شوكت توسا
كي لا يتشعب حديث موضوعنا الى مناحي تُبعدنا عن هدف عنواننا, سوف لن نتطرق الى ما ترتّب على اشكاليات ومسببّات تراجع دور هيئات شعبنا السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعجزهم عن متابعة ومعالجة أوضاع شعبنا التي تسير من سيئ الى أسوء, لكن جدير بنا في زمن تتكاثر فيه المحن والازمات أن نتطرق الى المثال المتمثّل بنيافة المطران يونان حنو لأنه في الحقيقة يشكّل حالة جديرة بالمتابعة, واغلب الظن حسب ما استشفه من خلال طريقة ظهوره واسلوب تعامله الجاد, هو ان نيافته لا يبدو من الصنف الذي يبحث عن الاشادات والمدائح ولا عن العداءات والتملقات حاشاه بقدر إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه ابناء شعبه , فمن خلال متابعتنا المتواضعة لما يقوم به في ظرف غاية في التعقيد , لن أبالغ لو قلت بأنه استثناء في جدارته الروحية وديبلوماسيته المحنكة وتمسكه الصلب بحق شعبه في العيش حرا كريما دون ان يحصر مهمته هذه بابناء بلدته بغديدي ليثبت لنا انه في دفاعه الدائم عن ابناء شعبه المسيحي في العراق انما يجسد أممية ايمانه الروحي والفكري الذي قلّما شهدناه في الوسط الروحي ولا حتى في الوسط السياسي المدني في خضم الاضطرابات التي عمّت العراق بعد 2003.
من المعيب والمؤسف له ان نشاهد على القنوات ونحن نستمع الى بعض الممثلين المحسوبين علينا في البرلمان يتفوهون بكلمات لا تليق برجل دين كالمطران حنو نذر نفسه للدفاع عن حق ابناء شعبه, عتبي الشديد بل شجبي اوجهه للبرلماني المسيحي الذي يستنكف من ذكر اسم نيافته ويتهمه بالكذاب في وسائل الاعلام, ما هكذا تورد الابل يا اخوان يا من تدعون تمثيل شعبكم المسيحي, مالذي سيقوله عنكم اهلنا وانتم تهينون رجل دين مثابر يتبعه عشرات الالوف يختلف معكم في رؤاه حول ما تقومون به وهذا حق مشروع , ومالذي سيقوله عنكم العراقيون الذي يكنون كل الاحترام والتقدير لشخص هذا المطران الذي لولا صدقه و شدة حرصه على شعبه لما إلتفت حوله الجماهير وايدته في وقت تكاد تخلو ساحتنا السياسية من الاصوات المدافعة عن شعبنا.
إنها أمنية أن نرى في أوساطنا رجالا مدنيون كانوا ام دينيون على نحو المطران حنو يطلقون صرخاتهم النابعة عن حرصهم على شعبهم وليس طمعا بمكاسب الدنيا الزائلة….
الوطن والشعب من وراء القصد