حازم زوري
استطاع صدام حسين في الثامن من آب عام 1988 إيهام العراقيين والعرب بنصر مزعوم على ايران في حربه الشعواء المهلكة التي حصدت ارواح مئات الالاف من العراقيين والإيرانيين على حد سواء بعبثية وسادية منقطعة النظير قلما وجدت في دكتاتور ، وبلا طائل او جدوى سوى ارضاء نزقه وحماقته ورغبته الجنونية في البحث عن امجاد وهمية عشعشت في ذاكرته المريضة على حساب الأرواح الطاهرة التي ازهقت على مدى ثمان أعوام لم يتوقف خلالها هدير الدماء وأزيز الرصاص من الطرفين ،وما رافق ذلك من تدمير لاقتصاد البلدين وبناهما التحتية وضياع الموارد وفرص التطور والازدهار لشعبي البلدين ، مع كم هائل وتراكم كارثي من المآسي والعُقَد النفسية والاجتماعية وخراب طال كل نواحي الحياة وقطاعاتها ،وتراجع القيم والفضائل على نحو مرعب في المرحلة التي اعقبت انتهاء تلك الحرب الملعونة، مع ما اصاب المجتمع العراقي من تردٍ على كل الأصعدة اصاب بنيانه الاخلاقي والانساني في الصميم ،
نعم استطاع الطاغية المقبور تسويق النتائج الكارثية لحربه الرعناء على ايران كنصر مزعوم رغم انه عاد ذليلا للاعتراف باتفاقية الجزائر التي رسمت الحدود البرية والنهرية بين العراق وإيران عام 1975 بعد ان بادر هو نفسه الى الغائها في مستهل حربه تلك في أيلول 1980 اي انه لم يحصد من حربه شيئا ولم يجني العراق منها سوى الويلات التي ما زال يئن العراق تحت وطأتها حتى اليوم ..
انه ديدن الطغاة في كل زمان ومكان ، الرغبة في بناء الأمجاد الشخصية على حساب الجماجم البشرية والنفوس المنكسرة والأوطان المحطمة والدماء المراقة ، وهل كان النصر في منظور إي دكتاتور طاغية عبر الزمن يتجاوز مفهوم الاحتفاظ بالسلطة حتى لو كان الثمن هلاك الشعب وضياع الوطن وتبديد المقدرات ؟؟؟