زوعا اورغ/ وكالات
يشارك عشرات المواطنين المندائيين في البصرة في احياء عيد الخليقة (البرونايا) الذي يستمر خمسة أيام، ويتضمن اقامة طقوس التعميد على ضفاف شط العرب، وتحضير وتوزيع طعام (الغفران) استذكاراً للموتى من أبناء الطائفة.
وقال عضو مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة لؤي الخميسي ، إن “المواطنين المندائيين في البصرة أقاموا للمرة الأولى طقوس التعميد بمناسبة عيد الخليقة على أرض شاطئية تعود ملكيتها للطائفة بعد أن كانوا خلال الأعياد السابقة يقيمون الطقوس في أراض غير عائدة لهم”، مبيناً أن “الأرض التي تقع في منطقة الصالحية ضمن قضاء شط العرب تم شراؤها من الدولة بعد تعقيدات واجراءات استغرقت عدة أعوام، والمؤسف أن الأرض تبلغ مساحتها 2250 متر مربع، لكن المساحة الفعلية التي يمكننا استغلالها والتصرف بها بحدود 1000 متر مربع، ونطمح الى انشاء معبد (مندي) عليها”.
ولفت الخميسي الى أن “عيد الخليقة يستمر خمسة أيام اعتباراً من اليوم، وخلال هذه الأيام البيضاء المباركة يتم التفرغ للطقوس العبادية، بما في ذلك الصوم ونحر الذبائح وتحضير طعام الغفران”، مضيفاً أن “المندائيين يعيشون بسلام في محافظة البصرة، لكنهم بحاجة الى الاهتمام من قبل الجهات الحكومية”.
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على إلى منطقة الأهواز في إيران، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام 2003، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 200 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.