1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء  التاسع عشر، البطريرك...

الجزء  التاسع عشر، البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين .. وقطع الصلــة بكنيسة روما الكاثوليكيــــــة ..؟ 

يعكوب ابونا

تحدثنا بالحلقة السابقة عن البطريرك شمعون دنخا 1692 – 1700 الذي اتخد قوجانس مقرا لكرسيه بدلا من اورمية او امد، الى جانب اتخاذه قرارالعودة الى نظام الوراثة العائلي ،وهذا الاجراء كان بمثابة القرارالضمني بالانفصال الفعلي عن الكنيسة الكاثوليكية التي كانت روما قد انشائتها ليوحنا سولاقا في امد 1553م، .

بهذا الاجراء قطعت كنيسة قوجانس كل صلتها بكنيسة روما ، ورجعت الى اصلها كنيسة المشرق بكل تراثها ومقوماتها ، وطقوسها ، وليتورجيتها الواحدة . مع اتباعها المؤمنيين الذين كانوا قد اصبحوا بحكم الواقع الظاهراتباع كنيسة روما ، ولكن كانوا بحقيقتهم يتوجسون خفية حنينهم لكنيسة ابائهم واجدادهم كنيسة المشرق، فبزوال مسببات انتمائهم لكنيسة روما رجعوا مسرورين الى عهدهم الايماني بكنيسة ابائهم وبعراقة مسيحيتهم ..

ودليل فرحتهم هو انه لم يؤشراي اعتراض او رفض او احتجاج على قرار البطريرك شمعون دنخا ، برجوعه الى كنيسة ابائه وتطبيق قانون الوراثة ، ولاحتى من قبل خصومهم الذين اطلقوا على نفسه لاحقا كنيسة الكلدان ؟؟.

والا من كان يمنع المؤمنين من ذلك الاحتجاج او الرفض لقرارعودتهم لكنيستهم الاصلية ؟ ان كانوا حقاً مؤمنين بانتمائهم لكنيسة روما ؟ ولكن بالعكس الواقع اثبت بان قرار الرجوع الى الكنيسة الاصلية هوالقرارالصحيح والمطلوب ، فحظى بالقبول وبموافقة ورضئ المؤمنيين لهذه الخطوة ورفض ما قبلها ؟..

يدل هذا على ان الذين تبعوا كنيسة روما لم يكونوا حبا وايمانا بعقيدة روما الكاثوليكية ، بل الظروف المأسويه التي كانوا يعيشونها هي التي اجبرتهم وقادتهم الى اللجوء والانتماء للكنيسة الغربية ،..

ورجوعهم بهذه السهولة الى كنيسة ابائهم ، تثبت ان ايمانهم بكنيسة روما لم يكن الا  شكليا وصوريا وظاهريا فقط ، بعيدا عن عمق ايماني خلاصي مقبول لاستمرارهم بتبعية كنيسة روما ، بل بقى ايمانهم بكنيستهم المشرقية ثابتا لا يتزعزع ،..

كان لاتخاذ قرية قوجانس مقرا لكرسي البطريركي اسبابه منها كان لموقعها الجغرافي اهمية استراتيجية وامنية ، وكذلك لطبيعتها الجميلة ، فكانت قرية قوجانس مبعث اسقرار واستقلال لكنيسة المشرق بشطرها الجبلي ، فلهذه القرية مكانتها المقدسة وموقعها الخلاب يجلب الانظارويعطي الراحة والبهجه والسرور لساكنيها ..

يوصفها لنا المطران ايليا ابونا الذي عاش فترة من الزمن في ربوعها  .. يقول ..

تقع قوجانس في منطقة حكاري العليا او داسان العليا ، الان هي في تركيا ، وهي على سفح جبل ضيق ، وتمتد من الشرق الى الغرب معلقة بين جبلين شاهقين مرأها يسحر الناظر ، بجمال الطبيعية المزينة بالزهور وانواع السوسن ، والمفروشة بالاعشاب والنباتات الخضراء من كل جنس ولمسافات شاسعة ، والجبل الجنوبي يدعى طرشاَ والشمالي يدعى جبل الصيد ، لكثرة ما كانوا يمارسون فيه الصيد الوعول والايائل وعنز البر ، وفي غرب قوجانس جبل شاهق شهير بارتفاعه يدعى كوكا والكثيرون من يرتقون قمته يشاهدون نهر دجلة المار بالموصل ، كما تشاهد القمم جبال ” وان واذربيجان ” .ويتحلب من سفوح هذا الجبل اربعون ينبوع ماء شديد البرودة كالثلج تماما ، وتظل الثلوج تغطي قممه طوال عشرة شهور من السنة ، وتنحدر مياه السواقي والجداول والينابيع ذات المياه المثلجة هذه وتجري لتكون نهرين الواحد من الجهة الجنوبية من قوجانس والاخر من جهة الشمالية منها ، وفي جنوبها يلتقي هذان النهران ويشكلان نهرا واحدا يجري  حتى التقائه بالزاب الكبير في واد يدعى وادي ” ارزقني ” .

ويضيف تستحق قوجانس ان تدعى اورشليم الثانية لاحاطتها بالجبال من كل اطرافها مثلما تحيط الجبال اورشليم  ، وبعد ان نصب شمعون دنحا كرسيه في هذا الموضع المباركة بادر الى وضع اسس لكنيسة كبيرة على اسم ” مار شليطا ” الطوباوي ، واكمل بنائها بالحجارة الكبيرة المنقورة المنضدة واقام الى غرب الهيكل مقبرة للبطاركة الابرار ليرقدوا بسلام.

ويذكرالمطران ايليا ابونا بانه اثناءاقامته في قوجانس وفي سنة 1912 في عهد مارشمعون بنيامين الشهيد المظفر، يقول وقع بيدي مخطوط قديم للانجيل المقدس منسوخ بخط اسطرنجيلي جميل ومؤرخ على الشكل التالي :

خط كتاب الانجيل المقدس هذا بيدي انا القس عبد الاحد ابن القس يوحنان اخي مار شمعون سليمان سنة 2034 لليونان سنة 1723 م ، وهما ولدا القس عبد المسيح ، كتب هذا الانجيل لكنيسة قودشانوس ،

ويقول لقد سررت كثيرا بهذه اللقية وقمت بتدوين هذه المعلومات وحفظتها في خزانة كتبي لاثبات مثل هكذا حقائق تاريخية ، كما تجمعت لدى اخبارومعلومات ماثلة وباشكال مختلفة ، وبذلك تحقق لي ان هذه المعلومات التاريخية صحيحة وان من الثابت ان ابناء ” دنخا ” ” يقصد الذي هرب من القوش هو وعائلته ” كانوا عبد المسيح وعبد الاحد وسليمان .الخ.

وان المستشرق المعروف ويكرام المرسل الانكليز الى اورمية والكنيسة القديمة ، ان بطريركنا هذا دبر كرسيه ثمانية سنوات ومات سنة 1700 ودفن في المقبرة الجديدة التي انشائها ” ، انتهى الاقتباس

وكما ذكرنا انفا بان شمعون دنحا وتطبيقا لنظام الوراثه كان قد وضع يده على اخوه سليمان ، ليكون ناطر كرسي البطريركي ، وفعلا بعد وفاته استلم اخاه سليمان الكرسي البطريركية سنة 1700 باسم البطريرك شمعون سليمان ،وهوثاني بطريرك على كرسي قوجانس ، وهو كذلك اخو القس يوحنان ووالدهما هوالقس عبد المسيح ، واما تيسران في خلاصة تاريخ الكنيسة يرتبه بسلسة الشمعونين ” بالرابع عشر ” ..

والمطران ايليا ابونا يذكر ويسرد الواقع الذي عاشتها كنيسة المشرق في تلك الظروف المؤلمه ومعاناتهم من ظلم  وتعسف على يد الاشرار ، فيذكرفي ص 85 م من كتابه اعلاه ، لم نحظ بمصادر موثوقه عن مسيرة حياة هذا الحبر ، وما انجزه في حياته ، وكيف قاوم اضطهادات الاشراروماهية المصاعب والمضايقات التي واجهها والماسي التي تجرعها على ايدي العتاة الكفرة كارهي الحق ، ونحن نعلم بانهم لم يتركوا لهم الفرصة المناسبة ليؤثقوا احداث حياتهم المريرة وما لاقوه من الام وعذابات ، وحتى النزر اليسير الذي كتب غدا طعمة للنيران ؟

ويضيف القول لذلك عمدنا الى جمع النتف التاريخية المبثوثة في كتب المؤرخين مما سلم من التلف والضياع ” والنيران “؟ انتهى الاقتباس

تحدثنا عن قسم من تلك الحوادث في الحلقة السابقة ، يمكن الرجوع اليها ، وتوفي هذا البطريرك سنة 1740م ، ودفن في كنيسة شليطا في قوجانس..

فخلفه البطريرك شمعون ميخائيل مختاص 1740 وهو الثالث عشر في سلسلة البطاركة الشمعونيين ، اما عند تسيران في كتابه خلاصة تاريخ الكنيسة ص 148 يقول هو الخامس عشر ،ويجارية الاب البير ابونا في كتابه ادب اللغة ص 67 ، واما نصري وبطرس عزيز  فهو السادس من البطارك الشمعونين مجلة النجم السنة الاولى 1929  ، .

وحسب شجرة العائلة البطريركية الابوية فهو شمعون الثالث من بطاركة قوجانس الذي جلس كرسيه سنة 1740 م ، وهو ابن يوحنا وشقيق عبد الاحد ، وكان منذورا كما كانت العادة المقرره وتطبيقا لنظام الوراثة المتبع عند البطاركة في القوش ، الذي عمل به البطريرك شمعون دنحا في قوجانس ، ..

يفهم من هذا التوجه بالالتزام بتطبيق النظام الوراثي من قبل بطاركة قوجانس اسوة ببطاركة القوش ، ليس الا تعبيراً عن وحدة الانتماء الكنسي من ناحية والعائلي من ناحية اخرى ، ويؤشربشكل لا يقبل الشك بان بطاركة قوجانس وبطاركة القوش هم اولاد عمومه ينتمون الى عائلة واحدة هي العائلة الابوية ،..

وهناك اكثر من اشارة على ذلك ، وناخذ ما ذهب اليه بطرس نصري على سبيل المثال وليس الحصر ـ ما يذكره في كتابه تاريخه الكنسي ص 324 يقول” ان البطريرك ايليا دنخا الحادى عشر وجه رسالة من القوش الى مارشمعون ميخائيل في قودشانوس سنة 1776 وهذا نصها :

” الى اخينا الحبيب الطوباوي البطريرك الجاثليق سلام الرب ، نعلمكم بانعقاد مجمع من سبعة اساقفه بحضور نائبنا وولي عهدنا ايشوعیاب لتعزيز اتحادنا مع روما ام الكنائس ، وفيها يحثه على الانضمام اليهم ويكون احدا منهم ، وقال له ، وانتم ايضا يجب تتمثلوا بالبطاركة الطوباويين ” اسلافنــا  ” اولئك الذين تبؤاوا عرش ( ترونوس ) الرسل المبشرين في بلداننا الشرقية اذ اعترف وأمن الكثيرون منهم بكل ما تعلمه هذه الكنيسة ، ونحن ايضا نسير على خطاهم ونتقبل هذا الاتحاد كما تقبلوه هم من قبلنا ، واحذر اقاويل وافتراءات اصحاب السوء من الاشرار والمخربين المنتشرين في كل مكان من ان يضللوكم باباطيلهم وباقوالهم المعسولة وسفسطاتهم المصقولة الخادعة ونواياهم الفاسدة والعقيمة ، هذا وصلوا لاجلنا . انتهى الاقتباس

نلاحظ من لغة التخاطب بين الطرفين وهذا الاسلوب الاخوي دليل على ان هناك تقارب ومودة قويه تربط بينهما ، ويعزز روابطهم وجذورهم العميقه بعمق اصالتهم لعائلتهم الابوية ..

وكانوا الطرفين ان كانت بطريكية الجبال ” قوجانس “اوبطريركية السهول ” القوش ”  متفاهمين ومقدرين عاليا مرجعية روما ايمانا منهما بوحدة كنيسة المسيح ، ففي عام 1770 ارسل البطريرك شمعون ” مختاص بمعنى مقدسي “، عند تيسران ” من قوجانس رسالة الى بابا روما بيوس السادس مخاطبا اياه ، التمس ايها السيد العظيم ان تشد من اواصر الاتحاد وتقوى الروابط بيننا ، انتهى الاقتباس

كما نلاحظ منطوق الطلب والغالية من الرسالة بشكل أساسي هو الرغبة الشديدة من بطاركة كنيسة المشرق الذين كانوا تواقين لعمل بعمق الايمان المسيحي لوحدانية كنيسة المسيح الواحدة ، فكانوا دائما سباقون الى الوحدة مع روما ، وعاملون عليها بدون غش اومصلحة،..

من هذا يظهر بان كنيسة المشرق كانت تسعى دائما للتقارب بكنيسة روما ، باتصالاتها المستمرة لخدمة الدعوى المسيحية والتبشير المسيحي ، انطلاقا من ايمانها بوحدة كنيسة المسيح الواحدة ،..

لذلك نؤكد ونكرربان مبعث هذا الايمان كان هو ذاته عندما ارسل شمعون برماما 1551 م، يوحنا سولاقا رئيس دير ربان هرمزد الى روما كان بمثابة رسول او سفيرلبطريرك كنيسة المشرق للتقرب بينهما ،ولاسباب بيناها انفا ، ولم يكن سفر سولاقا تمردا او احتجاجاعلى نظام الوراثة المتبع في الكنيسة كما قيل زورا وبهتانا من قبل المرائين، بل كان الغرض هو لتقارب الوحدي بين الكنيستين ..

ولكن للاسف روما لم تكن هذه نظرتها بتحقيق وحدة ايمانية تقوم على صخرة المسيح ، بل كان كل مايهمها هو مصالحها واحتواء كنيسة المشرق والكنائس الاخرى اما استصغارا او انتقاصا ،فحاولت كثيرا لتحقيق هدفها كمحاولتها في قبرس وغيرها ، فكان تسعى لاحتواء مؤمني كنيسة المشرق لتجريدها من مقومات بقائها ككنيسة لمؤمنيين مسيحيين لها اتباعها ..

فكل المعطيات تشيرالى ان روما وجدت في يوحنا سولاقا الراهب رئيس ديرالذي يفتقرالى علل ومقومات لاهوتية وكتابية يمكن ان يكون صيدا مهيئا لخدمة قضاياها ومصالح الغربيين ، فتم اغرائه وهيئ حسب توجهاتهم فدرب ودرس عقائديا لبعض الوقت ورسم مطرانا ومن ثم بطريركا لكنيسة المشرق رغم وجود بطريرك على قيد الحياة ؟! .معتقدين بانهم سيبون كنيستهم الجديدة على انقاذ كنيسة المشرق للاسف،..

رغم ان روما لم تكن مقتنعة بامكانية سولاقا ، لان الشك كان يراود كرادلة كنيسة روما بحقيقة ايمان يوحنا سولاقا الكاثوليكي ، ولكي تضمن استمراره وتوجيهه بعقيدتها الكاثوليكية ..فكان عليها ان تجد طريقة لامكانية الاستفادة منهم قدرالامكان ، فوجدت ضرورة تتابعه عن قريب لتضمن اخلاصه والعمل لصالح كنيستها الكاثوليكية ..؟

بهذا المفهوم يذكر الاب البير ابونا جزء 3 من تاريخ الكنيسة السريانية ص 137 بان رغم تاهيله ” يقصد سولاقا ” في روما ارسل معه شخص كفوء يعينه لارشاد المؤمنين وتعليمهم العقيدة الكاثوليكية ، انتهى الاقتباس

نلاحظ ان هذا التعليل لا يوفى بغرض القارى اوالباحث لمعرفة المقصود بالارشاد والتعليم ؟؟ فنجد الدكتور هرمز ابونا في ص 78 من كتاب صفحات مطوية من تاريخ الكيسة الكلدانية ، يقول ان الكردينال المكلف بتاهيل وتلقين سولاقا يقول عنه ، وعندما فحص ايمانه وجد بان ايمان يوحنا سولاقا لايؤمن باي عقيدة سوى العقيدة النسطورية .؟

ليس هذا فقط بل نجد ان البطريرك ساكوفي  ص 35 من كتابه خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية ،يقول .

” وفي عودته من روما ” يقصد سولاقا ” رافقه بعض الرهبان الدومنيكان للمساعدة في نشر الكثلكة فوصل امد 12 /11 /1553 م” ..انتهى الاقتباس

ولكن لم يقل من هم هؤلاء الرهبان ؟ ولنعود الى الاب البير ابونا نجده يذكرهم بالاسماء ، بص 138 من تاريخ الكنيسة السريانية ج3 ، يقول ، وودع ايضا ” يقصد سولاقا ” الكرادلة واصدقاءه في روما ، ثم غادرها في شهر تموز سنة 1553 مع الوفد المرافق له ، بعد ان امضى فيها اكثر من سبعة اشهر ، وكانت القافلة تتكون من البطريرك ورفيقه خلف والسيد امبروسيوس بوتيكيك الممثل الرسولي مع رفيقيه انطوميو زاهر والاب متى ، وفضلوا السفر برا ” انتهى الاقتباس…

صحيح ان البير ابونا ذكر الاسماء لكنها مجردة عن اية اهمية ،؟ لذلك نذهب الى ما يذكره بطرس نصري في ص 143 من كتابه ذخيرة الاذهان ج2  فهو كان اكثروضوحا ومن خلاله تتضح امامنا الصورة الحقيقية للبعد الايماني لعمل روما في حقل يوحنا سولاقا ، يقول ،” زود البابا سولاقا بهدايا ثمينة وحللاً وانية قدسية لخدمة المذبح وتاجا مزكرشا بالذهب ، مع نفقات للسفر ، وان يرافقه بعض الرهبان المرسلين الماهرين في اللغة السريانية لمساعدته على نشر الايمان في المشرق ، ونخص منهم بالذكر أمبروسيوس اسقف اوين وانطونيوس رفيقه من رهبنة الواعظين  “.. انتهى الاقتباس

نلاحظ بان المرسلين معه لم يكونوا اناس بسطاء او كهنة عادين بل اساقفه ذو خبرة ومعرفة كتابية ولاهوتية ومواقع كنسية مسؤوله ويتكلمون لغة القوم ليستطيعوا ان ياثروا على الجماعة لاكتسابهم لكنيستهم الجديدة ، بعد ان وجدوا بان سولاقا ليس بالدرجة التي يمكن الاعتماد عليه في مثل هذه المهمة الصعبة ، ولضمان بقاءه مواليا لهم ارسلوا هؤلاء معه لاحتضان بعضا من اتباعه ولضمان استمراره بالطاعة لبابا والانتماء لكنيسة روما ؟؟

مع كل هذه الاحتياطات وكل ما عملته روما لكنيسة سولاقا، الا ان خط سولاقا فشل ولم يدم طويلا وانتهى بشكل نهائي بعد قرار شمعون دنخا باتخاذ قوجانس مقرا لكرسيه والرجوع الى نظام التوريث العائلي . .

والمطران ايليا ابونا يذكربص 94 بان البابا تلقى رسالة البطريرك شمعون مختاص التي نوهنا اليها سابقا ، بسرور عظيم ، وفي اجتماع له بالكرادلة بشرهم بمضمون الرسالة  ، وفي عام 1772 اي بعد مرور سنتين ارسل البابا اقليميس الرابع عشر رساله جوابيه الى مار شمعون ووعده بها ان يحقق امانيه ومطالبه ، وحثه على الثبات والصمود على ايمانه الجديد الذي تعلمه كنيسة روما ، ويستثمر ذلك لخير وصلاح كنيسته وشعبه ، ، ومن كذلك المصدر” التاريخ الكنسي لبطرس نصري ج2 ص 361 ” .

وكان للبطريرك شمعون مختص اخ اسمه عبد الاحد وله ولدين هما روفائيل ويونا المنذور، فوضع البطريرك يده علي يونا المنذور ومنحه الرتبة الميطرافوليطية وعينه ولي للعهد ، توفى البطريرك ميخائيل شمعون 1780 ودفن في كنيسة مار شليطا في قوجانس ،

فاقم بعده بنفس السنه طبقا لقانون الوراثة المتبع شمعون يونا الرابع عشر من سلسلة الشمعونيين والرابع من سلسلة قوجانس ، وكان ذلك عام 1780 م واخذ كرسيه كسلفه قوجانس مقرا له . فكان هناك بطريرك لكنيسة المشرق النسطورية احدهما في القوش والثاني في قوجانس ، وكلاهما من بيت ابونا ، بعقيده ايمانية كنيسة واحدة ، بعيدا عن عقيدة كنيسة روما..

في الحلقة القادمة نتحدث عن جغرافية كنيسة المشرق وانتشارها ، بعون الله ..

يعكوب ابونا ……. …… 1 /8 /2024

zowaa.org

menu_en