1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. وداعًا (أبو الشدائد) كوركيس...

وداعًا (أبو الشدائد) كوركيس إسماعيل

وترجّل فارس آخر من فرسان الكرة العراقيّة بعد أن سطّر أروع الملاحم الكرويّة في زمن كانت للنجوميّة عنوان خلده التأريخ وكتب لأساطيره أروع الكلمات في صفحات المجد الكروي دون البحث عن مقابل أو أفادة ماديّة طالما أصبحت من الأولويّات في زمننا الحاضر والمليء بالتناقضات والتي في أغلب مفاصلها لا تبحث سوى عن المصالح الشخصيّة فضاع الحابل بالنابل، ولم يكن الضحيّة سوى من نجوم الأمس الذين غادرونا دون رعاية ولا حتى السؤال عن الصحّة من مسؤول أو عابر سبيل!

كوركيس إسماعيل.. الرائع (كَكَي) الذي حمل من روعة النجوميّة والأخلاق معًا ظلّ منسيًّا هو الآخر حاله حال الكثير من نجومنا السابقين فودّعنا بعد أن ألمَّ به مرض عُضال في بلاد الاغتراب تاركًا تأريخًا مفعمًا بالتألّق الذي بدأه عبر تمثيله “النادي الآثوري الرياضي” الذي كان واحدًا من أبرز الأندية الكرويّة في فترة الخمسينيّات والستينيّات حيث ضمّ العديد من نجوم المنتخب أمثال (عمو بابا وآرام كرم ويورا ايشايا وكلبرت سامي وخوشابا لاو وكوركيس إسماعيل وشدراك يوسف) والقائمة تطول. تلك النخبة الكرويّة التي سجّلت حضورها المتميّز في أبرز مباراة لعبها مع أندية خارجيّة وتمثلت بلقاء نادي التاج الإيراني والتي انتهت بفوز النادي الآثوري بخمسة أهداف مقابل أربعة أهداف.

وإذا كان الراحل عادل بشير من أبرز المدرّبين في تلك الحقبة الزمنيّة فيُعد أوّل من أكتشف موهبة اللاعب كوركيس إسماعيل وضمّه إلى تشكيلة المنتخب التي سجّلت حضورًا متميّزًا في بطولة كأس العرب في العام 1966 حيث تخطّى منتخبنا في المباراة شبه النهائيّة المنتخب الليبي وتأهّل إلى المباراة النهائيّة التي قابل فيها المنتخب السوري، وبينما كان الفريق السوري متقدّمًا بهدف دون مقابل أُشرك اللاعب كوركيس إسماعيل كبديل ونجح في تسجيل هدفين متتاليين ليتوّج المنتخب العراقي بطلاً وسط فرحة غير مسبوقة عمّت مدرّجات “ملعب الكشافة” حيث حملت الجماهير الكرويّة اللاعب كوركيس إسماعيل على الاكتاف مبتهجة بالفوز وسارت به من ملعب الكشافة وحتى محلّ سكناه في منطقة (كمب الكّيلاني) ذلك الفوز الذي قادت صحافتنا في اليوم التالي للاحتفاء بلقب كأس العرب المتحقق لمنتخبنا عبر عناوين رئيسة مع وصف المتألّق كوركيس إسماعيل بـ (أبو الشدائد).

لم يظلّ الراحل كوركيس إسماعيل بعيدًا عن معشوقته الكرة حتى بعد اعتزاله اللعب فقد اختير متطوّعًا للعمل ضمن الكوادر الإداريّة القريبة من منتخبنا خلال فترات طويلة وتحديدًا في فترة الثمانينيّات إبّان كان الراحل عمو بابا مدرّبًا لمنتخبنا مع كادره المساعد دوكلص عزيز ومجبل فرطوس حيث اعتاد أن يكون قريبًا جدًّا من جميع نجوم منتخبنا حيث وصف آنذاك (الأب الروحي) للاعبي المنتخب خصوصًا بعد التأهّل إلى نهائيّات كأس العالم في المكسيك في العام 1986 حيث رافق منتخبنا في معسكره بالبرازيل الذي أقيم قبل مونديال المكسيك.

ها هُما اثنان من نجومنا عضوي الاتحاد الحالي عدنان درجال وغانم عريبي يستذكران (أبو الشدائد) بوقفة وفاء من خلال إقامة الاتحاد العراقي لكرة القدم مجلس عزاء على روحه الطاهرة.

الرحمة والمغفرة للراحل كوركيس إسماعيل ولأهله وذويه وجميع مُحبّي فنه الكروي الجميل الصبر والسلوان.

“نشر في جريدة فوز الرياضية يوم الإثنين 19 أيار 2025”

 

zowaa.org

menu_en