زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
افتتح غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، كاتدرائية مار يوسف في الكرادة بعد ترميمها مساء السبت 16 كانون الاول 2017 عشية عيد مار يوسف بحسب الطقس الكلداني. اُستهل الافتتاح بقداس احتفالي ترأسه غبطته وشارك فيه سعادة السفير البابوي المطران البرتو اورتيغا مارتن والسادة الأساقفة: مار شليمون وردوني، مار افرام يوسف عبا ومار باسيليوس يلدو والمونسنيور فيليب نجم ولفيف من كهنة بغداد، وحضر الاحتفال السيد رعد كجه جي رئيس ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية والقاضي ميخائيل شمشون عضو المحكمة الاتحادية العليا والاخوات الراهبات والرهبان فضلاَ عن جمع غفير من المؤمنين.
كان قد وَضَعَ حجر أساس هذه الكنيسة مثلث الرحمات البطريرك يوسف السابع غنيمة في عيد الصليب 14 أيلول 1952 وافتتحها بحفل مهيب سنة 1956. وقد زارها المرحوم الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم في 19 حزيران 1959 والقى فيها خطابا كان له صدى كبيرا في الحياة السياسية.
بُنيت الكنيسة آنذاك بطابوق وجص وتمت تغطية سقفها ب “جملون” وقد تضررت بسبب حشرة “الارضة” والعوامل المناخية. اما التجديد فشمل داخل الكنيسة التي زُيِّنتْ بلوحات فنية وتغطية سقفها من الداخل بخشب جميل يتوسطه صليب مشرقي كبير ورُفع الجملون عن سقفها ليحل محله قرميد خاص، كما طُليت الواجهة الامامية بحجر الحلان. كذلك تم صيانة الخارج والمجمَّع السَكَني. وفي الفناء الجانبي اُقيم نصب يخلد مذابح سفر برلك (سيفا) وشهداء الإرهاب ما بعد 2004 بجنب مغارة للعذراء مريم، كما خُصِّص موقف كبير للسيارات. كلَّفت الصيانة بمجملها مع التأثيث والملحقات نحو ثلاثمائة مليون دينار عراقي تحملتها البطريركية وحدها.
وفي كلمته شكر غبطته المشرفين على الصيانة المهندس جنان نوري خضر والدكتورة المهندسة غادة موسى وكل العاملين من نجارين وحدادين وعمال بناء…الخ وأثنى على متابعة الخوري نوزت بطرس لسير العمل ، كما شكر كل الكهنة الذين خدموا هذه الكنيسة منذ افتتاحها وحتى اليوم وكذلك شكر غبطته ابرشية القاهرة بتبرعها بكراسٍ أنيقة للمذبح صنعتْ خصيصاً في مصر.
وفي الموعظة أشار غبطته الى أن: “هذه الكنيسة مكرسة لله، لذا ينبغي ان تكون انيقة ولائقة بصاحبها وهكذا كل كنائسنا. فقد بدأنا بتجديدها الواحدة تلو الأخرى. الكنيسة مكان نصلي فيه ونتعلم فيه ايماننا ونتقدس. أساس التكريس هو الله. وبحسب التقليد الكنسي، تكريس الكنيسة هو محطة لتكريس كنيسة البشر وتقديسها خلال مسيرتها مع الله، أي ان يضع الانسان الله في حياته ويرى عمل الله بكل موقف وحدث. من هذا المنطلق يضع طقسنا المشرقي قنديلاً مشتعلاً في وسط الهيكل ليسلّط الضوء على مائدتي الافخارستيا والكتاب المقدس، اي على المسيح لنكرمه ونقتدي به.
وعلى ضوء المستجدات الحالية والتي تبشر بالخير لكل العراقيين خصوصا النصر على تنظيم داعش الإرهابي وتطهير جميع أراضينا، عبَّرَ غبطته عن تفاؤلنا في أن يشكل هذا النصر العظيم خطوة الى الأمام في بسط الأمن والاستقرار لعموم البلاد ومعالجة التداعيات التي أثّرت على الأوضاع العامّة، وعودة الأمور إلى مسارها الصحيح. وبهذه المناسبة شدد على ضرورة المداومة على الصلاة من اجل ان يتحقق الخير الذي نتمناه في بلادنا. كما طلب من الجميع للوقوف والتضامن مع شعبنا وخصوصا المهجرين، كذلك للصلاة من اجل القدس حتى تبقى مدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود وان تُحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وحقيقي وتنتهي معاناة هذا الشعب الجريح منذ نحو سبعين سنة.
وختم غبطة البطريرك بتقديم تهانيه الحارة لأبناء هذه الكنيسة والكهنة الذين يخدمونها مع الشمامسة والشماسات والجوقة وجماعة الخدمة، وذكَّر الجميع باننا على ابواب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فلنستعد له بالصلاة والسهر والتأمل والتوبة. املنا ان يعمَّ السلام في بلادنا والعالم.