1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء 14 البطريرك الشهيد...

الجزء 14 البطريرك الشهيد ماشمعون بنيامين … والبطريرك عبد يشوع / خليفة سولاقا بلو .. ؟

يعكوب ابونــا

بعد وصول البطريرك يوحنا سولاقا بلو امد في 12 تشرين الثاني سنة 1553 ، وفي الاحد الثالث من تقديس البيعة ، الموافق 19 /تشرين الثاني / 1553 ، أسام الراهب هرمزد من عائلة اسمرحبيب الامدية ،  اسقفا على امد ومنحه اسم ايليا ،..” عند البير ابونا ص 145 من تاريخ الكنيسة السريانية ، ” واما عند البطريرك ساكو يقول في الاحد الثاني من تقديس البيعة ، “.ص 162 من سيربطاركة كنيسة المشرق ..

كما أسام سولاقا في 27 كانون الثاني سنة 1554 ، عبد بشوع بن يوحنا من أل مارون من الجزيرة العمرية ، وكان راهبا في دير الاخوين مار أحا ومار يوحنا اسقفا على الجزيرة ، واسام ايضا ثلاثة اساقفه اخرين لماردين وحصن كيفا وسعرت..” البير ابونا ص 139 ” المصدر السابق..

بعد مقتل البطريرك سولاقا بلو من قبل السلطان العثمانية ، شغر كرسي البطريركية مدة تزيد على الستة سنوات ، يذكرالبطريرك ساكو في ص163 من كتابه اعلاه ،”  لقد أختيرعبد يشوع الرابع مارون بطريركا بعد اغتيال سولاقا سنة1555 ، ولكنه لم يتمكن من السفر الى روما لنيل البراءة الرسولية والدرع المقدس الا في سنة 1561 حيث اعلنه البابا بيوس الرابع ” 1559 – 1565 ” بطريركا في 17 نيسان 1562 ،.

 

بعدما اعلن صورة ايمانه الكاثوليكي ، وحرم فيها ما تحرمه الكنيسة الكاثوليكيلة وقبوله ما تقبله ، هذه الصورة موجودة حاليا في المكتبه الفاتيكانية ، وفي 4 أيار 1562 اعلن قبوله اعمال المجمع المسكوني التريدنتيني التاسع عشر الذي عقد في مدينة ترينتو شمال ايطاليا بين عام 1545 -1563 ، والذي لم يشترك فيه ، عاد عبد يشوع الى الشرق وحده من دون مرافقين ، بعدها ارسل البابا بيوس الرابع راهبا دومنيكيا ليساعده في الوعظ والتعليم ، ”  انتهى الاقتباس

 

نلاحظ بان عبد يشوع الذي كان راهبا واسامه سولاقا اسقفا على الجزيرة ، وبعد سنة واحدة فقط اختير بطريركا ، بدون ان يذكر ساكو من الذين اختاروه هذا اولا ، وثانيا كيف اعلن بطريركا خلفا لسولاقا وهو بعد لم يعلن ايمانه بعقيدة الكنسية الكاثوليكية ؟ لان البطريرك ساكو ذكراعلاه بان البابا بيوس بعدما اعلن عبد يشوع صورة ايمانه الكاثوليكي، في سنة  1562 ، اعلنه بطريركا ، ..اذا لايمكن تسميته بطريركا قبل اعلان روما وتثبيتها له ، فهناك فترة زمنية شغر بها الكرسي البطريركي وهي ما بين الاختيار والاعلان ؟ ..

لكي نكون صادقين بما نطرحه علينا ان ندقق جيدا بما نقراءه ، لكي لانقع بالتناقض بوعي او بدونه ، لانه للاسف وجد الكتاب الكهنه الكلدان الذين بصراحة اعتمدت لسردياتهم لتاريخ الكنيسة ، ولم اتوسع لغيرهم لانهم جميعا مصدرهم واحد مشترك اخذوا عن بعضهم البعض معلوماتهم ،.

وجد رغم الوضوح البين في موقف روما الا ان هؤلاء الكتاب للاسف يرددون وينقلون ذات المعلومه من دون تدقيق اوتحقيق ، فوقعوا بخطأ عدم الصراحة ، واخفاء الكثير من التدليس الذي مورس في تاريخ كنيستنا من قبل روما ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ،في ص 161 من كتاب البطريرك ساكو سير بطاركة المشرق ، يذكر بان البابا يوليوس الثالث البس سولاقا الدرع المقدس وسلمه البراءة التي تمنحه السلطة .. ويضيف القول ، يبدو ان الكرسي الرسولي كان قد فهم ان البطريرك شمعون الثامن دنخا برماما كان قد توفى ، لذا اعلن سولاقا بطريركا .؟؟

ماذا نفهم من هذا الاجراء البابوي ؟ ببساطة نفهم  بان البابا لم يكن يعلم بان برماما حيا يرزق والا لما كان قد اعلن سولاقا بطريركا ؟؟.فاذا كان البابا حريص جداً على عقيدة الكنيسة ، وان كان الامر كذلك فنسائل البطريرك ساكو الم يكن البابا يعلم بان بطريرك الكنيسة الشرقية حيا يرزق ؟ عندما عين واعلن وثبت عبد يشوع بطريركا على كنيسة الموصل ،؟؟ فاين الحرص الايماني للبابا روما اذا  ؟

ونؤكد بان روما لم تكن تهمها هذه التبريرات ، وهذا الرياء ، اذ يذكر البير ابونا في 94 و95 من كتابه اعلاه ،يقول كانت انظار روما متجه نحو اتباع الكنيسة الشرقية في جزيرة قبرص منذ عام 1222  ؟ عندما اصدر البابا هونوريوس الثالث في 2 شباط 1222 براءة تامر بطريرك اورشليم ورئيس اساقفة قيصرية ومطران بيت لحم والمرسلين الموجودين في الجزيرة باعادة الممنفصلين الى الطاعة لرئيس اساقفة اللاتين ، في نيقوسيا ،؟ بعد ان قاوموا نساطرة قبرص اعضاء الاقليروس الذين ارادوا الاتحاد مع روما ؟؟ فشلت روما في سيطرتها على انصاراالكنيسة الشرقية هناك ، الا ان روما رغم فشلها حاولة ثانية ففي 1 تشرين الاول سنة 1326 اذ كتب البابا يوحنا الثاني والعشرين الى بطريرك اورشليم موعزا اليه القضاء على الهرطقتين النسطورية واليعقوبية ، في الجزيرة ،؟ ولم تتوصل روما الى نتيجة مع اتباع كنيسة المشرق في قبرض لما يرضيها ،فاستغلت الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الكنيسة الشرقية ، فتدخلت في عام 1445 وفي عهد البابا اوجونيوس الرابع وبسعي من اندراوس اسقف كولوس باقناع طيمثاوس مطران النساطرة بجحد النسطورية ، ففعل واعلن انتمائه لكنيسة روما ..

فروما لم ترفع انظارها عن اتباع كنيسة المشرق ولم تترك فرصه الا استغلتها في سبيل تقويض كنيسة المشرق ، رغم وجود بطاركة للكنيسة احياء ، لان هدف روما لم يكن ايماني ، بل كان للسيطرة على الكنائس الوطنية ، وتحقيق مصالحها بتحويل مؤمنيين هذه الكنائس الى الكثلكة ، وانشاء كنائس جديده كاثوليكية ،..

ويذكر الدكتورهرمز ابونا ص 80 الصفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ، ” ان باباوات روما كانوا قد قطعوا على انفسهم عهدا بكثلكة جميع المسيحيين في بلاد ما بين النهرين ، نسقوا جهودهم مع الاطماع الفرنسية لتحقيق مصالح مشتركة لطرفين لدرجة ان الجهدان اصبحا وجهان لعملة واحدة ، وان تاريخ الوجود الكاثوليكي في اسيا العثمانية يسير بخط مواز مع الوجود الفرنسي ، “..انتهى الاقتباس

فروما كانت تسعى لتحقيق اطماعها دائما ولم تتوقف ، وكانت ابرز محاولاتها التي جرت في اواسط القرن السادس عشر،وادت الى تقسيم كنيسة المشرق وتشتيت وحدة مؤمنيها ،وكانت بداية ظهور حملات استعمارية التي كانت تهدف ال تحقيق اهدافها الاقتصادية والسياسية ودينية مزدوجه وتم تنفيذها بمبادرة الكرسي البابوي الذي ندبى مبشريه لتوجيه وادارة الحملات المذكوره في اسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا ، “..

المصدركتاب الكنيسة الكلدانية ، الكاردينال الكاثوليكي اوجين تيسران ويضيف القول في اوائل البعثات التبشيرية صاحبت الحملات الاستعمارية البرتغالية والاسبانية “.. انتهى اقتباس

للاسف هناك الكثير من طروحات مختلفة ومتناقضة مع بعضها ، تجعل القارء في موضع شك بمحتوى النقل وعدم الموثوقية بما ذكر ، لنتاكد من ذلك بالرجوع ثانية الى ما كتبوه عن رواية سولاقا ، وقصة تمرد الاساقفة الثلاثة على كنيستهم استنكارا لقانون الوراثة و حبا بالاتحاد مع كنيسة روما ؟ فعملوا المستحيل كما اشيع عنهم ليكون سولاقا بطريركا ، نقلوه من ديرربان هرمز عنوة وانتخبوه بطريركا رغم عنه ، واجبروه على السفرالى روما ؟ وووو ..

ولكن بالتدقيق وجدنا كل ذلك لا اساس لها من الصحة، وان دورهؤلاء الاساقفة الثلااثة معدوم كليا مع سولاقا البطريرك ،ولا دورلهم مع خلفاء سولاقا الذين جاؤا من بعده ؟ لا بل حتى الرسالة التي يشير اليها البطريرك ساكو ص 160 من كتابه اعلاه ، بعد ان عرفوهم بالمعتقد الكاثوليكي ، بان حارس الاراضي المقدسة زود سولاقا برسالة توصية ، ظهر بان رسالة كانت مزوره ؟ زورت من قبل البعثة البشرية ، لانها صيغة على انها عن لسان اتباع وابناء الكنيسة الشرقية ، وادناه نص الرسالة  المصدر كتاب الدكتورهرمز ابونا صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 80-81 ”  جاء بالرسالة :

” نحن ايتام بدون اب او مرشد او اي احد يقودنا ولا حتى مطرافوليط وانما اثنان او ثلاثة مطارنه ،لدينا نوع من البطريرك ولكن لمدة مائة سنة لم ينصب احد مطرافوليط الا ان يكون من عائلته “..انتهى الاقتباس

هذه الرسالة كما يدعون حملها معه سولاقا الى روما ، ومنها يتضح بان عمل المبشرين كان مخطط له من فترة وهو السعي لهدم وتشتيت كنيسة المشرق ، فوجدوا في سولاقا هدفهم ، ونسائل هل هذا عمل المبشرين المؤمنيين ، في خدمة المسيح ،؟

نعم كان هذا عملهم فعلا ، لذلك لا نجد اي مبرر ليتركوا المرافقين السبعين الذين رافقوا سولاقا كما يذكر بطرس نصري بص 139 من كتابه اعلاه ،يقول  ” عول رؤساء الجمعية الانتخابية لتنفيذ رايهم على ان يرسلوا وفدا مع سولاقا الى الحبر الروماني ، وكان الوفد من الاشراف بلغ سبعين شخصا ، “.. انتهى الاقتباس

ولكن الذي حدث لا يمكن الا ان يكون بان الوفد السبعيني المرافق لسولاقا لحد اورشليم ، ابدى عدم الرضا والاستغراب لتصرف البعثة التبشيرية لما قاموا به من اعمال لا تليق بالتبشير المسيحي، لذلك كانت النتيجه بان لم يرافق سولاقا الى روما الا شخص واحد وهو خلف وكان هذا مبشر كاثوليكي ،..

فالقول بان البابا لم يكن يعلم بان البطريرك برماما كان حي يرزق تبرير ليس في محله ولا يرتقى الى مستوى ان تحجب الشمس بغربال .

ومن ناحية اخرى وجدنا ان ما نسب للاساقفة الثلاثة لم يكن له اساس من الصحة ، بل ان هؤلاء الاساقفة اثبتوا حرصهم على كنيستهم عندما قاطعوا سولاقا البطريرك ولم يتعاونوا معه ولا مع خلفائه من بعده ، والا اليس من المنطق القول لكانوا هم الاولى او احدهم على الاقل بالاحقية بمنصب البطريرك .؟ لماذا لم يحدث ذلك  لانهم لم يكونوا مع خط سولاقا ، فتحريف الحقائق وتدليس المعطيات اسست لتناقضات واختلافات بين كتاب الكنيسة انفسهم ، فكانت من جانبي مصدر الذي استشفنا منها حقيقة ما جرى من الامور ،.

ويؤكد البير ابونا ص 143 من كتابه المشار اليه انفا ، ” وفي روما القيت اسئلة عديدة على البطريرك عبد يشوع  ، واجاب عليها اجوبة نالت رضئ البابا والمسؤولين في الكنيسة الرومانية ، وبعد ان قدم صورة ايمانه أعطئ الدرع المقدس في 4 ايار 1562 ووعد بقبول مقررات المجمع التريدنتيني  .. ويضيف وعاد الى الشرق وحده في صيف سنة 1562 ، دون ان يجد له مستشاراً يرافقه في عودته ، ؟انتهى الاقتباس

واما بطرس نصري في 143 من الجزء 2 من كتابه ذخيرة الاذهان- يقول ” أختير خلفا لسولاقا عبد يشوع الذي كان قد اسامه سولاقا اسقفا للجزيرة العمرية ، واختير في أمد سنة 1555 وهوالرابع بهذا الاسم في سلسلة البطاركة المشارقة ، واسيم ايضا بطريركا تبعا للانعام الذي منحه يوليوس الثالث سولاقا في براءة الرسولية  “….انتهى الاقتباس

نلاحظ  بان نصري هو الاخرلم يذكر من اختارعبد يشوع او من انتخبه ،؟ ولكن الجديد والاغرب ما يقوله بانه اسيم قصده عبد يشوع تبعا للانعام الذي منحه يوليوس الثالث لسولاقا ؟؟ كيف ذلك  ؟؟ والبطريرك ساكو يقول ، بان البابا بيوس هو من اسام عبد يشوع  ، ولكن بعد ان اعلن عبد يشوع صورة ايمانه الكاثوليكي ؟وكان ذلك في 1562

، بمعني لو لم يقدم عبد يشوع  ويعلن صورة ايمانه الكاثوليكي لما كان قد اسيم بطريركا من قبل البابا  بيوس؟، اذا هناك كانت علاقة سببيه بين اقرار ايمانه الكاثولكي بمنحه الرسامه البطريركية  ، فطيلة الفترة من 1555 – 1562 لم يكن بطريركا لانه لم يعلن ايمانه الكاثوليكي ، ولكن بعد اعلان ايمانه تم تثبيته ،.

واما قول نصري بانه قد اسيم على انعام سولاقا ، قول لا اساس له من الصحة ، ولم يقول به احد ، والا لماذا سافر عبد يشوع الى روما ؟ لكان انعم عليه البابا مباشرة عندما تم انتخابه من قبل الاساقفة بعد موت سولاقا كما يقولون  ، لماذا الانتظارستة سنوات واكثر ؟  ..

ولنذهب ثانية الى الاب البير ابونا في ص 142 من المصدرالسابق ، يقول اجتمع اساقفة الكنيسة المتحدة في امد لانتخاب خلف لسولاقا في 1555 ذاتها ، وتم انتخاب عبد يشوع وهو احد الاساقفة الخمسة الذين رسمهم طبعا سولاقا “. انتهى الاقتباس

نجده هنا يشير الى خمسة اساقفة فقط ، فهل هذا تناقض ام اخفاء لمعلومه ؟ لانه يذكره في نفس كتابه ص139″ ، وهكذا فقد صار للكلدان ثمانية اساقفة من ضمنهم الاساقفة الثلاثة الذين قاموا بحركة الاتحاد واشتركوا في انتخاب سولاقا”.. انتهى الاقتباس

يذكر هنا الاساقفة الثلاثة ويسميهم قاد حركة الاتحاد مع روما ، ويطلق عليهم مع الاساقفة الخمسة الذين عينهم سولاقا بالاسافقة الكلدان ؟ فان كان لهؤلاء الثالثة وجود مع الاساقفة الاخرين ، فنسائل جماعة البيرواباء الكنيسة وكتابها ايهما كان الاحق بالباطريركية احد الاساقفة الثلاثة الذين قاموا بحركة الاتحاد مع روما كما يسميها ، ام راهب لم تمرسنة على رسامته اسقفا ؟ نترك الامرللقارى الكريم ليستشف الحقيقة من خلال تناقضاتهم .

و نصري في ص 146 يقول نقرأ رسالة من بيوس الرابع ” يقصد البابا ” اعطيت في 23 تموز 1562الى رئيس اساقفة ناجستان في ارمينية الكبرى يامره ان يبعث الى عبد يشوع البطريرك كاهنا من اقليروسهِ يحسن اللغة الكلدانية ليساعده على نشر الايمان الكاثولكي في بلاده ” يقصد بلاد عبد يشوع ”  انتهى الاقتباس

نسائل كذلك اتباع نصري وجماعته الذي نقلوا الخبرعلى علاته ، اين المطارنة الثلاثة الذين قادوا حركة الاتحاد مع روما ،؟ الم يكونوا مؤمنين بالايمان الكاثوليكي ،؟ وهل انشقوا عن كنيستهم الشرقية ليتبعوا الكثلكة عن جهل ؟ وبلا علم بالايمان الكاثوليكي ؟ والا لماذا لم يستعين البابا بهم ، ؟ لكي يستعان بغيرهم ليعلموا ابناء رعيتهم الايمان ؟ مجرد سوال ..

ومن ناحية اخرى نجد الاب البير ابونا ، يذكر بان صار للكلدان ثمانية اساقفة ؟ للعلم فهو الوحيد الذي يذكر ثمانية ، لان الاخرين يذكرون فقط الاساقفة الخمسة ، ويذكر اسم الكلدان؟ لا احد يعرف لما ،علما كما بينا انفا بان هذه التسمية لم تكن معروفه ولم تطلق من قبل البابا اصىلا لا على سولاقا بلو ولا على خلفائه من بعده ؟؟

ومن جهة اخرى الاب البير يناقض نفسه عندما يذكر في ص 147 من كتابه اعلاه  يقول” بان البابا بولس الخامس كتب له رساله في 29 /حزيران /1617 عنوانها الى الاخ المحترم شمعون بطريرك الاثوريين المشارقة ، ” انتهى الاقتباس

وزيادة في التوضيح  نؤكد ثانية لما قاله البطريرك الكردينال عمانوئيل دلي في كتابه المؤسسة البطريركية في كنيسة                 المشرق صدر في بغداد 1994 في دراسة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة اللاتران سنة 1958،يقول في ص 143 ” حتى نصل الى ابينا ماريوحنا سولاقا الذي اسبغ عليه البابا يوليوس الثالث لقبا هو بطريرك الموصل في اشور الشرقية/ ومن ص 144 يقول وفي سنة 1565 اذ يكتب البابا بيوس الرابع الى خليفة ماريوحنا سولاقا وهو عبد يشوع الجزري 1555- 1571 يلقبه ، بطريرك الاشوريين اوالموصل اي بطريرك الموصل في اثور الشرقية ، ويضيف بقى هذا اللقب ، جاثليق الموصل في اشور، وان تسمية الكلــــدان لم تكن متداوله  حتى اواخر القرن السادس عشر، حتى كمذهب ديني …  ” انتهى الاقتباس

ولاحظوا كذلك حتى المطران سرهد جمو” صاحب النهضة الكلدانية ” لم يقول ما قاله البير ابونا ، اذ يقول صراحة بان ايليا اسمر مطران امد الذي اسامه سولاقا مطرانا في 19 تشرين الثاني سنة 1553، هدى شمعون دنخا الى الكثلكه ، وذهب الى روما يتوسل من بابا ان يعمم قرارالبابا اوجنيوس الرابع في سنة1445 وتطلق عليهم التسمية الكلدانية بدلا من النسطورية ،!!..انتهى الاقتباس

رغم هذا الطلب الا ان البابا لم يستجب لهم ولم يسميهم كلدانا ، لذلك لا وجود ولادليل على ان اسم الكلدان كان موجودا في تلك الفترة ،  فالبابا لم يطلق على سولاقا اسم بطريرك الكلدان ولا على عبد يشوع ولاعلى يهبالاها الرابع ولا حتى على شمعون دنخا ، رغم طلبهم من البابا ان يسميهم كلدان ليفرقوهم عن النساطرة ، اذا كيف صاروا الاساقفة الذين اسامهم سولاقا كلـــدانا ؟؟. والبابا يسميهم بطاركة الاثوريين ؟؟؟ فهل هناك تشويه وتظليل للحقيقة اكثرمن هذا ،؟

ويذكر الاب شموئيل جميل( علاقات الكلدان والكرسي الرسولي ) ص 41 – بان عبد يشوع البطريرك سافرفي عام 1561 الى روما لنيل التثبيت ، وفي 15 ايار1562 اصدر البابا بيوس الرابع براءة فيها نقله من اسقفية الجزيرة الى بطريركية الموصل في اثور .” انتهى الاقتباس

علما بان عبد يشوع لم يصل الموصل قط ، وهذا ما يدل على ان اسم الكلدان لم يكن معروفا ولا متداولا ، وان كان خلاف ذلك لكان اطلق الاسم على البطريرك الجديد ؟؟

وان المطران ادي شير في مقدمة كتابه كلدو واثورجزء الاول يقول بان ” بعد فتوحات العرب تلاشئ الكلدان المنجمون والوثنيون من الديار وسموا مسلمين لاعتناقهم الديانه الاسلامية ” انتهى الاقتباس

ولكن استعمل هذا الاسم للكنيسة لاحقا تجاوزا ، بعد توحيد باطريركية ديار بكر بطريركية الموصل ، واطلق على كل شخص انشق عن كنيسة المشرق والتحق بكنيسة روما اسم  الكلداني ، فالتسمية اصبحت كنيسة ، كما سنلاحظ ذلك لاحقا ..

اما الزمن الذي يتحدث عنه البيرابونا فان الاسم لم يكن معروفا ولا متداولا ـ  لانه عندما اطلقه البابا اوجستينوس 1445 على نساطرة القبرص ، كما يقولون ، اختفت التسمية بعد فترة قليلة ولم يذكر احد بانها استعملت حتى بالجزيرة ، خاصة بعد استيلاء الافرنج على قبرص واعتناق هولاء الطقس اللاتيني ، ويذكرالسمعاني بهذا الصدد في ص 434 المكتبه الشرقية ، ” ولما تغلب الاتراك على اللاتين في قبرص ، انقرض منها النساطرة واليعاقبه “..انتهى الاقتباس .

ويضيف  الاب البير ابونا ص 143 ” يقول كان عليه يقصد عبد يشوع ان يجابه المساعي التي بذلها البرتغاليون في الهند في سبيل احباط جهوده الرامية في تشكيل ابرشية كلدانية متحدة هناك ، فالبرتغاليون كانوا يريدون هناك اذابة الكيان الشرقي وتغيير طقوسه وفرض طقوسهم اللاتينية على الكلدان والنساطرة الموجودين في ملبار ، ” انتهى الاقتباس

وفي رواية البطريرك ساكو في المصدر السابق ص164 يقول ” رسم عبد يشوع اخا البطريرك سولاقا اسقفا للهند ، وتوجه معه ايليا اسمر مطران امد الى الهند ومع راهبين دومنيكيين جماعة ملبارعلى الايمان الكاثوليكي ، وارسل البابا بيوس الرابع في زمن لاحق قاصدا رسوليا الى المنطقة لمتابعة شؤون المسيحيين الكاثوليك ” انتهى اقتباس .

واما رواية بطرس نصري يذكرفي ص 147 من ج2 ذخيرة الاذهان ” وكان البطريرك عبد يشوع قد رسم كعادة سلفائه ابراهام المطران وانفذه الى ملبار في اثناء سفر المطران يوسف سولاقا  الى رومية ، فلما عاد هذا “يقصد يوسف سولاقا ” الى الملباروقع بين الاسقفين خلاف الجأ ابراهيم ان يترك ملبار ويلتجئ الى عبد يشوع بطريركه ، فزوده هذا بتوصية الى بيوس الرابع البابا ، فكتب الحبر الاعظم في 23 شباط 1565 الى البطريرك لدى عودة ابراهيم من رومية يشيرعليه ان يعين لكل من الاسقفين ابرشية خصوصة دفعاً للخصام “.. انتهى الاقتباس

الخلافات بين البطريرك عبد يشوع واساقفته بداءة قبل واثناء خلافه مع اللاتين اتباع كنيسة روما في ملبار ،  فالتجى الى روما لحل خلافات الاساقفة ـ فتم ذلك بان يبقى يوسف اخا البطريرك سولاقا في الهند ، اما بالنسبة لاخلافه مع اللاتين ،فالظاهر لم يجد له حلا ـ  لنرجع الى ما ذكره البطريرك ساكو بكتابه المذكور سابقا ص 161 ” في 15 شباط اعلن سولاقا صورة ايمانه وخضوعه للحبر الاعظم ،  وسيم  اسقفا في الاول من نيسان 1553 ، ثم رقاه البابا الى درجة رئيس اساقفة ، واعلنه في 21 نيسان بطريكا ، . والبسه الدرع المقدس ، وسلمه البراءة التي تمنحه السلطة على بلاد الشرق والهند والصين ، “.. انتهى الاقتباس

لاحظوا بان البابا اعطى لسولاقا البراءة التي تمنحه السلطة على بلاد الشرق والهند والصين ، كذلك منحة هذه البراءة للبطريرك عبد يشوع ، بمعنى منحه حق ادراة ابرشياتهم في تلك المناطق ويطبقوا قوانينهم وطقوسهم ، ولكن يظهر بان هذه الحقوق التي منحها البابا ، سرعان ما نقضتها روما وبعثاتها التبشيرية حيث اضطهد خلفاء سولاقا ابان فترة انتزاع ملبار من كنيسة المشرق وكان في مقدمة الضحايا مطران الهند / ملبار” يوسف سولاقا “شقيق البطريرك يوحنا سولاقا الذي رغم كونه كاثوليكي فانه اتهم بالهرطقة وجرى تصفيته في روما ” ..(  المصدر الموسوعة الكاثوليكية – مادة ملبار ) ؟؟

هكذا كانت الامور تسري رغم انشقاق بعض المؤمنين من الكنيسة الشرقية وانشاء كنيسة كاثوليكية تابعه الى روما الا ان المبشرين الكاثوليك لم يتركوا لاتباعهم الشرقيين ان يمارسوا حقوقهم بشكل مكفول وكامل، بل اردوا ان يستحوذوا على كل ما يعود الى كنيسة المشرق بعد ان قسموا اتباعها، وسوف نجده في الحلقات القادمة .الكثير من هذه الخلافات ..

المهم يذكر البير ابونا ص 144 بان كان عبد يشوع اديبا وشاعرا ، لعبد يشوع قصيدة عن سفر البطريرك سولاقا الى روما ومطلعها ” سبحان الازلي الخالق … “.. واخرى في عودته منها وموته ومطلعها ” ما  افجع هذه القصة  ! .. ” وله غيرها من المداح . انتهى الاقتباس

نلاحظه يذكر بعض الشعرلعبد يشوع من قصيد عن موت سولاقا ؟ ولا ينشرالقصيده بالكامل ، سؤال يطرح نفسه ، الم يكن عبد يشوع الاسقف الذي اسامه سولاقا ؟ والم يكن خليفة سولاقا بطريركا ،؟ الم يكن اقرب الناس اليه، وهل يعقل بان الذي جرى لسولاقا لم يكن يعلم به عبد يشوع ،او لايهمه .  ؟

وان كان يعلم ولم يقوله يكون ناكرا للجميل ؟ وان قاله بقصيدته يكونوا الذين اخذوا عن قصيدته نتفاً ولم يوردوها كاملة ،يكونوا هم غير امناء لا بالنقل و لابالطرح ، وفي هذه الحالة يكونوا قد اساؤا على باطريركهم عبد يشوع لانهم امتداد لكنيسته ، وظلموا عبد يشوع باخفائهم حقيقة ما قاله عما جرى ، ..

لهذا لا استبعد بان تفاصيل قتل سولاقا قد اثارها عبد يشوع بقصيدته  ؟ وحتما قد اشار الى الجهات التي نفذتها والجهات التي وقفت ورائها؟ لذلك اتباع عبد يشوع لم ينشروا القصيده كاملة ، خشية من ظهورالحقيقة التي ارادوا طمسها ، لكي يتسنى لهم الاستمراربأساءة سمعة بطاركة كنيسة المشرق وعائلتهم المباركة التي انجبت العشرات منهم لخدمة الكنيسة شرقا وغربا لمئات السنيين ..

فالمعروف بان المبشرين الذين كانوا يطوفون بلادنا شرقاوغربا كانوا يحرضوا على كنيستنا الشرقية وبطاركها فاستعملوا اساليب شتئ وحتى الرخيصة منها ، منها اتهام برماما وعائلته باعمال لاترتقي الى مستوى ان يسوق لها اتباع المسيح ،  لم يكن همهم دعوة الاخلاص بل تظليل ابناء الكنيسة الكلدانية الجديدة باباطيل تنصب على تمزيق وتشتيت وحدة كنيسة المشرق ، لذلك لا البير ابونا ولا نصري ولا ساكو ولاشمؤيل ولا سرهد ولا وغيرهم الذين اخذوا عن المبشرين اخبارهم تواترا وبدون تدقيق او تحقيق استمروا يكيلوا التهم والاقاويل الباطلة بدون وجه حق ، بحق البطاركة المشرق وعائلتهم ،..وبدون اي دليل مادي موثوق ،بل مجرد اقاويل باطلة واخبار متواتره ، بدون سند قانوني ،..

حجتنا في هذا لان لا المبشرين ولا كتاب وكهنة كنيسة الكلدانية استطاع ان يستشهد اي منهم بقصيدة البطريرك عبد يشوع ، على الاقل كمصدر لاتهام البطريرك دنخا برماما او عائلته بانه مشترك او سبب مقتل سولاقا ، ؟

فادلة البراءة للبطريرك برماما وعائلته كثيرة من تهمة مقتل سولاقا ، ولكن ادلة الاتهام كما سوقوها اتباع الكنيسة الكلدانية تمشيا مع رغبة المبشرين معدومه لا اصله لها مطلقا ..

واخيرا يذكر نصري بان عبد يشوع الرابع جلس على الكرسي البطريركي ثلاث عشرة سنة وتوفى سنة.  1567، ، واما البطريرك ساكو يذكر بان وفاته كانت 1570 ، حسب مجموعة القوانيين المحفوظة في القلاية البطريركية الكلدان ” وكتاب جنة المؤلفين العدد 210 ” ودفن في ديرمار يعقوب الحبيس القريب من سعرت حيث كان قد اقر كرسيه في اخر حياته / وكان مقيما اولا في امد “.. وهكذا انتهت حياة عبد يشوع البطريرك ..

الحلقة القادمة سنتحدث عن البطريرك شمعون دنخا من عائلة ابونا الذي كان من اتباع خط سولاقا بلو ..

بعون الله ..

يعكوب ابونا ……………………….  18 /6 /2024

zowaa.org

menu_en