يعكوب ابونا
يذكر البطريرك روفائيل ساكو في كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق وبطاركة الكنيسة الكلدانية منذ التاسيس والى ايامنا “.
في ص159 – 166 البطاركة الذين ساروا بخط سولاقا ، وحسب التسلسل التاريخي لهؤلاء البطاركة كما يلي :,
1-سولاقا البطريرك 1553 -1555 وينتهى بشمعون دنحا 1580 -1600 م ،
2- عبد يشوع الرابع مارون 1555 -1570
3- ابراهيم الرابع 1570 – 1577 ” البطريرك ساكو نقلا من قائمة البطاركة لكرستوف بلومر ص 384 فهو الوحيد الذي يذكره ، ولا وجود لاسمه في القوائم اخرى ، ونحن عرجنا الى ذكره هنا فقط تمشيا مع البطريرك ساكو ، مع التاكيد بعدم وجوده ، فاهماله واردا في السرد التاريخ للبطاركة ، لذا لم ات ِ الى ذكره ضمن تسلسل البطاركة .
4- يهبالاها الرابع 1578 -1580
5- شمعون التاسع دنحا 1580 – 1600 م ..
من وفاة شمعون دنحا 1600 يتوقف البطريرك ساكوعن ذكر اي بطريرك شمعوني اخر بعده ، ولكنه يعيد الحديث عن خط سولاقا بعد تعين الكرسي الرسولي يوسف الاول عبد الاحد ( 1681 – 1696 م )..
بمعنى هناك فترة زمنية اكثر من 80 سنة لم يغطيها ساكو بل توقف عن ذكر اي من البطاركة واي نشاط اوعمل للكنيسة الكاثوليكية الجديدة التي انشائتها روما لسولاقا والتي كان قد اتخذ دياربكر مقرا لها ..
كما نشير الى ان البطريرك ساكو لم ياتي الى ذكر الفترات التي شغر بها الكرسي الباطريركي في خط سولاقا ، في الوقت الذي الواقع يتحدث عن غير ذلك اذ اصبح الكرسي الباطركي شاغرالسنوات طويلة في مرحلة ما قبل شمعون دنحا 1580 -1600 م ..
وكما لاحظنا بان البطريرك ساكو لم يبين اسباب بعدم تغطيته الفترة التي اشرنا اليها اعلاه ، ، ولكن ما ذهب اليه بطرس نصري في كتابه ذخيرة الاذهان ج 2 ص” 187و188 ” قد نجد بعضا مما لم يقوله ساكو بعدم تغطيته تلك الفترة ، يذكرنصري ” ومن اخبار شمعون الثامن انه خلف شمعون دنحا سنة” 1600 م وهو الثاني بهذا الاسم بعد دنحا ولبث حافظا وديعة الايمان الصحيح كما تسلمها من سلفائه ، ساعده الاب توما النوفاري رئيس المرسلين في حلب ونفذ الى رومية على يده صورة ايمانه التي كتبها في قوجانس في 28 تموز من سنة 1619 ، ويخبر فيها البابا بولس الخامس انه قاصد السفر الى رومية ، لا يظهر انه اتم قصده ، ومما تركه لنا العلامة سنروزا في فاتحته على اعتقادات الكلدان يستدل ان بطريركية الكلدان التي اسسها سولاقا وازدهرت بسعي خلفائه عبد يشوع ويابالاها وشمعون دنحا اخذت في الخمول والضعف في عهد هذا شمعون الثاني بينما كان شان البطريرك البابلية يستفحل ويرتفع في عهد ايليا السابع الكاثوليكي ، ..
( توضيح الكاتب كانت مطرانية بابل واصفهان مطرانية واحدة لاتينيـــــة وهذا مايقوله نصري نفسه ص 189 ،فهنا يناقض نفسه عندما يقول باطريركية بابل ).. وان كان قد اخذها من روما بانها هي اطلقتها فكان هذا خطا منها لانها كانت تجهل جغرافية الكنيسة المشرق ، والا كيف تكون بابل مقرا لبطريركية كنيسة المشرق وهي تابعة للاتين ؟؟
ويضيف ص 188 ، ولا يعلم بتحقيق شئ عن احوال هؤلاء البطاركة الشمعونيين لبعدهم وانزوائهم في جبال كردستان ، وعليه فاثار التاريحية قد اغمضت عند ايراد تفاصيل اخبارهم ، ومع ذلك فقد طفرنا بسلسلتهم وتعيين سني جلوسهم وموتهم اخذا عن المستر وكرام الانكليزي فانه بعد شمعون دنحا الذي سميناه الاول 1580 – 1600 وقد عرفوا بالنسبة اليه بالشمعونيين خلفه شمعون الثاني من 1600 – 1639 والثالث 1639 – 1653 والرابع 1653 – 1692 واالخامس المعروف بدنحا ايضا 1692 -1700 ، والسادس المسمى سليمان 1700-1740 والسابع المسمى ميخائيل موختيس 1740 – 1780 والثامن وهو يونان 1780- 1830 والتاسع المسمى ابراهام 1820 -1861 والعاشر وهو روبين 1861 – 1903 والحادي عشر المسمى بنيامين وهو الحالي الذي جلس سنة 1903 ” انتهى الاقباس
ونضيف على ذلك نقلا عن كتاب البطريرك ساكو اعلاه ، الذي عنده يختلف تسلسل قائمة البطاركة الشمعونين عما اورده نصري ، فهو يبدأ من شمعون دنحا 1580 – 1600 يعتبر التاسع ، وشمعون الثاني عند نصري ، عند ساكو هو العاشر ، وهكذا حتى يصل الى البطريرك الشهيد شمعون بنيامين بانه شمعون التاسع عشر 1903 – 1918 ، وشمعون العشرون بولس 1918 – 1920 وهو شقيق بنيامين ، وشمعون الحادي والعشرون ايشاي 1920 -1975 وهو ابن اخ بولس ، ”
وبوفاة شمعون أيشاي انتهت الوراثة البطريؤكية ” .. فجاء بالانتخاب دنحا 1976 – 2015 ولقب بالرابع ، وبعده كان كوركيس الثالث صليوا 2015 ، وتقاعد لاسباب صحية ، وبعده انتخب ماراوا روئيل الثالث في 8ايلول 2021 ….
قد يكون السبب بعدم معرفة شؤون واخبار بطاركة الشمعونيين خاصة الاوائل منهم بعدهم وانزوائهم في مناطق الجبال ..وقد يكون لدى البطريرك ساكو سببا اخرى بعدم تغطية تلك الفترة ؟. ومع ذلك نصري توصل الى ايراد قسما او بعضا من المعلومات عنهم ، وكان مهما هذا فشكل حلقة ارتباط بينهم وبين خلفائهم ، وتتبع مرحلة تاريخية من تاريخ كنيسة المشرق ..
ويذكر الاب البير ابونا في ص 149 جزء 3 ،” حينما نقل شمعون دنخا 1580-1600 مقر كرسيه البطريركي الى سلامس ، مارس كلـــدان دياربكر ضغطا شديدا على الجائليق النسطوري الساكن في دير الربان هرمز/ القوش ، وهو ايليا السادس برماما ، وكان الزائر الرسولي ليونارد هابيل قد التقى مطران دياربكر في حلب سنة 1585 وجه تحريضا الى بطريرك ايليا السادس يدعوه فيه الى الاتحاد بروما ، وقد مارس هذا التحريض اثره في البطريرك الذي ابدى رغبة حسنة، وارسل الى البابا صورة ايمانه سنه 1586 مع الكاهن عبد المسيح ، وماتزال النسخة من هذا القرار وهي تحمل الختم البطريركي محفوظه في الفاتيكان العربي المرقم 141 ، ص1-14 ، الا ان البابا سكستس الخامس رفض هذا القرار.لكونه يحمل صبغة نسطورية .؟
ويذكر المطران ايليا ابونا ص 55 من كتابه بان هذا البطريرك كان نشطا وغيورا على شعبه وكنيسة ، وقف بوجه البطريرك الجديد ( يقصد بطريرك خط سولاقا ) ومساعيه في الخطف من قطيعه بالغدر والخديعة او بالقوه والاكراه ، وبالرغم من انه كتب مرات عديدة الى روما كالذين سبقوه الا انه لم يتزعزع عن ايمانه قيد شعره واحدة طوال عمره .
وبناء لطلب مؤمنيين ملبار ارسل لهم المطران مار شمعون سنة1577 وقد سعى هذا كثيرا في الحفاظ على تعاليم الكنيسة القديمة وتقاليدها الاصلية في الهند وملبار وحاربه هناك اللاتين وقاسى منهم الكثير من المضايقات الا انه خرج منتصرا لجلده وصبره العجيبين ” انتهى الاقتباس .
ويذكر نصري ص 150 من كتابه انف الذكر ، ” وكان السبب الذي حمل ايليا البطريرك على انفاذ شمعون مطرانا اخر الى الملبار الى كرسيه بعد ان جدد رسامته فلما وصل ابراهام الى غوا مزودا بالبراءة البابوية اقتبل في مجمع غوا عقده اللاتين سنة 1577 بعض التبديلات الطقسية مما لم يكن منافيا للايمان والاداب ومطاوعة لخاطر مطران غوا ، فاستشاط الملباريون عليه غيضا وطالبوا من ايليا بطريركهم مطرانا اخر مكانه فانفذ اليهم شمعون المار ذكره ” انتهى الاقتباس
خدم البطريرك ايليا السادس 33 سنة ومات سنة 1591 ودفن في دير الربان هرمزد القوش ..
فخلفه البطريرك ايليا السابع 1591 -1617 م وكان هذا البطريرك يميل اكثر للكنيسة الجديدة الكاثوليكية اكثر من سلفه ، وقد تحدثنا سابقا عن اسباب هذا الاندفاع ، خبر نقل له غسل البابا لارجل رجيلين من تبت / تتار ، وعند عودتهما قصا على البطريرك ما نالاه من الالتفات وحملا له هدايا الحبر الاعظم وصورة الايمان ليعلمها لقومه ، .
فارسل راهبان هما هرمز واشعنا من دير مار هرمز وخوشابا احد الاشراف من القوش ، فكانت هناك بعض الاسئلة القاها عليهم بولس الخامس ، وكانت لهم اجوبه عليها ، الا ان ذلك لم يقتع روما ولم تاتي بنتيجه لاجراء الاتحاد ،..
الا ان عزم البطريرك لم يفشل فارسل أدم رئيس الدير رهبان هرمزد ووصل روما سنة 1610 مزودا برسالته الى بولس الخامس يوكل ادم على عقد الاتحاد ، وقدم ادم الى بولس الخامس رسالة البطريرك وكان قد الف كتابا في توفيق المعتقد الكاثوليكي مع المعتقد النسطوري ، وحاول ان يبين ان الاختلاف انما هو متوقف على اللفظ دون المعنى ، وملخص رسالة البطريرك ايليا السابع الى بولس الخامس فهو
اولا يعترف برئاسة الكنيسة الرومانية
وثانيا يشتكي من اللاتين في المشرق يعاملون شعبه بمثابة هراطقة ولا سيما في اورشليم ،
وثالثا يقول انه فوض ادارة جماعته الروحية في اورشليم الى الاباء الفرنسيسيين ،
ويتضح من رسالة ايليا السابع التي ارسلها بيد ادم الى بولس الخامس ، كان كل مايقصده هو ان الفرق في الايمان بين المشارقة والكنيسة الرومانية ليس جوهريا وصوريا بل عرضيا وماديا وقائما في اختلاف التعبير بالمعنى الواحد وفي الامور الطقسية ولذلك استنتج امانته بالكتاب الذي الفه ادم في توفيق معتقد النساطرة مع الكنيسة الرومانية ، الا انه يلتمس من الحبر الاعظم ان يصلح ما يجده مغايرا لصحة الايمان قائلا ” نبه نفعل علم نطع ” . انتهى الاقتباس .
فكان جواب بولس الخامس بعد عرض هذه الرسالة اجاب الحبر الروماني الى ايليا السابع في 8 نيسان سنة 1614 انه يشعر بمفعولين مختلفين اي بسرور وتاسف ، بسرور الاستعداد الى قبول الحق ، وبتاسف لانه في امانته لم يشاهد المعتقد الصحيح ، فاقام ادم في رومية اربع سنين لدراسة وتعليم المعتقد الكاثوليكي فصنف كتابا جديدا مبينا الفرق ما بين العقيدة النسطورية ، والايمان الكاثوليكي ،خلافا لما فعله في كتابه الاول في خصوص التجسد ،
فكانت الرسالة الثانية لبولس الخامس بان يحرض ايليا ان يعترف هوواساقفته واقليروس وطائفته بصورة الايمان التي بعثها له اذا اراد ان يكونّ عقد الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية ، وانفذ معه بعض الهدايا وخاصة قطعة من عود الصليب الحي في صليب من ذهب مرصع بحجارة كريمة ، .
واما ادم فبعد رجوعه من رومية قدم الكتاب الذي الفه الى ايليا وحثه ليعقد مجمعا للنظر في حقائق الايمان ، استدعى البطريرك ايليا الاب توما النوفاري رئيس المرسلين في حلب برسالة مؤرخة سنة 1615 وكتب رسالة الى بولس الخامس طالبا منه ان يامر توما ليحضر عاجلا الى امد ليلتئم المجمع ، فلبي الحبرالاعظم طلبه ونصب توما المذكور قاصدا رسوليا ..
وفتح المجمع في 1 اذار من سنة 1616 بحضور اباء الطائفة وكان اجتماعهم في كنيسة مار فيثون في امد ، وكافأ البطريرك ادم فاسامه مطرانا على اورشليم ، .
استمر المجمع متصلا من 1 اذر الى 8 نيسان ، وفي اول جلسة قرئت رسالة البابا والمسطرات المجمعية وكانوا يوميا يجتمعون للبحث والمذاكرة في احدى القضايا الواقع عليها الجدال ، ونفذوا صورة الايمان ممضاة من ايليا والاساقفة .واخبروا فيها الحبر الاعظم انهم سلموا زمام الامور في اورشليم الى مطرانها طيماثوس قائلين ” كلما يفعله يكون مقبولا لدينا جميعا ، لان كل خير تريدون ان تفعلوه معنا نروم ان يفعل في اورشليم ، وان تنبهوا اخوتكم ثمّ بان يضاعفوا محبتهم نحو بني طائفتنا كما نحن ايضا نحبهم ، ..
كما ارسلوا ثانية ادم ” طيمثاوس مطران امد وارشليم ” الى رومية بعد اختتام المجمع ليقدم الى الكرسي الرسولي اعمال هذا المجمع ، ولبث في رومية ست سنوات وحمل الى بطريركه هدايا نفيسه ، وبعد عودته فوض اليه تدبير ابرشتي نصيبين وماردين ، وتوفي سنة 1623 بالوباء الذي انتشر في المشرق من الموصل الى اورشليم . ..
وفي ص 185 يذكر نصري في كتابه انف الذكر ” فاجاب بولس الخامس ايليا ومطارنته في تموز سنة 1617 يهنئهم على رسامة ادم الارخذياقون مطرانا وعلى عقد المجمع الامدي ويثني على تعلقهم بالكرسي الرسولي ثم يبدي لهم بعض الملاحظات على رسالتهم المجمعية الموسومة بعدد 43 وخاصة على سوء استعمال النساطرة لكلمة الاقنوم في المسيح خلافا للايمان الكاثوليكي ، وانفذ لهم صورة الايمان في الكلدانية مع النص اللاتيني ، على يد توما قاصده ليمضيها ايليا واساقفته واردف قائلا ” اذا استتب الاتحاد نقدم لكم بكل طيبة وخاطر وسرور كل نوع من خدم المحبة والمؤدة وتنالون بسهولة اعظم المصلى الذي ترونه في كنيسة قبر فادينا المقدس وتزاح الصعوبات التي يتاذئ بسببها في الهند رجال طائفتكم ،
( ملاحظة الكاتب ، نلاحظ بان البابا يغري البطريرك بالهديا ويوعده بان تزاح كل الصعوبات التي يتاذئ بسببها المؤمنين ابناء كنيسة المشرق ؟ ماذا يعنى هذا ؟ الا يعنى بان روما كانت متقصده ومتعمده بايذاء انباء كنيسة المشرق في الهند وغيرها لاجبارهم على الرضوخ لطلبات روما باعلان قبول الاتحاد معها ) ؟؟
ويضيف ثم انفذ بابا رسائل اخرى ، في ذلك التاريخ الاولى الى جبرائيل مطران حصن كيفا يشكره على قصيدته ، والثانية الى مطران ايليا مطران سعرت والثالثة الى طيماثاوس مطران امد واروشليم ، وفيها يعلمهم انه امر توما النوفاري قاصده ان يعود اليهم ليكمل العوز في استتباب الاتحاد الذي بداوا به ، وقد احب ايليا السابع رهبان مار فرنسيس المرسلين حتى انه سلم بيدهم كنيستها كما يتبين من رسالته الى بولس الخامس سنة 1610 ومن رسالته المنفذه في 21 ايار سنة 1615 من قلايته البطريركية الى نائبه القس اسطيفانوس بان لايحزن لتسليمه الكنيسة العائدة لكنيسة المشرق في اورشليم الى يد اللاتين لانه لافرق بننا “..
دبر ايليا السابع كرسيه البطريركي ستا وعشرين سنة ، واستناح في 26 ايار سنة 1617 ودفن في دير الربان هرمزد القوش وتجد على صخرة قبره مكتوبه صورة ايمانه القائل باقنوم المسيج الواحد وطبيعتين وارادتين وفعلين في المسيح ، ..
خلفة ايليا الثامن 1617 – 1660وكان يختلف عن سلفه كما يقول المطران ايليا ابونا ص 59 كان متذبذبا في ايمانه ( الكاثوليكي ) الا انه كان يقظا في كل وقت ، حريصا على كنيسته ، يدير بجد واهتمام كل الامور الروحية والجسدية ، ارسلت صورة ايمانه الى روما ولم تقبل لانها لم تكن نقية صافية في نظر بابا روما ، وفي سنة 1622 وضعت اسس مجمع ” البروبغندا ” وكان ذلك ايام البابا غريغوريوس الخامس عشر ، ووسعه البابا اوربانوس الثامن ، وانشأ فيه معهدا
اكليريكيا لمشارقة بكل طوائفهم ، وعن السمعاني كتب عنه بان ايليا الثامن نفذ صورة ايمانه للمرة الثانية الى البابا اوربانوس الثامن ولم تقبل ايضا ، والبابا ارسل اسقفا لاتينيا ومنحه السلطة لادارة كل الكنايس التي اتحدت مع روما ،
وفي عام 1639 توفى البطريرك شمعون الثاني الذي كان من خط سولاقا والذي كان قد اتخذ كرسيه في خوسراوا ن ودفن في كنيسة مار كوركيس في خسراوا، وجاء بعده شمعون الثالث 1639 وهذا كتب من كنيسة مار جيورجيس التي في خسراوا في 29 حزيران من سنة 1653 الى انوجينس العاشر صورة ايمانه ، يذكر نصري ص 188 ،كانت المناطق الجبلية من بلاد اشور ذات كثافة سكانية ، وكانت من توابع كنيسته تعد ، جولمرك ، بروار ، كارور ، جيلو ، باز ، داسن ، تخوما ، تياري ، سلمس ، وان ، اورمي ، اسناخ ، مركا ، أمد ، وبرودف ، ان فيها نحو اربعين الف عائلة خاضعة في الايمان للسدة الرسولية ” انتهى الاقتباس
ويذكر المطران ايليا ابونا ص 60 و61 من كتابه انف الذكر توفى شمعون الثالث 1653 ودفن في كنيسة خسراوا مسقط راسه ، فاختير بعده شمعون الرابع 1653 – 1692 من مجمع الرعاة الاباء التابعين لهذا الكرسي ، وبعد اعتلائه السدة البطريركية بفترة كتب وانفذ صورة ايمانه الى البابا الكسندر السابع ، كان تعداد مؤمني الكنيسة الجديدة ضئيلا بعكس الاخرين ، فقد كانوا كثيرين واشداء فلما علم هؤلاء بامر الكتابه الى بابا باغتوا البطريرك واخذوه وابعدوه عن كرسية ، وطردوه من مركز البطريركية، فرجاهم وتضرع اليهم واعدا اياهم ومقسما باغلظ الايمان بان لا يعود الى مثل ذلك ثانية ، فاشفقوا عليه وتركوه، وبعد فترة عاد وكتب سرا واعلم االبابا بما فعلوا به من تنكيل واضطهاد وابعاده عن كرسية ، فاجابه البابا ان لا تخف ولا ترهب التجارب القاسية التي تعاني منها فالكنيسة بابناهئها المؤمنين كانت في كل زمان تصارع عتى امواج التجارب القاسية ،” انتهى الاقتباس
واما نصري يذكر في ص 189 من كتابه انف الذكر ، قام شمعون الرابع 1653 -1692 وانفذ سنة 1658 الى البابا اسكندر السابع على يد مجمع انتشار الايمان صورة ايمانه ممضاة منه ومن بعض اساقفته ، فابغه ذلك بعض النساطرة المتنفذون وطردوه من كرسيه ، ويضيف كان البابا اسكندر قد انفذ بلاجيدس دي خامين اسقف نيو قيصرية نائبا على بابـــل واصفهان اللاتينيــــــة اللتين كانتا مقترنتين اوانئذ في ابرشية واحدة ، فكتب الى عباس الثاني ملك ملك الفرس في 10 تموز و19 تشرين الثاني 1661 رسالتين توصية بحقه ، وامر بلاجيدس قاصده الى ان يسعى لدى ملك الفرس باعادة شمعون الى كرسية ، لا بل انه كتب في تلك السنة في 19 ت2 ( توضيح الكاتب يقصد هنا بان البطريرك شمعون الرابع هو نفسه كتب للشاه عباس لان الخطاب مباشر) .
الى هذا الملك يسترحمه في المحاماة عنه ضد اعدائه واعادته الى كرسيه ، وعرف شمعون نفسه بهذا التاريخ عينه وفيها يقول له ان بلاجيدس الاسقف سيعاونه لدى ملك الفرس وسيخاطبه مواجهة بشان صورة الايمان التي يجب ان يعترف بها ويمضيها كما كتب اليه مجمع انتشار الايمان ، ويضيف نصري ، وهذا شمعون انفذ في 20 نيسان 1670 من مدينة اورمي حيث كان قاطنا الى اقليمس العاشر رسالة ترجمت الى اللاتينية وفيها يعرض ايمانه بسر الثالوث وتجسد المسيح في طبيعتين واقنوم واحد وبكون مريم العذراء والدة الله وبانبثاق الروح القدس من الاب والابن ويلتمس ان لا يزاد وينقص شئ في طقسه “.. انتهى الاقتباس
مما تقدم يتضح كما يقول الدكتور هرمز ابونا ص 103 ” ان البطريرك شمعون الرابع خط سولاقا لم يكن متحدا مع روما ، ولو كان كذلك حين انتقل اليه الكرسي البطريركي ، لما قام بعقد اتحاد جديد مع روما بعد اقصاءه من مركزه من قبل المؤمنين ، وهذا يثبت بان سلفه لم يكن قد ادام العلاقة والاتصال مع روما ولم يكن هناك اي اتحاد معها ، وان البابا في محاولة لدعم العناصر المنشقة من كنيسة المشرق نجده يحرض الشاه الايراني عباس لكي يفرض شمعون باطريركا لكنيسة والمؤمنين على خلاف ارادتهم ، وكان الوسيط لمارشمعون لدى الشاه الايراني المبشر المدعو بلاجيدس المشاراليه ” انفا .. انتهى الاقتباس .
وعن المنجد في الاعلام 332 والرسالة مؤرخة 9 تشرين الثاني 1661 البطاركة الشمعونيون مجلة النجم ط 1929 / 310 ” كتب البابا رسالة الى الملك الصفوي عباس الثاني شاه ايران ” 1633 -1666 ” طالبا الاهتمام بامر البطريرك واعادته الى كرسية وظل البطريرك طوال سنى حياته يعاني التعسف والاضطهاد الى ان توفي سنة 1692 م ، ودفن في مدينته ، وبعده فرغ كرسي اورمية لان خلفاءه البطاركة انتقلوا الى قوجانس كما سيرد ذكره لاحقا ..
” ملاحظة يقصد بان فراغ كرسي اورمية من البطاركة الكاثوليك اتباع خط سولاقا “.
في الوقت الذي يذهب وكرام الانكليزي بان يعتبر شمعون ( السابع ) دنخا الاول في سلالة البطاركة الشمعونين وبعده جاء شمعون الثاني ( الذي هو الثامن ) 1600- 1639 وبعده شمعون الثالث ( التاسع ) 1639 – 1653 ، وشمعون الرابع ( العاشر ) 1653 – 1692 ، ، انتهى الاقتباس
ويذكرنصري ص190 من كتابه انف الذكر ” ولم يثبت هؤلاء الشمعونيون في المعتقد الكاثوليكي االذي به سولاقا زعيم بطريركتهم بل نزعوا الى النسطرة من جديد بعد شمعون الخامس 1653 – 1692 لانقطاع المواصلات وابتعادهم عن مركز الكثلكة ، .
ويضيف القول بان روي ان البطاركة الشمعونيين هم من السلالة الابويـــة كما هو الشائع اخذا عن قولهم وكانوا يعرفون بمثابة جثالقة وخاضعون لبطاركة العائلة الابوية القاطنين في القوش ونواحيها ، كما يظهر من سياق هذا التاريخ بناء على الرسائل المنفذه من هؤلاء البطاركة الى اولئك الشمعونيين فيها يدعونهم جثالقة ويتكلمون معهم كمن لهم سلطان عليهم ولعل شمعون دنحا الذي اخذوا عنه هذا الاسم كان هوالاول بينهم من السلالة الابويـــة ولذلك فهؤلاء الشمعونيون قد اخذوا عنه نظام الوراثة .” انتهى الاقتباس
ويمكن ان نضيف وفق االمعطيات التاريخية ، يذكر البطريرك ساكو في ص 165 من كتابه انف الذكر ” بان شمعون دنحا 1580 -1600 كان مطرانا على ابرشية جيلو وسعرت وسلماس ، ويضيف القول يبدو انه اختير متروبوليتا عن طريق الوراثة ، وهواهتدى للايمان الكاثوليكي على يد مطران اسمر ” انتهى الاقتباس
وكما نجد في كتاب تاريخ كنيسة المشرق والخلفية التاريخية لكنييسة الكلدانية الجزءالاول .ان شمعون دنحا كان قد التجا الى اورمية ونال الدعم من مطارنة منطقة جيلو وخسراوا وسعرت والذين كانوا من افراد عائلته المقربين ، وفي اورمية قام مبشر روما باحتضانه وبتعينه بطريركا “. انتهى الاقتباس
ونلاحظ بان تسليم الكرسي البطريركي بشكل ملفت بمجرد موت البطريرك مباشرة ، يتم تعين او انتخاب اوتسليم الكرسي البطركي الى خلفه بدون اي اشكاليات ، وبدون ان يشغر الكرسي البطريرك لاي فترة زمنية ، وهذا دلالة على اما ان يكون الامرموجها بشكل مباشرنحو التوريث او التعين وفق الاستحقاق الكنيسي ، او تطبيق ذات النظام الوراثي كما كان متبعا في القوسش ـ هذه المعطيات بصراحة تعطي وتضيف لما ذهب اليه نصري بالاعتقاد بان هؤلاء الشمعونين كانوا من العائلة الابوية في القوش .. .
وفي الجزء القادم نتحدث عن قيام خط بطاركة قوجانس من عائلة ابونا ، وبطاركة القوش من عائلة ابونا ، كما نعرج على اصرار روما وسعيها للسيطرة على كنيسة المشرق رغم مقاومة المؤمنين ، التي كانت سببا لفشل خط سولاقا بلو ، وخلفاءه من بعده ، فاستغلت روما مركز تواجد النفوذ الفرنسي المؤيد للمبشرين في حلب القريبة من امد ، فكان االقنصل الفرنسي المبشر “فرنسوا بيكيت ” فساهم هذا بشكل فعال في اقناع مطران الكنيسة المشرق في امد المدعو “يوسف ” بزيارة روما حيث استغل المبشرون غيابه للسيطرة على اتباعه ، ومنه نشاء خط بطاركة اليوسفيين الكاثوليك .. سنكون لاحقا امام ثلاثة بطاركه اثنان منهما من عائلة ابونا احدهما في القوش والاخر في قوجانس والثالث في أمـد تابع لروما .. بعون الله ..
يعكوب ابونا …………………….14 /7 /2024