زوعا اورغ/ وكالات
رصد تقرير لموقع ألماني، ملامح “صراع خفي” بين رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني وابن عمه، مسرور بارزاني، مشيرا إلى أن كل طرف يملك مجموعة قوية يسعى عبرها إلى ترسيخ دوره.
وذكر تقرير لموقع “نقاش”، نشر أول أمس، إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يبدو كأكثر الأحزاب الكردية تماسكا داخليا، إلا انه لا توجد ضمانة في بقائه كما هو بعد الاستفتاء وابتعاد زعيم الحزب مسعود بارزاني عن الحكم.
واضاف، أن “من السائد في العمل السياسي في كردستان أن تتعرض القوى السياسية لوباء الانقسامات والتكتلات، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني نادرا ما أصيب بهذا المرض، وربما يكمن السر في أن الحزب نشأ منذ البداية كحزب عائلي انتقلت فيه السلطة من الأب إلى الابن”.
وأوضح التقرير أنه “منذ حوالي اربعين عاما وتحديدا منذ عام 1979 اعتلى مسعود بارزاني هرم السلطة في الحزب الديمقراطي وتمكن من الحفاظ على مركزيته، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت صراعا خفيا بين ابنه مسرور بارزاني وابن أخيه نيجيرفان بارزاني وظهرت خيوطه اكثر وضوحا منذ الاستفتاء الذي أجراه الحزب الديمقراطي في ايلول من العام الماضي”.
وأشار إلى أنه وبعد استقالة مسعود بارزاني، من منصب رئيس الإقليم في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، انتقلت معظم سلطاته إلى رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، بحسب الدستور، لكن يبدو ان رئيس الحكومة لا يمكنه ممارسة جميع سلطاته، ففضلا عن وجود معادين له داخل الأحزاب الأخرى، يصطدم داخليا بجدار ابن عمه مستشار أمن الإقليم مسرور بارزاني، الذي يتحكم في المفاصل الأمنية لكردستان.
وتابع ان “مسعود بارزاني لا يلتقي الوفود الرسمية منذ أشهر كما لا يقوم بزيارات رسمية الى الخارج، بل يتولى نيجيرفان بارزاني هذه المهمة بدلا عنه، ولكن يبدو أن مسرور بارزاني أيضاً يريد أن يصبح جزءا من اللعبة”.
من جانبه أكد القيادي في الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، انه “لا يرى أية حالة غير طبيعية في عدم ظهور مسعود بارزاني، لأنه لم يعد في منصب رئيس الإقليم، لذلك تجتمع الوفود مع المسؤولين الآخرين في الإقليم مثل رئيس الحكومة وغيره من المسؤولين”، مبينا ان هناك سببا آخر وهو ان بارزاني لا يريد لقاء بعض الوفود.
أما الصحفي في ملف الشرق الأوسط التابع لشبكة “بي بي سي” والباحث في دراسات الشرق الأوسط في جامعة كينغز كولج في لندن، عبد الله حويز، فقد أفاد ان “وجود إعلام وجامعات ومؤسسات وشركات استثمارية مختلفة يشير الى وجود أجنحة مختلفة داخل الحزب الديمقراطي”، وذلك في إشارة إلى ما يملكهما كل من نيجرفان وابن عمه من تلك المؤسسات.
وأضاف حويز، الذي يتابع الشؤون الداخلية للحزب الديمقراطي بدقة، “يختلف كل من نيجيرفان ومسرور من حيث الرؤية والأسلوب السياسي ما يزيد من الصراع بينهما”، مشيرا إلى ان “جماعة مسرور بارزاني قوميون متشددون وتقليديون وأكثر تنظيما وتأسيسا، ومدعومون من الأكثرية بين اعضاء الحزب الديمقراطي، وعلى العكس منهم فأن جماعة نيجيرفان بارزاني ليبراليون ويمتازون باللين وقريبون من تركيا وينصب اهتمامهم اكثر على التجارة”.
فيما أوضح مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكردستاني هيمن هورامي، ان “التحركات الدبلوماسية لنيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني هي تحركات طبيعية”، وأضاف “انهما يسعيان فقط الى انفتاح الإقليم بوجه العالم بعد ردود الأفعال السياسية والدبلوماسية التي حدثت ضد الإقليم بعد عملية الاستفتاء”، رافضا أن تتعلق تحركات مسؤولي إقليم كردستان بالشؤون الداخلية للحزب الديمقراطي.
وختم الموقع الألماني تقرير بالقول، إنه “رغم أن صراع ابني العم واضح في مختلف المستويات، إلا أنهما لا يزالان متمسكين بالمركزية في الحزب الديمقراطي الذي يتقدم على الأحزاب الأخرى في تماسكه وقد يتفقان مستقبلا وبخلاف الأحزاب الأخرى على نوع من تقاسم السلطة يحافظ على مصالحهما”.