يونادم كنا
نستقبل اليوم في الثالث من شباط الذكرى الاليمة السادسة والثلاثون لاستشاد الرفاق يوسف توما ويوبرت بنيامين ويوخنا ايشو على ايدي جلاوزة النظام الدكتاتوري البائد عام ١٩٨٥ ، دون اية محاكمة عادلة وليس لجريمة اقترفوها وانما لتصديهم ورفضهم ورفاقهم في الحركة الديمقراطية الاشورية لسياسات النظام البائد العنصرية وطغيانه ودمويته بحق ابناءالشعب العراقي بكل انتماءاته ، ودفاعا عن كرامة شعبنا وحقوقه المشروعة ، يوم كان يتعرض لمحو الهويه والصهر القومي والتهميش والاقصاء وهدم قرانا والكنائس والاديرة التاريخية فالتهجير واقتلاع الجذور من مناطقنا التاريخية ، وفي العاشر من شباط تمر علينا الذكرى الاليمة السابعة والثلاثون لاستشهاد الرفاق جميل متي ( صنخو ) وشيبا هامي ( فرنسو ) في منطقة سميل / شيوس في مواجهة ضد مرتزقة النظام الدكتاتوري البائد ، دفاعا عن قضية شعبنا ، وبشهادتهم وعشرات الشهداء من رفاقهم الاخرين ، فانهم نالوا اكليل الشهادة بشرف واباء وعمذوا مسيرة نضالنا القومي الوطني بدمائهم الزكية ، وبهذه المناسبة ننحني اجلالا لارواحهم الطاهرة ونستذكرهم ويستذكرهم شعبنا في الوطن وفي كل اصقاع العالم باعتزاز واجلال لتضحياتهم السخية من اجل حرية وكرامة الشعب والوطن ، ويذكروا الانسانية بجرائم النظام البائد ، ويتذكر العراقيون الشرفاء حقبة الطغاة الملطخة اياديهم بدماء الابرياء من ابناء العراق باللعنات ، حيث كان مصيرهم مزابل التاريخ تلاحقهم وايتامهم لعنات السماء ، لتسببهم في سقوط مئات الالاف من الابرياء في حروبهم العبثية سواءا ضد الجوار او ضد ابناء العراق ، من يوم تسلطهم على رقاب الشعب العراقي مرورا بالحروب العدوانية وسياساتهم الرعناء ، التي قادتهم للحضيض والاقتلاع ، وبالتالي ضعف هيبة الدولة والطائفية والقتل على خلفيات طائفية ومذهبية فالقاعدة وداعش وكوارث التهجير والتطهير العرقي الذي تعرضنا له ، كل ذلك من مخرجات سياساتهم وممارساتهم وجرائمهم ويتحملوا مسؤولية ما آلت اليه اوضاع العراق الكارثية حيث تحالفوا مع داعش لتدمير البلاد والعباد دون وازع من ضمير ، وفي تواز مع ضعف سلطة القانون وتفشي الفساد فغياب التنمية والخدمات والرعاية الاجتماعية والاعمار وتحول البلاد الى ساحة مستباحة وسوق التصريف للجوار وما وراء الجوار ومجتمع مستهلك وغير منتج لاشباع الفاسدين ، واخرها ابتلاء البشرية بوباء كورونا وتداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية ، ورغم كل تلك المحن والمآسي فان الهويات الفرعية لا زالت طاغية ومقدمة على الهوية الوطنية ، والاغلبية تتدافع وتناور لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية او جهوية وباساليب ومنهجيات تفتقد معايير الشفافية والنزاهة والوطنية . عذرا رفاقي الشهداء ، انها صورة قاتمة ولكن الحقيقة يجب ان تقال ولو كانت مرة ، ونضيف ونقول انه بتضحياتكم وبصمود واصرار وتواصل رفاق دربكم تحقق الكثير مما كنا نسعى اليه سوية ، الا انه لا يزال دون مستوى الطموح ونحن على الدرب ماضون رغم التحديات ، وما يؤسف له ان ( الانا) في هذا الزمان مقدمة على المبادئ والمصالح العليا ، بالاضافة الى تأثيرات ثقافة الزمن الماضي لا زالت متعشعشة في عقول البعض ممن بيدهم الحل والعقد ، يقولون ما لا يفعلون ، ولا زالت الهوية الوطنية تترنح امام الهويات الفرعية واقواها هي البوصلة الجيبية ( الفساد) والمصالح الشخصية ، وابناء شعبنا راضخين للتيارات اللاديمقراطية المهيمنة ومتحصنين في قلاعهم خلف ذريعة التسميات او الطائفية ولان اولياء النعمة لا تسرهم وحدتنا ويسعون لفرقتنا ومصادرة ارادة شعبنا بشتى الوسائل ويقولون بانكم مختلفون ، وفي الحقيقة مثلهم كمثل الذي يقتل ويمشي خلف الجنازة .
مع كل ذلك ايها الرفاق الاكرم منا ، فاننا يقينا على دربكم ماضون ولن تثنينا المحاولات البائسة من الاخرين او من الانتهازيين عن مسيرتنا النضالية من اجل حرية وكرامة شعبنا وحقوقنا المشروعة في الوطن مهما غلت التضحيات.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
الخزي والعار للقتلة الاذلاء
يونادم كنا
السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية – زوعا
بغداد ٣ شباط ٢٠٢١