زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
العراقيون يعيشون منذ عقود من الزمن، خيبة أمل في وطنٍ أمنٍ ومستقر، وطن المواطنة المتساوية، من دون تهديد وخوف وعنف وحرب. ويبدو أن المسؤولين العراقيين لم يتعلموا الدرس من مأسي الحروب والإرهاب التي دمّرتنا وفرّقتنا وتركت اثأرا بليغة على نفسيّتنا.
ان المشهد الحالي السائد نتيجة التوتر المتصاعد بين المركز والإقليم بسبب استفتاء الأخير، يقلق الناس ويخيفهم، فشرعوا يتركون بيوتهم من جديد خوفا على حياتهم وحياة أولادهم، أذكر على سبيل المثال بلدتا باقوفا وتللسقف في سهل نينوى، علماً ان بعد تحرير هذه البلدات من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، ساهمت الكنيسة الى حدٍّ كبير بترميم البيوت وشجعت الناس على العودة الى ديارهم، لكن للأسف الصراع الجديد الذي وقع في فخّه العراقيون أوقف عملية الإعمار وشتت السكان وهم على أبواب الشتاء.
إننا بألم وقلق نهيب بالعراقيين “عاجلاً” الجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة والشروع ببناء مستقبل أكثر سلاماً وأمناً واستقراراً. فالحوار حالة إيمانية يتطلب شجاعة لتنقية العقول والقلوب واحترام حياة الناس وحقوقهم وكرامتهم.
رجاءً ابعدوا عناّ الاقتتال، كفى!! لقد تعبنا من حروب أفقدتنا الكثير الكثير. ابعدوا الاقتتال الى الابد، واتركوا العراقيين يعودون الى بيوتهم. ويعيشون كإخوة وأخوات على هذه الأرض المباركة، ارض إبراهيم، بروح التسامح والاحترام.
د. لويس روفائيل ساكو
بطريرك الكلدان