1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. الوطنية والدولية
  6. /
  7. وسط ردود فعل دولية...

وسط ردود فعل دولية غاضبة.. أردوغان يحول متحف آيا صوفيا إلى مسجد

زوعا اورغ/ وكالات

أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحويل متحف “آيا صوفيا” في ولاية اسطنبول إلى مسجد، موجة غضب عارمة وردود فعل دولية رافضة لتلك الخطوة الاستفزازية التي من المتوقع أن تحدث شرخاً بين الشرق والغرب وأن تؤدي لانقسامات كبيرة كونه رمز لملايين المسيحيين حول العالم.

ومساء أمس الجمعة، وقّع أردوغان قراراً يقضي بإلغاء القرار الصادر عام 1934، والذي كان يقضي بتحويل “آيا صوفيا” من مسجد لمتحف، وإحالة القرار للشؤون الدينية التركية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ليخرج بعدها بخطاب أعلن فيه أن أول صلاة جمعة ستقام في “مسجد آيا صوفيا” يوم 24 تموز/ يوليو الجاري.

ردود أفعال

ووصفت الحكومة اليونانية هذا القرار بأنه “استفزاز سافر للعالم المتحضر”، وأن أردوغان بهذا القرار “أرجع تركيا ستة قرون للوراء”.

وقالت وزير الثقافة اليونانية ، لينا ميندوني، حسب تقارير إعلامية، إن “القومية التي يمارسها أردوغان تدفع بلاده إلى الوراء ستة قرون، وأن الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية العليا التركية، يؤكد بوضوح غياب أي قضاء مستقل في البلاد”.

أما الوكيل السابق لمسجد الأزهر، عباس شومان،  فأكد في تصريحات صحفية أن “الإسلام يحترم دور العبادة لمختلف الديانات، ولا يجوز تحويل الكنيسة لمسجد، مثلما لا يجوز تحويل المسجد لكنيسة، هذا المبدأ مرفوض في الفكر الأزهري، ويجب احترام دور العبادة لكل أتباع الديانات”.

وأضاف أن “هذا التصرف التركي مستفز، وتصرف غير متفق مع تعاليم الإسلام التي عرفناها وطبقها سلفنا الصالح، ولا يتطابق مع الفكر الأزهري”.

بدورها عبّرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، “أودري أزولاي” في بيان، عن “الأسف الشديد لقرارات السلطات التركية، والتي اتخذت من دون حوار مسبق، لتعديل وضع آيا صوفيا”.

وأضافت أن “آيا صوفيا تمثل جزءاً من مدينة “اسطنبول التاريخية”، ويجب أن “تحرص الدولة التي توجد الممتلكات على أراضيها، على عدم إدخال أي تعديل على هذه الممتلكات من شأنه الإضرار بقيمتها العالمية الاستثنائية”.

أما الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، فعبّرت عن أسفها لأن “القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماماً عندما اتخذ قراره”، مؤكدة أن “القرار قد يثير انقسامات أكبر”.

وكان البطريرك المسكوني، بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو /300/ مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم ويقيم في اسطنبول، حذر في تصريحات سابقة من أن “تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم، وسيتسبب في شرخ بين الشرق والغرب”.

حقد أعمى

وندد جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، بهذا القرار التركي، واصفاً إياه بأنه “كيدي ويقوم على الحقد الأعمى”.

وقال لـ”نورث برس”، إن “خطوة تحويل كاتدرائية آيا صوفيا ذات الأهمية التاريخية والحضارية لدى مسيحيي المشرق، والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي من قبل اليونيسكو، من متحف إلى مسجد بقرار من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم استغربها أبداً، بل على العكس كنت سأستغرب لو تم إعادتها إلى كنيسة ومركز عبادة مسيحية، لأننا تعودنا على هذه التصرفات المستهجنة التي قامت وتقوم بها السلطات والحكومات التركية المتعاقبة”.

وأضاف أنه “قبل هذا التصرف كان هناك محاولات حثيثة لوضع اليد على أوقاف وأراضي دير مار كبرئيل التاريخي، وهناك الآلاف من الكنائس والأديرة التي حولوها إلى إسطبلات وأماكن لعيش الحيوانات، ناهيك عن تلك التي حولت إلى مساجد ومسارح ومطاعم، ليس من زمن بعيد كثيراً، كل هذه الانتهاكات وغيرها الكثير لا تدل إلا على فكر عدواني قائم على الكيدية والحقد الأعمى الذي لا يبني أوطان، بل على العكس يدمرها”.

وأوضح “دياربكرلي” أن “هذه التصرفات تدل على أن القيادات التركية المتعاقبة (الإسلامية منها، والقومية التركية) لاتزال تعيش في عصور الغزوات والاحتلالات والفتوحات”.

وأشار إلى أنه ومن خلال هذه الخطوة المستنكرة، وغيرها من المضايقات والانتهاكات بحق ما تبقى من مسيحيين في البلاد، يعيدون إلى ذاكرتنا كيف قام أسلافهم في السلطنة العثمانية قبل أكثر من /100/ عام بسلب أملاك وعقارات وكنائس وأوقاف المسيحيين، بعد أن نكلوا بهم أفظع وأشنع تنكيل فكانت مجازر الإبادة الجماعية بحق الكلدان السريان الآشوريين والأرمن واليونانيين البنط”.

وأضاف أنه “على تركيا أن تعيّ أنها في حال أرادت أن تكون دولة قوية على المستوى الإقليمي والدولي فهي بحاجة أولاً إلى التصالح مع ماضيها وشعوبها، وتبييض الصفحات السوداء من تاريخها، وما هذه التصرفات اللامسؤولة إلا المزيد من الإمعان في جعل هذه الدولة متأخرة حضارياً، وأخلاقياً، وإنسانياً”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، دعا تركيا في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى “ضرورة إبقاء آيا صوفيا كمتحف للزوار”.

“خطوة سلبية”

من جانبها رأت الباحثة التركية في التاريخ “سيدا أولتاغ” أن هذه “الخطوة من أردوغان سلبية جداً، كونها تظهر أردوغان والموالين له بأنهم ضد الأقليات، وأنهم يوجهون رسالة بأننا ملكنا هذا البلد وأن اسطنبول أصبحت مدينة إسلامية، وأن تركيا تريد أن تثبت للغرب أنها دولة إسلامية قوية”.

وأضافت أن “الإسلاميين القومجيين والحاضنة الشعبية لأردوغان هم مع تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، بينما هناك /50/ % من الشارع التركي يرفض هذا الأمر”.

وأشارت إلى أن “آيا صوفيا تحول من معلم تاريخي هام، إلى آلة لإثارة الفتن ضد الغرب، ومناهضته، وضد الأقليات الدينية من غير المسلمين في تركيا”.

وحذرت الباحثة التركية من تبعات هذه الخطوة التركية السلبية، وقالت، إنه “من الممكن أن نرى تهديدات غربية متزايدة ضد أردوغان، ومن الممكن أن يتم فرض بعض العقوبات على تركيا، ومن الممكن أن يزيد التوتر بين الطرفين التركي والأمريكي”.

وكان سفير الولايات المتحدة عامة من أجل الحرية الدينية الدولية “سام براونباك”، دعا تركيا إلى  التخلي عن خطط إعادة تحويل نصب آيا صوفيا في القرن السادس إلى مسجد، وقال في تغريدة، إن “آيا صوفيا تحمل أهمية روحية وثقافية هائلة لمليارات المؤمنين من ديانات مختلفة حول العالم.

“أمر استفزازي”

وعن رأيه في تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد قال الصحفي الكردي السوري سردار ملا درويش، لـ “نورث برس”، إن “هذا الأمر استفزازي جداً ومحاولة إحداث إنجازات تحرك عواطف الناس داخلياً وخاصة المسلمين، للابتعاد عن القضايا الأساسية المعيشية والظروف الاقتصادية التي يعيشها الناس في تركيا، وأيضاً محاولة ابتزاز للغرب بهذا الموضوع”.

وأضاف أن “التبعات القادمة لهذا الموضوع  الذي لا يعتبر نصر ديني أو سياسي بقدر ما يخلق حالة كراهية بظل ظرف من المفترض البحث فيها عن حلول لجمع الناس”.

وتابع أن “الموضوع سيكون له تأثيرات اقتصادية خاصة على منطقة السلطان أحمد التي يقع فيها متحف آيا صوفيا، كونها تعتمد بشكل كبير على السياح، ولكن مع تحويل الكنيسة والمتحف إلى مسجد أو تحويل المنطقة إلى طابع ديني بشكل أكبر سيفرغها من عدة أمور ومن بينها السياحة، علماً أنه يوجد مقابل آيا صوفيا مسجد السلطان أحمد”.

وأعرب عن اعتقاده “أن تبعات هذا الأمر مستقبلاً ستكون سلبية جداً، خاصة وأن الحكومة التركية تتجه لاستبداد وديكتاتورية جديدة”.

يشار إلى أن أردوغان أعلن مساء الجمعة، أن أول صلاة جمعة ستقوم في آيا صوفيا، ستكون في 24 تموز/ يوليو الجاري، في رسالة واضحة بعدم التخلي عن قرار تحويله من متحف أو كنيسة إلى مسجد.

zowaa.org

menu_en