زوعا اورغ/ بهرا – ساناي كادو
رحلة الخلود… فلم روائي طويل للمخرج المغترب الشاب فرانك كلبرت وبمشاركة نخبة من المع نجوم الفن العراقي بكافة مكوناته واطيافه ومجموعة من فناني شعبنا، يوثق الفلم مرحلة مهمة من مراحل نضال شعبنا وقضيته القومية العادلة في فترة التصدي لسياسات النظام القمعي في طمس والغاء هوية شعبنا القومية ووجوده القومي في الوطن ويحاكي فترة الاعتقالات والاعدامات التي طالت عدد من قيادات الحركة الديمقراطية الآشورية في اواسط الثمانينيات من القرن الماضي. حيث يسلط الفلم الضوء على تلك الفترة ومعاناة المعتقلين ومعاناة الشهداء الخالدين (يوسف، يوبرت، يوخنا) الذين اعتلوا اعواد المشانق من اجل ايصال قضية شعب والدفاع عنها، في زمن النظام السابق المظلم التي طالت يده ابناء شعبنا ومنعهم من قول كلمة الحق والحرية.
على هامش انتهاء اعمال تصوير بعض مشاهد الفلم في بغداد في المرحلة الاولى منه، التقت بهرا المخرج الواعد فرانك كلبرت يوخانس القصراني وهو عراقي مغترب من ابناء شعبنا، مواليد 1981عرفة، كركوك. حيث قال: “نحن كشعب اصيل لبلاد ما بين النهرين تعرضنا للكثير من الاضطهادات في تاريخنا المعاصر منذ مذابح سيفو وسميل وصوريا ومرورا بالانفال والى جرائم داعش، خسرنا أراضي وأفراد وكذلك رموز القومية من قادة ورجال الدين. ونحن حالنا حال الشعوب الاخرى نرى ضرورة توثيق تلك المراحل والمآسي والتحديات التي مر بها شعبنا، وان نفتخر برموز شعبنا وشهدائه في تلك الحقب والاحداث والتي كانت لها انعكاسات مباشرة على ما تمر به قضيتنا القومية وايضا لنوثق للأجيال عن كل ما حصل لشعبنا عبر عقود من الزمن والتي هي محطات مضيئة في تاريخنا نفتخر بها، وفي تقديري هو واجب على كل فنان او كاتب ان يقوم بتوثيق التاريخ المعاصر”.
وتابع كلبرت : “ارى من الواجب القيام بذلك وخصوصا اننا قادرون على قيادة طاقم سينمائي محترف، لتوثيق مرحلة مهمة جدا من التاريخ الحديث والقريب منه خصوصا. اذا ما قارنا الامس باليوم سنجد بأننا مازلنا نخوض حرب الوجود اي وجودنا على اراضينا والحفاظ على اسمنا القومي وإرثنا الحضاري، فمازلنا نتعرض الى تلك الاضطهادات من محو الاسم القومي لشعبنا والاستيلاء على اراضينا والتهميش والاقصاء من تمثيلنا في السلطة بشكل أوسع”. وعن الرسالة التي يود المخرج فرانك كلبرت ايصالها قال: “مسألتنا واضحة (حرب الوجود مازالت مستمرة)، قادها بالامس يوسف ويوبرت ويوخنا وبقية الشهداء، واليوم على أعناقنا تلك المسؤولية لنسير على نفس النهج وان نحافظ على المبدأ لذلك اليوم نصنع فلما روائيا سينمائيا طويلا. الفيلم بما يقارب الساعتين، نوعيته من افلام الطريق، وهو فيلم قومي وثوري يحكي عن ظلم النظام البائد للشعب الاشوري وكافة مسمياته الدينية، وكيف كان يحاول محو هويتنا القومية والقضاء على الموروث الثقافي وتحويلنا الى طائفة دينية تتبع قومية اخرى وجعلنا مواطنين من درجة أدنى من الثانية، وهذا مازال مستمر الى اليوم والاساليب مختلفة.
مضيفا : “كان للرفاق يوسف ويوبرت ويوخنا كلمة، نطقت الحق ورفضت التهميش والتغير واسلموا ارواحهم على المشانق ليعلنوا ميلاد قضيتنا، لذلك قررت منذ اكثر من أربعة سنوات ان اجعل كل هذا في فيلم يخلد ذكراهم جمعت المعلومات من عوائلهم ومن شهود عيان الذين كانوا معهم في معتقلات النظام وصنعت منها سيناريو مع بعض المعالجات الدرامية البسيطة فبدأنا بجمع الدعم المادي لتحقيق الحلم وأول من ساهم في انتاج هذا العمل هو الشهيد يوسف نفسه اي عائلته زوجته العزيزة الست جوليت والأستاذ نينب والأخت العزيزة نينا، حيث تبرعوا ماديا وهم مازالوا مستمرين بدعمنا معنويا ايضا، وكذلك السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي الاشوري لولاية إلينوي، والسيد تيقلت ايصابي رئيس رئيس مؤسسة التحالف الاشوري العالمي، وقناة ANB السيد نينوس تيرانيان، وجمعية مار افرام في ألمانيا والنادي الاشوري الرياضي في استراليا والسيد مارتن يومارن من الفدريشن، والمحامي المعروف روبرت دقليتا، مع بعض من رجال الاعمال والبسطاء مِن أبناء امتنا العزيزة، ساهموا جميعا في إنجاز المرحلة الاولى من الفيلم التي تمت بنجاح رغم الصعوبات التي كنّا نتعرض لها، الا ان ايماننا كان قويا جعلنا ان نصبر وان نكمل هذه المرحلة”. واوضح كلبرت انه سيسلط الضوء في الفلم على المبدأ ورسالة الشهداء وفكرهم النضالي وكذلك الأوضاع العامة التي كان يعيشها أبناء شعبنا آنذاك من تبعية وزجهم في الحرب العراقية الإيرانية وتهجيرهم من قراهم وكذلك زراعة الألغام في حقولهم. وعن اهم الاسماء المشاركين في الفلم كشف كلبرت: ان “اهم الأسماء المشاركة في الفيلم هم الفنان القدير سامي قفطان وكريم محسن وحافظ عارف واحمد طعمة التميمي وكاظم القريشي وعلي الغزي وَعَبَد الامير الصغير وغيرهم، اما المشاركين من أبناء شعبنا خصوصا من في المهجر هم الفنان ايبي سركس واوسي جو ووايليت خمو من امريكا وأندريه وزيا البازي من كندا وجوزيف جاجان من السويد مع مجموعة من الفنانين الشباب في الوطن سرجون ربان وستيفان سايمون وايفيل واخرون”.
مضيفا “يعد هذاالفلم اول عمل سينمائي مشترك كما هو اول عمل سينمائي فيه نسبه كبيرة من النجوم، ولقد انتهينا من تصوير المرحلة الاولى في بغداد، شاكرين السيد النائب يونادم كنّا على دعمه اللوجستي والمعنوي والمادي في إنهاء المرحلة الاولى”.
وعن المراحل الباقية للفلم اوضح فرانك: “نحن الان نقوم بالتحضير لتصوير المرحلة الثانية من الفيلم، وسيلتحق بِنَا مجموعة اخرى من الفنانين العراقيين أمثال جبار المشهداني بدور المقبور القاضي عوّاد البندر الذي حكم على الرفاق بالإعدام في محكمة الثورة، وَعَبَد الرزاق محامي الدفاع، وَعَبَد الحليم نعمة في لجنة الاعدامات، وَمازن محمد بدور ضابط عسكري الذي قاد معركة هيزركي التي استشهد فيها الشهيدان الخالدان جميل ، وشيبا.
وعن المعوقات التي واجهت هذا العمل الفني الكبير قال كلبرت : “انا شخصيا متفائل رغم المعوقات والصعوبات، ولدي الثقة بان ستكون هناك مساعدة ودعم مالي من اجل إنجاز هذا العمل واظهار لحقائق ونشر فكر ومبدأ الشهداء”.
وعن تطور السينما وصناعة الافلام لشعبنا تحدث كلبرت : “ليس لدينا سينما حقيقية او افلام نستطيع ان نشارك بها في مهرجانات عالمية، كل ما لدينا هو بعض الأفلام التجارية لا ترتقي بالمستوى الفني، اغلبها كوميدية فالأفلام الروائية الطويلة تحتاج الى دعم مالي، كما اننا نفتقر الى افلام قومية وثورية، فإهمال السينما يعني قتل للواجهة الإعلامية لشعبنا، هدفنا الان هو المشاركة في المهرجانات العالمية التي تقام في لوس انجلوس وفرنسا والخليج والقاهرة”.
وعن الاعمال القادمة للمخرج فرانك كلبرت اوضح قائلا : “لدينا سيناريوهات جاهزة لعدة افلام قومية ووطنية، ولكن قلة الدعم المادي جعل هذه الأفلام لا ترى النور، واحد اهم الأفلام الروائية السينمائية الطويلة جاهز الان من ناحية السيناريو واسم الفيلم سبعة ايام حول نينوى، يتحدث عن دخول داعش الى نينوى وطرد الآشورين المسيحين منها، ولكن للاسف ليس هناك من يدعم هذه المشاريع”.
واختتم المخرج الشاب فرانك كلبرت حديثه بالقول : “أتمنى ان تلتفت الحكومة العراقية الى هذه المشاريع لدعم السينما الاشورية وهذا حق مشروع ان ننهض بالواقع الفني للسينما وهو بكل تاكيد رافد للسينما العراقية ككل”.
نشر اللقاء في العدد 659 من جريدة بهرا