لطيف نعمان سياوش
كلمة “المرتزقه” تطلق على الجنود، أو المقاتلين المستأجرين ممن يحاربون من أجل دولة اخرى غير دولتهم، لتلبية مصالحهم الخاصة بهم بعيدا عن القيم الانسانية، أو السياسية، أو الاخلاقية.
لاشك أن الاستشهادات وألامثله في التاريخ هي كثيرة ومتنوعة بهذا الخصوص. لكني آثرت أن أشير الى بعض من تلك الامثلة من العصر الحديث لأعيد الى ذاكرة القارىء الكريم ماشاهدناه وعاشرناه بأنفسنا، وعلى سبيل المثال:
بعض المرتزقة من الايرانيين جماعة “مجاهدي خلق” الذين قاتلوا إلى جانب الجيش العراقي ضد دولتهم “إيران” أبان الحرب العراقية الايرانية، وفيما بعد قاتلوا إلى جانب قوات “الحرس الجمهوري” لصدام حسين ضد ثوار إنتفاضة آذار 1991 في شمال وجنوب العراق.
وعلى شاكلتهم مع الفارق المقاتلين الافارقة ممن قاتلوا في ليبيا عامي 2010 و2011 إلى جانب معمر القذافي ضد الثوار الليبيين.
لعل مانشاهده اليوم من المقاتلين المرتزقة من شتى الجنسيات الذين يقاتلون في صفوف الدواعش بأسم ألاسلام والمسلمين ضد العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، ولبنان، وغيرها هو آخر صرعات المرتزقة للقرن الحادي والعشرين..
أما على الصعيد المحلي نرى أن ما يلفت النظر من المرتزقه هم بعض من الاحزاب الصغيرة، والشخصيات الهزيلة التي تلتوي تحت لوائها وتنبطح أمام ألاحزاب الكبيرة والشخصيات المتنفذة، ويقدمون لهم ولاء الطاعة لقاء بعض المال التافه وألامتيازات الهزيلة..
وهذه الحاله موجوده في كل الملل والقوميات، ولكن ما يحز النفس ان يكون لأبناء شعبنا ايضا حصة من تلك الاحزاب والشخصيات المشار اليها، وجميعها مشخصة ومكشوفة..
هذا النوع من البشر لا يشعر بالخجل أو ألاحراج لأرتزاقهم للحد الذي نراهم يتزاحمون على ابواب الفضائيات للظهور علانية، وأطلاق البيانات والتصريحات الرنانه والغزل باسيادهم حتى وإن كانوا على خطأ !..
وكذا الحال في الكتابة في المواقع الالكترونية المختلفة، أو المجلات والصحف..
لعل أسوأ إنجازات المرتزقة هي مساهمتهم الفاعلة في صناعة النظام الشمولي، والشخصيات الدكتاتورية المتسلطة، والحزب القائد الأوحد..
هؤلاء المرتزقة تحديدا لامانع لديهم من ممارسة كل الموبقات بما في ذلك كتابة التقارير على أقرب المقربين منهم فقط من أجل ألحفاظ على مصالحهم، ولسان حالهم يقول : لتذهب كل القيم وألاخلاق والمبادىء الى الجحيم ما دمنا نحن المستفيدين..
المقال منشور في العدد 659 من جريدة بهرا..