زوعا اورغ/ وكالات
وجّه البابا فرنسيس رسالة مصورة الى الشعب العراقي، عشية زيارته الى العراق.
وقال قداسته: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في العراق، السلام لكم. وأخيرًا سأكون بينكم في غضون أيام قليلة. إني أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل. إني أوافيكم حاجًا تائبًا، لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح. أوافيكم حاجًا يشوّقني السلام، لأكرّر: أنتم جميعًا إخوة، وأسعى خلف الأخوّة، وتدفعني الرغبة في أن نصلي معًا ونسير معًا، ومع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى أيضًا، تحت راية أبينا إبراهيم الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين”.
أضاف قداسته: “أيها الإخوة والأخوات المسيحيون الأعزاء، الذين شهدتم لإيمانكم ليسوع، في خضم المحن القاسية للغاية، إنني أتوق لرؤيتكم بفارغ الصبر. يشرّفني أن ألتقي بكنيسة تميّزت بالشهادة. شكرًا لشهادتكم! عسى أن يساعدنا الشهداء الكثيرون الذين عرفتم على المثابرة في قوّة المحبة المتواضعة. لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمّرة والكنائس المُدّنسة، وفي قلوبكم جراح فراق الأحباء وهجر البيوت. أودّ أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأن أشجّعكم على المضيّ قدمًا. لا لنسمحنّ للمعاناة الفظيعة التي عشتموها، والتي تؤلمني كثيرًا، بأن تنتصر! لا نستسلمنّ في وجه انتشار الشرّ، لأن منابع الحكمة العريقة في أرضكم توجهنا لنتخّذ سبيلاً آخر لنفعل مثل إبراهيم، الذي فيما ترك كل شيء، لم يفقد الرجاء أبدًا، بل وضع ثقته بالله فصار أبًا لذريّة يُعادل عددها عدد نجوم السماء. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، فلننظر إلى النجوم، وفيها نرى ما وعدنا به الله”.
وتابع الحبر الأعظم في رسالته: “أخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد فكّرت فيكم كثيرًا طيلة هذه السنين، فيكم أنتم الذين عانيتم الكثير، لكنكم لم تشعروا بالإحباط. فكّرت فيكم، مسيحيين ومسلمين. وفيكم أنتم الشعوب، مثل الشعب الإيزيدي. فكّرت في الإيزيديين الذين عانوا الكثير الكثير. والآن أوافي أرضكم المباركة والمجروحة حاجًا يشوّقني الرجاء. من وسطكم، في نينوى، تردّد صدى نبوّة يونان التي حالت دون دمار المدينة، وحملت رجاءً جديدًا، رجاء الله. فليملأنا هذا الرجاء الذي يمنح الشجاعة من أجل إعادة الإعمار والبدء من جديد. وفي فترة الجائحة العصيبة هذه، لنساعد بعضنا البعض، فنشدّد روابط الأخوّة، ونبني معًا مستقبلاً يسوده السلام. معًا إخوة وأخوات من مختلف التقاليد الدينية”.
وخلص البابا فرنسيس في رسالته المصورة إلى القول: “من وسطكم، منذ آلاف السنين، بدأ إبراهيم مسيرته، وعلينا اليوم أن نواصل هذه المسيرة بالروح نفسها، ونجوب دروب السلام معًا، ولذا فإني ألتمس بكم جميعًا السلام وبركة الله العلي. وأطلب من جميعكم أن تقتدوا بإبراهيم، أي أن تسيروا بالرجاء، وألا تتوقفوا على النظر إلى النجوم، وأطلب منكم جميعًا من فضلكم أن ترافقوني في صلواتكم”.