زوعا اورغ/ عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
ناشدت عائلة المناضل القومي المعروف توما هرمز الزيباري عبر وكيلها (اشور توما هرمز) السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني من اجل ابداء المساعدة لإعادة حقوق العائلة واراضيها المصادرة وبالأخص تلك التي وجدت بانها مسجلة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني الفرع الاول وفضائية كردستان في محافظة دهوك..
وجاءت المناشدة وفق طلب ارسل الى مكتب الرئيس مسعود البارزاني تحت عنوان ( ارجاع ملكية الارض) بتاريخ 3 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري حيث بين اشور في سياق مناشدته بان النظام البعثي السابق قام بمصادرة جميع الاموال المنقولة وغير المنقولة للمناضل توما هرمز ايشو الزيباري واودع السجن وهو رجل مسن وحكم عليه بالمؤبد وذلك لنشاطه وافكاره القومية الاشورية حيث اعتبر صاحب مدرسة قومية واباً للمناضلين ، بالإضافة الى اعدام شقيقه الاكبر الشهيد يوسف توما كونه احد مؤسسي (الحركة الديمقراطية الاشورية- زوعا ) في شباط (فبراير) من عام 1985 وبعد سقوط النظام تأملت العائلة خيرا بأعادة الحقوق المسلوبة لاسيما 31دونم من الاراضي في مركز مدينة دهوك اضافة لعقارات في مدينتي كركوك ونينوى..
لكن ووفق المناشدة المذكورة تابع وكيل العائلة بانه مع كل الاسف كانت تأثيرات بعض المتنفذين وحيتان الفساد ومافيات الاراضي وبيروقراطية الدوائر الحكومية تضع موانع في استرداد تلك الحقوق..
اشور الذي ترك البلد مرغما على خلفية اعدام شقيقه (يوسف) وسجن والده والحكم عليه بالسجن المؤبد ومصادرة ممتلكاتهم، استقر قبل نحو 20 عاما في كندا ليعود مع سقوط حكم البعث ليحاول استعادة تلك العقارات التي يملكها والده دون جدوى ليصطدم بمئات العراقيل التي تحدث لنا عنها في سياق الحوار التالي:
*تحدث لنا عن قطع الاراضي في مركز مدينة دهوك وكيف تم تملكها من قبل الوالد وكيف تمت مصادرتها؟
-في الحقيقة ان الأراضي تحمل كل منها رقم للقطع 8و9 و10 بمقاطعة دهوك الشمالية بحسب ما مسجل بدائرة الطابو ومجموع مساحتها مجتمعة يبلغ نحو 31 دونم وكل تلك المواقع في منطقة كري باسي في قلب مدينة دهوك الحالية ومستملكة البعض منها لدوائر ومؤسسات كدائرة زراعة ونقابات العمال والمهندسين واندية ومراكز صحية ودور سكنية بالإضافة لمقر الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكردستاني وفضائية كردستان وكانت بالأصل اي بعد مصادرتها من قبل نظام البعث تستخدم كمقرات لحزب البعث وتعود ملكية الوالد لتلك الاراضي بالتحديد في عام 1961 حيث اشتراها من سيدة مسيحية ارملة ،وكان قد اقترض قيمتها كونه كان موظف في شركة نفط الشمال لتسديد اثمان تلك الاراضي والتي عانى ايضا في فترة السبعينات من محاربة السلطات وسعيها لغرض سلبها منه بالقوة بعد معرفتها نيته في إقامة منطقة إسكان للأشوريين فيها ، حيث قامت بمحاولات عديدة من اجل افشال مشروعه ومنها مصادرة الاراضي بحجة الإطفاء وغيرها ، وفي منتصف الثمانينات اصدر قرار مصادرة أمواله المنقولة والغير منقولة من محكمة الثورة على خلفية القاء القبض عليه والحكم عليه بالسجن المؤبد والذي تزامن مع اعدام شقيقي (يوسف ) والذي أصدر بحقة أيضا قرار مصادرة أمواله المنقولة والغير المنقولة ..
*ومتى بدأت جهودكم في السعي لاسترداد تلك الاراضي؟
-باشر والدنا بالسعي لإعادة تلك الأراضي بعد سقوط الطاغية وتحديدا سنة 2005 عندما قدم من بغداد الى دهوك موكلا محاميين من دهوك وكركوك بالتزامن مع تشكيل محكمة خاصة بفض نزاعات الملكية وبعد وفاته بادر ابن شقيقي (نينب يوسف) بمتابعة تلك الدعاوي لحين عودتي لأرض الوطن عام 2008. حيث وجدنا ان بعض من تلك الأراضي تمت مصادرتها من قبل النظام السابق دون أي انصاف او تعويض والأخرى صودرت بعد 1992 وتم تعويض ببعض الأراضي لكن هي الأخرى ابتلعها بعض المتنفذين ومافيات الأراضي في دهوك علماً ان ملايين الدولارات كانت قد عرضت على والدنا في فترة التسعينات من بعض المسؤولين في حكومة الإقليم آنذاك من اجل بيع الاراضي لكنه رفض بغية استردادها.
حيث شابَ طريقنا الكثير من العراقيل والمضايقات والتهديدات المباشرة بالقتل وغيرها ،وفي بعض القضايا ربحنا فيها قرار المحكمة التميزية العليا بأبطال قرار اخذ أراضينا لكن محكمة تنفيذ دهوك لم تنفذ قرار محكمة التمييز العليا واصدرت قرار من المحكمة المذكورة يقضي بأبقاء الحال على ما هو عليه مشيرة في سياق الحكم الى وجود حسن النية من جانب الاطراف التي قامت بشراء تلك الأراضي ، واصبحنا ضحايا حسن النية التي توفرت في جانب الخصم ولم تتوفر فينا .وفي ذات السياق نتسأل ان كان حسن النية يتوفر عند الظالم ام المظلوم !. وكيف لمحكمة تنفيذ في دهوك بأن ترفض تنفيذ قرار لمحكمة تميز العليا في الإقليم وتبني قرارها على قرار بطل سابقاً بحجة استقرار المعاملات وصفاء النية ؟ وهذا القرار بني على الباطل وما بني على الباطل فهو باطل.
ولم نيأس من المحاولات والاتصال بالمسؤولين حيث تلمسنا المساعدة من بعض الخيرين لكن ظلت ألابواب الحكومية مقفلة بوجهنا تجاه استرداد حقوقنا بطريقة مستغربة جدا رغم معرفة القاصي والداني اننا من العوائل المضحية والمناضلة سياسياَ وهذا النضال كان السبب في ضياع املاكنا وحقوقنا، ففي احدى الحالات رفضَ مُبلغ المحكمة استلام تبليغ الدعوى للسيد مسعود البارزاني كونه الخصم بصفته المعنوية في قضية مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني.
رغم سواد المشهد وقتامتهِ الا اننا لم نفقد الامل بالمناشدة وطلب مساعدة الخيرين لأننا على دراية باننا أصحاب حق وقضيتنا ليست بالمستحيل حلها رغم تشعب تفاصيلها وبالأخص عندما يظهر بعض الأشخاص عارضين خدماتهم بحسم القضية مقابل اخذ نصف قيمة التعويض ذلك في دلالة ان قضيتنا ممكن حلها ذات يوم …كما واكد لنا بعض القانونين الاكفاء والأصدقاء ان مسار المحاكم لم تسير بشكل منصف وعادل.
*وماذا عنك وانت الذي تركت كندا كمستقر لك وتدور اليوم بين المحاكم والدوائر لغرض استرجاع الاراضي المسلوبة ؟
عدت باختياري انا وعائلتي من كندا لغرض متابعة القضية وزوال أسباب تهجيري لكن مع الأسف الشديد انا اعيش اليوم في شقة مستأجرة مع العلم ان لدينا اراضي تقدر بملايين الدولارات وصرفت والعائلة ملايين الدنانير ما بين مراجعات للدوائر او مستحقات للمحامين في سبيل اراضي تم سلبها ظلما وما يؤلم ان هنالك عنوانين مثل دائرة النزاهة ومحافظة وبلدية دهوك وغيرها لم تتجرأ على فتح ملفاتنا وحاولت مرارا وتكرارا ان اقابل احد المسؤولين الكبار في الاقليم لغرض عرض القضية امامه لكن محاولاتي كلها باءت بالفشل ..
*لماذا ناشدتم السيد مسعود البارزاني بالتحديد.؟
لأننا على دراية بأن السيد مسعود البارزاني سوف يتفهم تضحياتنا كونه هو وعائلته وحزبهُ قارع النظام البائد ويحترم معاملة عوائل الشهداء والمناضلين بالإضافة لان الحزب الديمقراطي الكردستاني مسجلة بأسمهُ بعض من أراضينا المصادرة والتي نناشد من اجل مساعدتنا في استرجاعها. بالإضافة الى الروابط العشائرية والمناطقية التي تربطنا واياه حيث اننا من أصحاب قرية (اردل) الواقعة في منطقة بارزان.