواحيها والتي راح ضحيتها الآلاف من الضحايا في المذابح الجماعية والسبي والتهجير ودمار ممتلكاتهم وعقاراتهم ومصالحهم وما عانوه في النزوح لأكثر من ثلاثة أعوام، حيث لا يزال عشرات الآلاف يعانون الأمرين في مخيمات النزوح البائسة في غياب أو شحة الرعاية الإنسانية، وما أصاب معظم شرائح المجتمع العراقي.
ورغم الانتصارات العسكرية التي تحققت بتحرير البلدات والمناطق من سيطرة داعش عسكريا، إلا إن نهجها ومخلفاتها لازالت متعشعشة ومتربصة وبحاجة إلى استئصال ومعالجة جذرية لئلا تتكرر المأساة ثانية. لان التسميات والتوقيتات تتغير إلا إن المنهجية والعقول المريضة التي ارتكبت جرائم مجازر سيفو وسميل وصورية وسيدة النجاة وسهل نينوى وسنجار وغيرها هي ذاتها ستبرز وتتكرر الجرائم ضد الإنسانية بمسميات وتوقيتات مختلفة إذا لم تعالج جذريا ويتم تطهير المجتمع من هذه المنهجيات والعقليات وذلك عبر ترسيخ ثقافة قبول الأخر والعيش المشترك كشركاء في الوطن بعيداً عن ثقافات الإقصاء والاستعلاء والعنصرية والتطرف والتشدد والاستحواذ ومصادرة الإرادة الحرة للمكون الأصغر كما حصل في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي جرت مؤخراً ، وسيتكرر المشهد في انتخابات برلمان الاقليم ايضا اذا لم يتم تعديل القانون بما يضمن حرية ارادة الناخب من ابناء المكون .
واليوم رغم مرور أكثر من ثمانية عقود ونيف على جريمة مذابح سميل التي كانت بمثابة جرائم ضد الإنسانية إلا أنها كانت ولا زالت منسية في ذاكرة الحكومات العراقية المتعاقبة، عليه نطالب الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا والإقرار والاعتراف بالمذبحة كونها جرائم ضد الإنسانية، وتعويض ذوي الضحايا ماديا ومعنويا وتوفير ظروف استعادة وتأهيل قراهم وأراضيهم.
وفي ذات الوقت نطالب الحكومة الاتحادية بالإسراع في توفير المناخات لعودة نازحي الموصل واستكمال عودة نازحي وسهل نينوى وسنجار وبقية المناطق من خلال الإسراع بإعادة الأعمار للمساكن والبنى التحتية وتعويض النازحين عن ما خسروه من عقارات وممتلكات ومعدات وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لهم.
وبهذه المناسبة نحيي الذكرى الأليمة لشهداء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري ونعاهدهم وشعبنا الأبي بأننا على درب الشهداء سائرون مهما غلت التضحيات على طريق تحقيق حقوق وكرامة شعبنا، ونناشد الكتل السياسية المتصدية للعملية السياسية على المستويين الاتحادي وفي الإقليم ضمان شراكتنا الوطنية في كافة مرافق الدولة بعيدا عن الاستئثار بالسلطة وسياسة الهيمنة والإقصاء والتهميش وإستبعاد مناطق سهل نينوى من الصراعات السياسية واستعادة وحدته المجتمعية والادارية بما يحقق امنه واستقراره .
المجد والخلود لشهدائنا الإبرار
الخزي والعار للقتلة الارهابيين أعداء الإنسانية.
المكتب السياسي
الحركة الديمقراطية الأشورية
7 آب 2018